احتضنت مكتبة "شايب الدزاير" التابعة لمديرية النشر للمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، ندوة حضرها الجمهور العريض أدارتها السيدة عائشة باركي، رئيسة جمعية "اقرأ"، تطرقت من خلالها إلى مسيرتها النضالية في الحرب ضد الأمية، والمكاسب المختلفة التي تمّ تحقيقها، وما تسعى إليه في السنوات القادمة خاصة في ظل وجود مشكل جديد يستوجب التصدي له، وهو الأمية الرقمية، مشيرة بلغة الأرقام إلى تسجيل 130 ألف متقدم لمحو الأمية سنويا، منهم 95 ألف امرأة وقرابة 40 ألف رجل، مقسمين على5060 قسما عبر الوطن، يؤطرهم 40300 معلم.تحدثت السيدة باركي عن الخطوات التي انتهجتها في حربها ضد الأمية، والحضور كله شوق لمعرفة تفاصيل كفاح امرأة سعت بكل ما أوتيت من قوة لطرد الجهل من العقول والبيوت، وحتى تعليم الفتيات والسيدات حرفة تقيهن شر السؤال من خلال المراكز المختلفة التي افتتحتها الجمعية في مختلف ولايات الوطن استجابة لمتطلباتهن، لدرجة استحداث غرفة حضانة بهدف تشجيع الأمهات على القدوم إلى المركز لتعلم القراءة والكتابة وتعلم حرفة معينة، كما فعلت بمركز عفيف أبسلة بتمنراست. تقول السيدة باركي عن رحلتها في محاربة الأمية "عملت في الجانب التعليمي من سنة 1965 إلى غاية عام 1990، كنت مدافعة عن حقوق المرأة، بالاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، ثم مناضلة في جبهة التحرير الوطني، فعضو في اللجنة المركزية، وأمينة وطنية إلى غاية عام 1990، وهي السنة التي قررت فيها محاربة الأمية وقد كنت وقتذاك مديرة مدرسة، فبتاريخ 12 جوان 1990، حين عرفت الجزائر أول انتخابات تعددية محلية كانت النساء يطلبن مني مساعدتهن على قراءة محتوى أوراق الانتخابات، وصعقت حين عرفت أنهن لا يجدن القراءة، فكرت جيدا، ثم رفعت تحدي محو أمية الكبار، حيث اجتمعت مع معلمي المؤسسة التي كنت أديرها، واتفقنا على تخصيص سويعات لتعليم أمهات تلاميذها، قصدتنا حينها 83 امرأة، ثم قمت بجمع الوثائق المطلوبة لتأسيس الجمعية، ورفقة مناضلات قمنا بتحرير بيان إعلامي كتب عليه: "أيها الشعب الجزائري، هل تعرف أن هناك سبعة ملايين أمّي في الجزائر، من أجل هذا الغرض قررنا تأسيس جمعية "اقرأ»، إذا كنت تريد الالتحاق بنا اتصل"، وبالفعل كانت الاستجابة كبيرة من 35 ولاية خلال 3 سنوات، وكنت في كل مرة أطلب من المتواصل أن يجمع عددا من الملفات وهكذا حتى كبر العدد، ومنه الإعلان رسميا عن ميلاد الجمعية في 8 جوان 1991، وهو اليوم العربي لمحو الأمية، عملنا لسنوات، ثم لقينا الدعم من فخامة رئيس الجمهورية الذي ثمن إستراتجية محو الأمية سنة 2004، وقد مرت 16 سنة وقد استطعنا الوصول إلى نسبة 12 بالمائة التي نسعى للقضاء عليها كليا، لأن هذه النسبة تشير إلى وجود مليوني شخص أمي".وأشارت السيدة باركي إلى نوعية الكتب التي تطبعها "اقرأ"، وهي خاصتها ونتاج فكر مفتشين ومختصين أمضوا سنوات طويلة في التعليم، وقدموا عصارة أفكارهم لمحو أمية إخوانهم، وقد اختلفت محاورها حسب الحاجة التي تقضيها الحياة المعاصرة لجعل الشخص مواكبا لعصره، من خلال الكتب التي تساعده على فهم متغيرات الحياة وأساسياتها، على غرار كتاب "أمحو أميتي وأرقي عائلتي، أمحو أميتي بثقافة المواطنة، أمحو أميتي بالثقافة القانونية بالتنسيق مع المرصد الوطني لحقوق الإنسان"، وكتاب آخر مع وزارة العدل بعنوان؛ "كيف أتعامل مع العدالة، وكذا حقوق وواجبات السجناء"؟، حيث تم طرح مجموعة من الأسئلة من قبل سجينين، ولقيت الإجابة من المختصين. وآخر كتاب صدر هو "أمحو أميتي بثقافة المواطنة الأمازيغية" تم تحضيره بالتنسيق مع المحافظة السامية للأمازيغية. وانتقلنا إلى نوع جديد أطلقنا عليه اسم "التعليم المفيد" وصدر فيه كتاب حول السيدا للتعريف بالمرض، ونستعد حاليا لإصدار كتاب جديد بالتنسيق مع وزارة الشباب ليعرف الشاب ما له من حقوق وواجبات.قالت السيدة باركي في حديثها ل"المساء": "عندما أرى قوافل الفتيات في الجامعات أسعد كثيرا وأتمنى أن تزول المصيبة التي نناضل من أجلها، وأن يتم القضاء على نسبة 12 بالمائة التي مازالت، حتى نترعرع في أجواء جزائرية راقية".وحول الخطة المنتهجة من قبل الجمعية لمحاربة الأمية الرقمية، قالت السيدة باركي في إجابة عن سؤالنا: "فتحنا المراكز لمن يقصدنا بهدف تعليم الإعلام الآلي ونتمنى أن يتم تعميم العملية عبر كامل التراب الوطني"، علما أن السيدة وزيرة التربية خصصت هذا الثلاثي لتقييم الاستراتجية الوطنية لمحو الأمية ويمكن أن يكون هذا المطلب في الإستراتجية المقبلة".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/09/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أحلام محي الدين
المصدر : www.el-massa.com