سعر البرميل ينخفض إلى أدنى مستوى له!

سجل سعر البرميل من البترول أدنى مستوياته منذ شهر نوفمبر من السنة الماضية، حيث بلغ سعر برميل برنت 104.6 دولار، وتأتي هذه الأسعار تزامنا مع انخفاض كبير في معدل إنتاج الدول المنضوية تحت مضلة الدول المصدرة للنفط "اوبيك" قدرته الوكالة الدولية للطاقة ب 765 الف برميل في اليوم الواحد، تأثرا بتدهور الأوضاع الأمنية في العراق وليبيا. ومهما تضاربت آراء المحللين حول ذلك، إلا ان حقيقة واحدة يمكن استنتاجها من كل هذ تكمن في أن عصر ارتفاع اسعار البترول كلما حدثت أزمة في بلد منتج قد ولى تماما، وإن لم يؤثر ذلك سلبيا على الجزائر، فإنه حتما لن يؤثر بشكل إيجابي إطلاقا.يذكر أن انتعاش مداخيل الخزينة العمومية واحتياطي الصرف الذي ناهز 195 مليار دولار في آخر تقرير للبنك المركزي قد بدأ منذ الحرب الأمريكية على العراق، حيث التهب فتيل الأسعار من 24 دولار إلى أن كسر حاجز 100 دولار ليصل إلى أعلى سعر في تاريخه في شهر جويلية من سنة 2008 مسجلا 145 دولار للبرميل. كما يوثق التاريخ جيدا كيف ارتفع سعر البترول بنسبة 150 بالمئة من 3 دولار إلى 12 دولار في عهد الرئيس الراحل هواري بومديين على خلفية قطع امدادت النفط تزامنا مع حرب اكتوبر 73، وبدا جليا أن تاريخ الجزائر مع أسعار النفط الذي عجزت عن إيجاد بديل له في تمويل اقتصادها قد عرف أياما ربيعية أثناء الأزمات وحروب الدول المنتجة مثلما استفادت أثناء الفترة الأولى لحكم الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، خاصة الحرب الإيرانية والعراقية التي رفعت سعر البترول لأول مرة إلى 30 دولارا في اوائل الثمانينات، ماساهم في بحبوحة مالية للجزائر آنذاك قبل انتكاسة 1986 بسبب رفع دول الخليج لإنتاجهم من النفط، إلى جانب ذلك ساهم توفر السيولة المالية بسبب ارتفاع أسعار النفط اثناء العهدة الثانية للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة في إيجاد حل نهائي لأزمة المديونية التي كانت تعاني منها الجزائر. كما أن الطفرة الحالية في أسعار النفط هي من مولت مشاريع التشييد والبنى التحتية التي تبنتها برامج الرئيس الخماسية على مدار عهداته الأربع.