صادق المجلس الشعبي البلدي للدار البيضاء مؤخرا على الميزانية الأولية لعام 2012 والمقدرة بـ547 مليار سنتيم، خصصت نسبة 73 بالمائة لقسم التجهيز و27 بالمائة وجهت للنفقات والتسيير، وقد تمت المصادقة على الميزانية في ظروف جد حسنة، بعد التحاور والنقاش وتقدير المشاريع المسطرة للعام الداخل .2012
وأكد رئيس بلدية الدار البيضاء السيد لياس 'م'اني، أن المبلغ الإجمالي لميزانية 2012 قد بلغ 472 مليار سنتيم، مضاف إليها ما قيمته الـ50 بالمائة من ناقص القيمة الجبائية التي حددت بـ70 مليار سنتيم، إضافة للإيرادات التي تعود لمداخيل أملاك البلدية، ليصبح المبلغ الإجمالي 74 مليار سنتيم، حيث خصص الجزء الأكبر والمقدر بـ73 بالمائة لقسم التجهيز والاستثمار، وقد حدد المبلغ بـ 399 مليار سنتيم، والجزء الآخر المتمثل في نسبة 27 بالمائة موجهة لتغطية نفقات التسيير والنفقات الإجبارية.
وأشار المسؤول في تصريحه لـ''المساء'' أن ظروف المصادقة على ميزانية 2012 قد دارت بين النواب والمنتخبين ورئيس المجلس الشعبي البلدي للدار البيضاء، في جو تشاوري ساده التحاور والتشاور البناء في شفافية وهدوء تام، حيث أحيلت الكلمة لكل رئيس لجنة من بين اللجان الخمس الحاضرة بالإجتماع لعرض اقترحاتها ووجهات نظرها حول ميزانية ,2012 وتحديد الوجهة التنموية لها بمختلف القطاعات، وحسب متطلبات المواطن واقتراحاته من مشاريع تخدم مصلحته بالدرجة الأولى.
أكد السيد أيت أحسن رابح مدير التنظيم والشؤون العامة بولاية وهران، أنه تم خلال هذه السنة تسوية ما لا يقل عن 22 ألف ملف خاص بالبطاقات الرمادية، وبذلك تكون المصالح الولائية قد خطت خطوة كبيرة في مجال تقريب الإدارة من المواطن، خاصة إذا علمنا أن العدد الأكبر من هذه الملفات التي تمت معالجتها يعود إلى أكثر من 11 سنة.
وحسب مدير التنظيم والشؤون العامة، فإن السبب الرئيسي وراء التوصل إلى تحقيق هذه القفزة النوعية في التقرب من المواطن من خلال الاستجابة إلى انشغالاته، هو الرقمنة الكلية والكاملة لسجلات الحالة المدنية على مستوى البلديات الـ 26 بولاية وهران، حيث أن هذه الرقمنة تخص كذلك سجلات الولادة والوفيات والزواج.
وحسب السيد أيت أحسن رابح، فإن عملية الرقمنة التي تم الشروع في تطبيقها ميدانيا تجسدت في أقل من ثلاثة أشهر وهو ما يعد قياسياً، حيث تم ذلك من خلال تجنيد كافة الطاقات البشرية على مستوى الولاية والمصالح البلدية المختلفة الذين توصلوا إلى إعادة تنظيم العديد من المصالح بنسبة 80 في المائة في أقل من سنة، ولعل المشكل الكبير الذي واجهه الموظفون الجدد الذين تم تكليفهم بإعادة تنظيم المصالح الإدارية، هو شهادات الميلاد الأصلية وتلك المتعلقة باستخراج بطاقة التعريف وجوازات السفر (خ 12 )، ومن هذا المنطلق، قرر والي الولاية الشروع في عملية تقييم مختلف المديريات التنفيذية بالولاية للتأكد من مدى التطبيق الصارم والكلي للتعليمات التي سبق له أن وجهها من أجل تحسين العلاقة ما بين المواطن والمصالح الإدارية المختلفة، وهو الأمر الذي اعتبره الوالي بمثابة خلق طرق جديدة أكثر ديناميكية في مجال التسيير.
من جهة أخرى، كشف مدير الإدارة المحلية بالولاية السيد عبد الخالق صيودة، بأنه تم إيداع طلب لدى مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية لفتح محطتين جديدتين لتدعيم الخدمات العمومية المقدمة والموجهة إلى المواطن في مجال جواز السفر البيومتري، خاصة وأن مديرية التنظيم والشؤون العامة أحصت ما لا يقل عن إيداع 300 ملف يوميا في الوقت الذي لا تسمح لها محطاتها التقنية الثلاثة الموجودة من معالجة أكثر من 180 ملف يوميا، علما بأن الطاقة القصوى للمحطة الواحدة لا يمكنها أن تتعدى في كل الأحوال 60 ملفا يوميا، وهو الأمر الذي يمكن تفاديه وحله من خلال الحصول على المحطتين الجديدتين اللتين تم التقدم بطلب الحصول عليهما، كما أن الحصول على هاتين المحطتين الجديدتين بإمكانهما تقليل مدة استلام جواز السفر في مدة زمنية لا تتعدى الشهر الواحد على الأقل.
تنفس سكان كل من قرية بوعدنان، إغيل نتسدا،آيت علي أوحرزون، الواقعة على بعد حوالي 50 لكم جنوب شرق ولاية تيزي وزو، الصعداء بعد الانتهاء من إعادة تهيئة الطريق الرابط بين مقر بلدية أبودرارن والقرى المذكورة، بعد أن كانوا يعيشون مشاكل بالجملة نتيجة عزوف الناقلين عن استغلال هذه الخطوط أمام تردي وضعية الطريق الوحيد الذي يسلكونه يوميا للالتحاق بمنازلهم.
وحسبما صرح به مصدر مقرب من بلدية أبودرارن، فقد تمت الاستجابة أخيرا وبعد طول انتظار لمطالب سكان قرية بوعدنان، إغيل نتسدا وآيت علي أوحرزون، الذين طال أمد انتظارهم لبرمجة أشغال إعادة تهيئة وتزفيت الطريق الذي يعود تاريخ إعادة تهيئته إلى ما يزيد عن 15 سنة، حيث أصبح غير صالح للاستعمال، وأضاف المصدر أن البلدية قامت بإنجاز الأشغال في إطار البرنامج البلدي للتنمية، وذلك بفضل دعم المنتخبين المحليين وسكان هذه القرى الثلاث الذين كانوا ينتظرون على أحر من الجمر تجسيد البرنامج المسجل ضمن البرنامج القطاعي للتنمية، والذي لم ير النور رغم تدهور وضعية الطرق الرابط بين مقر البلدية وهذه القرى، حيث تم رصد نحو 5,1 مليار سنتيم لإنجاز الأشغال المبرمجة بهذه الطرق التي تعد رئيسية بالنسبة للقاطنين بهذه القرى، كونها الوحيدة التي تربطهم بالبلدية، وأشار المتحدث إلى أن البلدية التي استفادت من ميزانية قدرها 5,2 مليار سنتيم في إطار البرنامج البلدي للتنمية، قد تم استغلال جزء كبير منها للاستجابة والتكفل بانشغالات ومطالب السكان، مما اعتبره المتحدث شيئا إيجابيا خاصة وأن هناك من البلديات من لم تستطع استغلال ولو جزء من ميزانيتها، مشيرا إلى أن بلدية أبودرارن استغلت جزء من ميزانيتها لإنجاز بعض الأشغال؛ منها شبكة الصرف، الإنارة العمومية، جدران واقية على مستوى القرى ووسط البلدية، كما تم صرف الجزء الآخر من الميزانية لإتمام أشغال إنجاز مشاريع أخرى منها؛ 6 دور للشباب، حيث تم استلام 5 منها، وغيرها من المشاريع.
من جانب آخر، كشف المصدر أن أشغال إنجاز 52 محلا مهنيا انتهت، موضحا أن البلدية تلقت 18 طلبا للإستفادة من المحلات، والتي تم قبول 15 منها، فيما تم رفض 3 ملفات لعدم توقف النشاط المصرح به مع النشاط الذي أنجزت لأجله هذه المحلات. كما ذكر أنه سيتم خلال الأيام القليلة القادمة توزيع نحو 30 مساعدة للبناء الريفي، مشيرا إلى أن توقيف السلطات قرار الترخيص للبناء في أماكن المنازل حرم الكثير من الاستفادة من هذه المساعدات، بالنظر للطابع الجغرافي الذي تتميز به المنطقة والذي يكلف كثيرا خاصة تهيئة الأرضية.
يطالب سكان قرية بوزيزي ببلدية سرايدي بعنابة، بضرورة الإستجابة لانشغالاتهم، ومنها ربط سكناتهم بالغاز الطبيعي والماء الشروب وتعبيد الطرقات، مع توفير بعض شروط الحياة التي تساعدهم على الاستقرار والعودة إلى أراضيهم، لأن قريتهم تحولت بعد العشرية السوداء إلى مجمع سكاني شبه مهجور، لا تصلح فيه الحياة رغم الإمكانيات الطبيعية الهائلة و الطاقات الاستثمارية التي تتوفر عليها خاصة في مجال الفلاحة، حيث تتربع بوزيزي على مساحة تقدر بحوالي 1560 هكتارا، تقطنها حوالي 40 عائلة.
رفع سكان قرية بوزيزي تقريرا مفصلا حول وضعيتهم الصعبة إلى رئيس بلدية سرايدي، حيث أكدوا خلال رسالتهم على ضرورة ربط دشرتهم ببرامج تنموية جديدة، منها المرافق الحيوية كتهيئة شبكة الطرقات التي تتميز بوعورتها وعدم صلاحيتها، لتتعقد وضعيتها أكثر في موسم الشتاء، أين تتوحل الممرات الترابية، حيث يصعب على السكان البحث عن وسيلة نقل تغطي احتياجاتهم، لتبقى الجرارات -حسب بعض المزارعين- بالمنطقة والذين صرحوا لـ ''المساء'' أنها من بين الوسائل الصالحة لمثل هذه الطرقات، وتخلف هذه الوضعية مشاكل عويصة لتلاميذ المدارس الذين يتنقلون يوميا إلى مدارسهم متأخرين، خاصة مع رفض أصحاب سيارات ''الكلاندستان'' استعمال مثل هذه المسالك، مما يجبر هؤلاء على قطع المسافات الطويلة مشيا على الأقدام للالتحاق بمقاعد الدراسة، إلى جانب ذلك يطالب السكان بإيصال مساكنهم بشبكتي الكهرباء والهاتف، وتوفير فرع إداري خاص باستخراج الوثائق المدنية، وحسب رئيس بلدية سرايدي السيد محمد ثابت، فإن سكان هذا الدوار يعتمدون على الفلاحة بالدرجة الأولى، وتأتي زراعة الحبوب؛ كالقمح الصلب والشعير وكذا مادة البطاطا في مقدمة المزروعات، كما يوجد بها غطاء نباتي هام، مما يتطلب توفير آبار للسقي، ورغم مجهودات مسؤولي البلدية في هذا الإطار، غير أن هذا المشكل يبقى يشكل عائقا في تطوير الفلاحة في هذه المنطقة التي تعتبر منتجة لمختلف المنتوجات، بالإضافة إلى الثروة الحيوانية، ويستعمل فلاحو قرية بوزيزي بعض الحواجز المائية والبرك لسقي أراضيهم، حيث تعتبر موردا رئيسيا للنهوض بقطاع الفلاحة وتوفير مناصب إضافية لشباب هذه القرية.
وفي سياق متصل، قال أحد السكان ممن اِلتقينا به في طريقنا إلى هذه القرية، أن سكان بوزيزي بحاجة ماسة إلى الماء رغم توفر المنطقة على ثروة مائية هائلة تستفيد منها القرى المجاورة، وفي هذا الشأن، أكد محدثنا أن منطقة بوزيزي ستدعّم مع مطلع السنة القادمة بخزان مائي جديد يوفر للسكان الماء الشروب، إلى جانب ربط سكناتهم بالكهرباء والغاز الطبيعي، ويدخل ذلك في إطار استقرار سكان الأرياف مع تعبيد الطرقات وفك العزلة عن المواطنين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : ريم.ط
المصدر : www.el-massa.com