الجزائر

سرقتم منّا الوطن



لا أدري لماذا لا أستطيع مسك دموعي ولا أدري لماذا أحس بالحزن والأسى والقرف ولا أدري أيضا لماذا أحس بأن وطني “غاضني"...
نعم “غضتني" يا وطني لأنك تستحق أفضل مما يحدث فيك الآن، تستحق شعبا أحسن منا جميعا، شعب يعرف كيف يحميك من الخيانة والتزوير والاحتيال ولا يستسلم لعصابة قررت منذ البداية أن تكون في جيبها الداخلي..
«غضتني" يا وطني لأنك تستحق رجالا أفضل بكثير من الزبانية الذين يدورون في فلكك الآن ويمسكون بخناقك حد الموت...
«غضتني" يا وطني لأني عاجزة عن أن أثور وأصرخ وأقول ارحلوا كفاكم عهرا وقهرا وكفرا..
«غضتني" يا وطني لأني عاجزة عن أن أفعل هذا حتى في أحلامي لأن كلاب الحراسة المفترسة تدور حول رأسي وتنهش أي فكرة قابلة للإنفجار..
«غضتني" يا وطني لأني أراهم وكلنا نراهم يغرزون خنجرا مسموما فيك ولا نتلكم..
«غضتني" يا وطني لدرجة أصبحت فيها أقترف حتى من كتابة أسماء من باعوك بالتقسيط.
«غضتني" يا وطني لأنك أصبحت تمشي عاريا بعد أن سرقوا حتى آخر ورقة توت تغطيك وفصّلوها على مقاس عوراتهم..
«غضتني" يا وطني لأننا جميعا أولاد كلب حتى لا أقول شيئا آخر لا يكتب في العلن ونستحق الموت والرجم والجلد..
«غضتني" لأني كنت أرسمك نجمة وهلال ولكن بعد أن كبرت قالوا لي بأن النجمة سُرقت والهلال شُنق وعليّ من الآن أن أتعوّد على وطن مسروق..
«غضتني" لأني صدقتهم وتعايشت مع الوطن المسروق وها أنا أراهم يسرقون البياض المتبقى ولا أستطيع الكلام..
«غضتني".. ولا أملك سوى البكاء!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)