الجزائر

«ستقول القاعدة بالمغرب قريبا ...شكرا يا ساركوزي !”


الصحفي والمناضل الفرنسي “جيل مينيي” صديق قديم للجزائر وللقضايا العربية العادلة التي امتد دفاعه عنها منذ حرب التحرير الوطني إلى القضية الفلسطينية حاليا مرورا بالعراق وسوريا وغيرها.الرجل أمضى شبابه في الجزائر العاصمة حيث كان أبوه إبان حرب التحرير الوطني إلى جانب حزب جبهة التحرير، فاعتقلته الإدارة الفرنسية ثم رحلته إلى فرنسا ولكن لم يلبث الشاب “جيل مينيي” أن رجع إلى الجزائر بعد الاستقلال وتابع دراساته بالجامعة المركزية واستمر في العاصمة إلى مطلع السبعينيات، حيث كان مراسلا صحفيا ويقال عنه أنه كان من المقربين للرئيس الراحل “هواري بومدين”.
بعد السبعينيات أسس “جيل مينيي” جمعيات ناضل فيها من أجل القضايا العربية العادلة على رأسها القضية الفلسطينية قبل أن يؤسس الجمعية الفرنسة – العرقية ووقف إلى جانب العراق ورئيسه “صدام حسين”. واشتهر “جيل مينيي” في السنوات الأخيرة بنشره في فرنسا لكتاب صدام الذي كتبه في السجن تحت عنوان “زبيبة والملك” كما اشتهر بمناهضته للكيان الصهيوني وكان عرضة لتهديدات يهودية كثيرة.
نبدأ بليبيا: ما معني أن يرمي الرئيس ساركوزي بالسلاح في الغرب الليبي وفي جبل “نفوسة” على وجه التحديد، حيث يكثر قبائل الأمازيغ الليبيين؟ أليس هذا فيه تهديد للجزائر أيضا؟
هي إشارة غير مباشرة للجزائر فحسب. ولكني أقول إن القيادة العسكرية والسياسة في فرنسا تعلم علم اليقين أن الأمر ستكون له تبعات لدى قبائل الجزائر وتونس ولدى قبائل المغرب عموما. فالعملية ليست بريئة والاختيار ليس بريئا. إن فرنسا تعتمد كثيرا على الأمازيع في محاولات زعزعتها للاستقرار في المغرب العربي. إن احترام اللغات المحلية وتشجيع اللهجات الأمازيغية شيء والمطالبة بالاستقلالية شيء آخر تماما. لا سيما إذا كانت هذه الجماعات تعتمد على قوى غربية وتدعم من طرف عواصم أوربية. إذا أخذنا فرحات مهني في الجزائر وجدنا الأمر على شيء من الخطورة غير مقبول بتاتا، فالرجل له امتداداته في “السراديب السوداء” في فرنسا وله “مسالكه الخاصة مع أطراف في فرنسا والمغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. ولا شك أنه يقول أو يتمنى أن ما حصل بليبيا قد يكون أيضا ممكنا بالجزائر أيضا. ولا شك أن حلف الناتو وإسرائيل سجلتا فرحات مهني في احتمالاتهما، على كل حال إنهما لم ييئسا الرجل ويطمعانه للإبقاء عليه تابعا لهما إلى أن تحين الفرصة لاستعماله...
لماذا كان كل ذلك الحنق من طرف ساركوزي ضد القذافي؟ ما سره؟
لا شك أنه ليس هنالك شيء عفوي في السياسة والحرب، فالرئيس ساركوزي له حساب قديم مع القذافي لم يصف. فالقذافي لم يشتر من باريس بالقدر الذي كان يتمناه ساركوزي، حيث قال لوزرائه والأزمة المالية على أشدها في فرنسا “سأذهب إلى طرابلس أنتزع العقود بقوة أظافري وأنيابي “. وكان هدفه الظفر ب 10 مليارات دولار. ولكن عندما ذهب إلى طرابلس لم يظفر سوى بمليارين وقفل راجعا إلى باريس وهو في حالة حنق. فالقذافي لم يشتر نفاثات “الرافال” الفرنسية. حصل هذا في 2007 ولم يلبث القذافي أن واصل في إهانة ساركوزي بشتى الطرق إلى غاية سنة 2010 حين وصل مدير التشريفات لدى القذافي “نوري المسماري”، وأكد لساركوزي أن نظام القذافي على وشك الإنهيار وأن أول هبة ريح سوف تطيح به. زد إلى هذا اتهامات سيف الإسلام القذافي بتمويل حملة ساركوزي الانتخابية والتأخر الفرنسي في الثورة التونسية ثم المصرية، حيث أحس أنه خسر أشياء يصعب تعويضها إلا بعمليات من مثل التي قام بها في ليبيا...
وما سر حنق الثوار الليبيين على الجزائر؟
إن الثوار لم يقنعوا الجزائر بتصرفاتهم وبمواقفهم. حتى القبائل الليبية كانت ضدهم وما تابعوهم إلا لأنهم لم يكن لهم خيار غير ذلك. تأييد الغرب لهم كان لمصالح واضحة ونكاية في القذافي لا غير. ثم من يحترم ثوارا جاؤوا بالثورة على ظهر الدبابات وباعوا الأرض وما فيها للغرب والحرب لم تضع أوزارها؟، إن الثورة في ليبيا مهدت الحكم للإسلاميين المتشددين فالوضع قد يتعقد أكثر فأكثر في ليبيا مع مرور الوقت، ولا شك أن القاعدة ببلاد المغرب التي تراقب الأوضاع على مقربة ستقول قريبا للرئيس ساركوزي : شكرا لك على منحك إيانا موطيء قدم في ليبيا...
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)