سعدان: موقعة واغادوغو طريقكم إلى ريو دي جانيرو

يصعب غالبا التكهن بنتيجة مباراة حاسمة ومصيرية، بالنظر للظروف المحيطة بها، والتي تختلف عن باقي مباريات التصفيات، أو حتى المنافسات القارية والعالمية الكبيرة، خاصة وأن الأولى تمتاز بالضغط والشحن العصبي، وتدخل جملة من العوامل والمؤثرات الخارجية، التي من شأنها أن تخلط كل الحسابات لطرفي المباراة.الكثير من المحللين والتقنيين وأصحاب الإختصاص، أكدوا بعد قرعة الدور الفاصل، بعد وقوع المنتخب الجزائري في مواجهة نظيره البوركينابي، بأن استقبال الخضر في لقاء الإياب على أرضهم يعد أمرا إيجابيا بالنسبة لهم، والأمر هنا منطقي إلى حد ما، بما أن التجربة أثبتت أن المنتخب الذي يلعب إيابا على أرضه يملك حظوظا أوفر في بلوغ هدفه، لكنني وبحكم خبرتي وتجربتي الطويلة في الميادين مقتنع بأن لقاء الذهاب ليس أقل أهمية من مباراة العودة، فالمنتخب الوطني مطالب ببذل أقصى جهوده ووضع خبرة عناصره وحرارتهم وإرادتهم الكبيرة وإصرارهم على الفوز، في الميدان قصد تحقيق الفوز أو على الأقل التعادل بنتيجة إيجابية، قبل موقعة الإياب، لأن الأخيرة وبالرغم من امتلاكنا أفضلية فيها، إلا أن الخضر قد يمرون جانبا، وقد لا تكون التشكيلة في يومها، وبالتالي فأفضلية اللعب داخل الديار إيابا لن يكون لها أي معنى أو أهمية.
أنا مقتنع أيما اقتناع بأن المنتخب الحالي يملك كل مقومات النجاح، خاصة من الناحية التقنية، فضلا عن درجة الاحترافية الكبيرة التي بلغتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في مجال تحضير لقاءات المنتخب الوطني، حيث لم تترك أي شيء للصدفة، ووضعت التشكيلة في ظروف قد لا تتوفر عند بعض المنتخبات العالمية الكبيرة.
وبالتالي فما على اللاعبين سوى أن يثقوا في أنفسهم وإمكانياتهم، وأن يتحلوا بالرزانة والهدوء شأنهم شأن مدربهم، وأن يعرفوا كيف يسيرون أطوار المواجهة ويمتصوا الضغط المفروض عليهم بطريقة إيجابية، وأن يتفادوا الوقوع في الأخطاء، خاصة مع بداية المباراة، وأنا واثق جدا بأنهم سيحققون الهدف وسيحسمون موقعة "واغادوغو" تمهيدا لبلوغ مونديال البرازيل.