سفير تركيا احمد نيكاتي بيغالي للمحور: “منحنا العام الماضي 75 ألف تأشيرة للجزائريين”

حاورته: شفيعة حاجو
اتسمت العلاقات الجزائرية التركية في السنوات الأخيرة بالجيدة خاصة بعد توقيع اتفاقيات تعاون في عدة مجالات بين البلدين، هذا الرابط لم يأت عبثا وإنما جاء نتيجة حتمية للعشرة الطيبة التي جمعت الشعبين العثماني والجزائري حقبة من الزمن، بعد هذا التوسع في العلاقات على المستوى الدبلوماسي، الاستراتيجي والاقتصادي، أردنا إجراء حوار صحفي مع سفير تركيا بالجزائر ليحدثنا عن العلاقات التركية الجزائرية وما ينبثق عنها من مشاريع مستقبلية.
* سعادة السفير كيف ترون مستوى العلاقة بين الجزائر وتركيا، سياسيا، اقتصاديا، ديبلوماسيا وثقافيا؟
أريد أن أقول أن هناك روابط قديمة وقوية جمعت تركيا والجزائر ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، كلا البلدين والشعبين تقاسما نفس التاريخ والقدر خلال ما يقارب ثلاثة قرون، تجمعنا ثقافة واحدة، وعاطفة جياشة نحملها فيما بيننا، نتقاسم نفس القيم الروحية والثقافية، تعتبر تركيا من بين الدول التي عرفت الجزائر منذ استقلالها، ومنذ 1963 كانت السفارة التركية جد نشيطة في الجزائر، نمتلك أيضا علاقات سياسية واقتصادية طيبة جدا مع جارتنا الجزائر، خاصة بعد الزيارة التاريخية لرئيس الجزائر السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى جمهورية تركيا في سنة 2005، ما سمح المجال بتوطيد العلاقة بين البلدين استراتيجيا، على المستوى الاقتصادي والتجاري خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، وفي العام الماضي قدر حجم التبادل التجاري بيننا بأربعة ملايير دولار، نقوم حاليا باستثمارات في الجزائر والتي بلغت حوالي واحد مليار دولار، كما تتواجد العديد من الشركات التركية في الجزائر خاصة في مجال البناء ما يقارب خمسين او ستين مؤسسة، حاليا هناك الصالون الدولي لمواد البناء والأشغال العمومية الذي تحتل فيه تركيا المرتبة الأولى على مستوى العارضين بحوالي 131 عارض، ثقافيا في السنوات الأخيرة قمنا بالكثير من الأحداث والنشاطات خاصة في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة الإسلامية إضافة إلى القيام بالكثير من المعارض والصالونات.
* أمضيتم اتفاقية “عقد تجاري “مع وزارة الطاقة والمناجم بتزويدكم بالغاز الطبيعي إلى غاية 2014، هل ستجددون العقد او تختارون بلد أخر؟
العقد يدوم عشرين سنة وسينتهي في 2014، وبلدنا على اتم الاستعداد لتجديد العقد مع الجزائر مرة أخرى.
* بلغة الأرقام كم بلغ حجم الاستثمار التركي في الجزائر؟
حجم الاستثمار التركي في الجزائر يقارب واحد مليار دولار، لدينا أيضا استثمار في المواد الكيميائية في ولاية البليدة الذي يقوم بإنتاج مواد التجميل والتنظيف، إضافة إلى مستثمرين في المواد الغذائية “البسكويت”.
* في الآونة الأخيرة أصبحت تركيا قبلة لعدد من السياح الجزائريين، هل سيتم إلغاء التأشيرة نهائيا على الجزائريين؟
إجراءات الحصول على التأشيرة لا تتعدى يومين أو ثلاث أيام، وتعتبر اسطنبول وأنقرة وجهتين يقصدهما السياح الجزائريين، منحنا في العام الماضي حوالي 75 ألف تأشيره للجزائريين، واتخذنا قرار ابتداء من أول ماي بمنح التأشيرة مباشرة في المطار بالنسبة للسياح الذين يمتلكون تأشيرة” شينغن” بشرط الذهاب مع الخطوط الجوية التركية ب 15 اورو.
* ما هو الدعم الذي يجب القيام به لتقوية العلاقات بين الجزائر وتركيا أكثر في مختلف الميادين؟
لكي نقوي العلاقة أكثر بين تركيا والجزائر يجب فتح المراكز الثقافية التركية بالجزائر، لكن للأسف لم تتحصل على الموافقة من قبل الجهات المعنية بذلك بعد تقديمنا ملف الطلب بعد أكثر من سنة، ننتظر دائما ونأمل في الحصول على الموافقة، على الصعيد الاقتصادي يجب إعفاء المستثمرين من الضرائب الجمركية لتسهيل عملية التبادل التجاري مثلما فعلنا مع المغرب وتونس.
* تركيا شاركت بأكبر عدد من العارضين في الصالون الدولي لمواد البناء والأشغال العمومية، هل من كلمة بخصوص ذلك؟
هذا الحدث مهم للجزائر وتركيا، في العام الماضي كنا ضيف شرف، وهذه السنة احتل بلدنا المركز الأول من حيث عدد العارضين الذي بلغ 131 عارض، بحيث أعطت شركتنا أهمية كبرى لهذا المعرض، وأتمنى النجاح لكلينا خاصة مع قدوم موعد الانتخابات التشريعية في العاشر ماي.