لم تكن فرحة المهاجرين الجزائريين والمغاربيين بوجه عام ليلة أول أمس عادية في باريس ومارسيليا وليون، وفي المدن الفرنسية الأخرى المعروفة تاريخيا بكثافة تواجد وجوه المغرب العربي السمر، ورغم أن مظاهر الفرح العارم لم يكن في مستوى اكتساح الشوارع والساحات ليلة الإنتصار على مصر
فإن فرحة الإنتصار على فيلة ساحل العاج أدخلت بهجة تاريخية جديدة في بيوت ومقاهي مهاجرين تابعوا المباراة بكلّ السّبل الممكنة، بعد استحالة مشاهدتها على قناة ''كنال ألجيري''
المهاجرون الجزائريون الذين تأسفوا لحرمانهم من متابعة مباراة ليلة أول أمس، ضد فيلة ساحا العاج، تجاوزوا حسرتهم وأطلقوا العنان لحناجرهم ولأجسادهم وأخرجوا الأعلام وألبسوا أولادهم أبهى الحلل الرياضية الناطقة بحب ألوان الوطن المنقوش في الفؤاد·· ورقصوا وغنّوا مردّدين أروع الأغاني الممجدة لانتصارات لاعبين عرفوا كيف يتداركون الضعف والشك، وينتصرون على اليأس والدعاية المغرضة والترهيب والوعيد·
وكما كان منتظرا ورغم الساعات الليلية المتأخرة والبرد·· خرج الآلاف من مهاجري باريس إلى الشانزلزيه وإلى حي الكانبيار بمرسيليا وشوارع ومقاهي عدد غير قليل من الضواحي، معبّرين عن موعد جديد مع فرح الخضر، وفي الكانبيار التي تحدث عنها جان غودان عمدة مارسيليا، معبرا عن انزعاجه من غياب الأعلام الفرنسية مقارنة بالأعلام الجزائرية ليلة انتصار الجزائر على مصر·· عادت النجمة والهلال والألوان الوطنية للظهور قبالة مياه المتوسط الوديع، انطلاقا من الساعة الحادية عشرة وحتى ساعات الصباح الأولى·
قبل خروجهم إلى الشوارع، تابع معظم المهاجرين الجزائريين مباراة الإنتصار التاريخي الجديد في بيوتهم وفي المقاهي عبر قناة الجزيرة الرياضية أوالأنترنت أو الإذاعات أو قناة ''أورو سبور''·
ولأن الأغلبية لم تستطع متابعة المباراة على قناة الجزيرة الرياضية·· لم يكن أمام الكثير إلا خيار القرصنة عبر ''بوكيه فري'' الفرنسي أو''الباقة الحرة''، وهي الطريقة التي لم تمكن كاتب هذه السطور وأفراد عائلته من متابعة المباراة على أحسن وجه، بسبب صعوبة الالتقاط وانقطاع البث في الكثير من الأحيان، ولولا إذاعة الشمس التي نقلت المباراة عبر الجزيرة الرياضية لتوقفت قلوب الكثير من الجزائريين والجزائريات، على حد تعبير إحدى المتصلات بالإذاعة بعد انتهاء المباراة·
وكاد سمير بورمّة المهاجر الذي يسكن ضاحية الني سوبوا، أن يقطع شعره أثناء المباراة بعد فشله في استخدام بطاقة الجزيرة الرياضية التي أرسلها له شقيقه رشيد من الجزائر لمتابعة مباريات كاس إفريقيا والجزائر بوجه خاص·
وردا على سؤال ''الفجر'' حول عدم صلاحية البطاقة، قال سمير ساخطا إنه أعادها إلى الجزائر عبر قريب له، على أن يرسل له شقيقه أخرى في أقرب الآجال قبل مباراة الجزائر النصف نهائية· سمير وآخرون من المهاجرين، طالبوا السلطات الجزائرية أن تقوم بواجبها الوطني حيالهم قبل تاريخ مباريات الخضر القادمة، وتمكنهم من متابعة انتصاراتهم المرجوة في الدورين النصف النهائي ولما لا النهائي·
وخلافا لسمير قليل الحظ·· استطاع رضا الهاشمي متابعة المباراة بعد أن تمكّن من تطويع ''القصعة الساحرة'' لمشاهدة المباراة عبر قناة أوروسبور·
أما عبدكم الضعيف فقد تسلّح بالصبر الجميل وبالنفس الطويل ووزّع عيونه على شاشة الحاسوب، وأذنه اليسرى على إذاعة الشمس وأفريكا ,1 وأمر الزوجة والابنة بروح دكتاتورية يفرضها المقام وتسمح بها المهنة، بالوقوف أمام النافذة لترقب خروج المهاجرين إلى الشوارع، من باب التعاون على حب الزوج والأب والجزائر·
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/01/2010
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : بوعلام رمضاني
المصدر : www.al-fadjr.com