الجزائر

سباق محموم بينها لاستقطاب الشخصيات المعروفة



سباق محموم بينها لاستقطاب الشخصيات المعروفة
بعدما فصلت جل الأحزاب السياسية في الجزائر لصالح المشاركة في التشريعيات المقبلة، انطلقت، خلال الأيام الأخيرة، بعض التشكيلات الجادة في رحلة تنقيب عن الكفاءات وبحث وتمحيص لاستقطاب شخصيات وطنية معروفة بباعها الطويل في السياسة والنضال، لإدراجها في رؤوس قوائمها الانتخابية، لعلها تكون سببا في الظفر بأصوات الناخبين. بينما تركّز أحزاب أخرى على استدراج فئة رجال الاعمال ممن يملكون قواعد شعبية هامة ونفوذا كبيرا على المستويات المحلية والوطنية لتحقيق سيناريو ترامب في الرئاسيات الامريكية. وتقف الاحزاب الفتية في طليعة الباحثين عن شخصيات وطنية معروفة لتزيين قوائمها الإنتخابية التي غابت عنها الوجوه المعروفة خلال تشريعيات 2012 ما رهن حظوظها في الظفر بمقاعد هامة في مبنى زيغوت يوسف، وفي السياق، يعكف حزب الكرامة لرئيسه محمد بن حمو على تكثيف لقاءاته مع بعض الشخصيات الوازنة من نشطاء سياسيين ورؤساء جمعيات ومسؤولين بارزين لغرض إقناعهم بالإنضمام إلى قوائم الكرامة ، حيث صرح في حوار سابق ل السياسي ، أن تشكيلته السياسية تبحث دوما عن الشخصيات البارزة وذات الشعبية الجارفة في ولاياتها من أجل حصد أكبر عدد ممكن من المقاعد في البرلمان المقبل، مشيرا إلى أن حزبه الفتي وقف على النتائج الإيجابية لهذه التجربة خلال العهدة التشريعية التي تشارف على الإنتهاء أين يعتبر النائب محمد الداوي من أكثر الوجوه البرلمانية نشاطا ومكانة. بدوره، يسارع حزب تجمع أمل الجزائر لزعيمه عمار غول لاستقطاب شخصيات وطنية بارزة و ضمها إلى قوائمه في التشريعيات المقبلة، خصوصا بعدما فقد عددا من أبرز قيادييه على رأسهم السيناتور مندي ورئيس الكتلة البرلمانية السابق للحزب كمال عبازي، هؤلاء انسحبوا من الحزب الفتي بدعوى دكتاتورية القيادة في اتخاذ القرارات. نفس الشيء ينطبق تقريبا على حزب جبهة القوى الاشتراكية التي فقدت بريقها وأهم رجالاتها برحيل زعيمها التاريخي، حسين آيت أحمد، قبل سنة من الآن، ولذلك تسعى القيادة الحالية ممثلة في السكرتير الوطني، عبد المالك بوشافة، إلى إعادة اقدم حزب معارض في الجزائر إلى المنافسة بقوة على صدارة الانتخابات المقبلة من خلال إجراء اتصالات على مستولى عال مع بعض الإطارات الوطنية المعروفة لتصدر قوائمها الخاصة بالتشريعيات المقبلة. من جهة أخرى، وجدت تشكيلات سياسية أخرى في التكتل قوة لقوائمها، وذلك ما ينطبق على الحزبين الإسلاميين النهضة والعدالة والتنمية اللذين أعلنا بداية هذا الاسبوع الإندماج في إطار إعادة إحياء النهضة التاريخية، هذا التكتل يعني دخول غمار الانتخابات بتشكيلة مكونة من أبرز إطارات الحركتين ومن بينهم فاتح ربيعي ولخضر بن خلاف ومحمد حديبي وحسن عريبي. وبخلاف ذلك، تعول بعض الاحزاب على استدراج رجال المال والاعمال ممن يملكون قواعد شعبية هامة ونفوذا كبيرا على المستويات المحلية، خاصة بعد سيناريو الانتخابات الرئاسية الامريكية الاخيرة، ما جعلهم يركّزون في مجمل خطاباتهم الاخيرة على تغير قواعد اللعبة السياسية في العالم لصالح رجال المال، ولو أن مراقبين يقرون بصعوبة إقناع رجال المال بخوض المعترك الانتخابي في إطار حزبي خصوصا بعد الانباء المتواترة حول اعتزام الباترونا دخول السباق بقوائم حرة. وفي الطرف المقابل، يعتبر عديد المختصين في الشأن السياسي بأن الحزبين التقليديين الأفلان والأرندي لا يعانيان من مشكلة الكفاءات والشخصيات الوازنة، بفعل العمل الحزبي المتواصل لكليهما من أجل توسيع القواعد النضالية، لكن من المراقبين من يتحدث عن سباق مع الزمن في الأفلان لاسترجاع الإطارات الغاضبة في إطار سياسة لم الشمل للامين العام جمال ولد عباس، ومساع أخرى في الارندي لاستخلاف بعض المشوشين بمناضلين متدرجين في حزب أويحيى.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)