الجزائر

ساركوزي يحال على التقاعد السياسي المسبق



ساركوزي يحال على التقاعد السياسي المسبق
على وقع المفاجأة أخلط فرانسوا فيون، مرشح اليمين الليبرالي الفرنسي الأوراق عندما تمكن من سحق منافسيه نيكولا ساركوزي وآلان جوبي في الدور الأول من الانتخابات التمهيدية ضمن أكبر خطوة باتجاه قصر الإليزيه شهر ماي القادم.وفتح فوز فيون على رئيسه السابق نيكولا ساركوزي وتقدمه على الوزير الأول الأسبق ألان جوبي، المشهد السياسي الفرنسي على مرحلة ترقب جديدة في انتظار إجراء الدور الثاني الأحد القادم، لتحديد من سيمثل اليمين الفرنسي في موعدي الدورين الأول والثاني للانتخابات الرئاسية شهري أفريل وماي القادمين.وخالف فيون كل توقعات السبر التي رشحته لأن يكون مجرد أرنب في سباق محسوم لصالح ساركوزي وجوبي قبل أن يدحض كل توقعاتها بحصوله على 44 بالمئة من الأصوات في عملية انتخابية شدت كل الأنظار وبفارق كبير عن منافسه ألان جوبي الذي لم يحصل سوى على 29 بالمئة من الأصوات.ويبقى الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، أكبر الخاسرين في انتخابات أول أمس، بعد أن اكتفى بالحصول سوى على 21 بالمئة من الأصوات وهو الذي كان يمني نفسه بحصد الأغلبية المطلقة قبل أن يتم إقصاؤه من سباق لا يقبل سوى اثنين.وهي نتيجة تبخرت معها أحلامه في العودة إلى قصر الرئاسة ومعها مساره السياسي، حيث أعلن اعتزال السياسة بعد أن تأكد أنه انتهى سياسيا وهو الذي دخل عقده السابع ضمن معادلة اعترف من خلالها بخسارته الرهان الذي كافح من أجله منذ مغادرته الرئاسة الفرنسية.ولم يفهم الفرنسيون كيف مالت الكفّة لصالح فيون الوزير الأول الوفي لساركوزي طيلة سنوات حكمه ما بين عامي 2007 و2012، وتقدمه بفارق كبير أمام ألان جوبي الوزير الأول الأسبق للرئيس جاك شيراك ما بين عامي 1995 و1997 والذي رشحته كل نتائج سبر الآراء لحصد أغلبية أصوات ناخبي اليمين الفرنسي المقدر بحوالي 4,3 مليون ناخب خلال الدور الأول من الانتخابات التمهيدية وبطريقة آلية انتخابات الرئاسة القادمة.وهو مشهد أعاد إلى الأذهان وقع المفاجأة التي خلّفها المرشح الجمهوري دونالد ترامب، إثر فوزه بالرئاسة الأمريكية في وقت كان الجميع ينتظر فوز منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بكرسي البيت الأبيض.وهو ما جعل كل الوجوه القوية في داخل اليمين بمن فيهم الرئيس نيكولا ساركوزي، يمنحون ثقتهم له على حساب الديغولي ألان جوبي.وإذا تم إصدار حكم مسبق بأن اليسار الفرنسي سيهزم منذ الدور الأول في الانتخابات الفرنسية شهر أفريل القادم، فإن التنافس النهائي خلال الدور الثاني سيكون يمينيا يمينيا هذه المرة بين مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان، وفرانسوا فيون أو ألان جوبي والذي سيحسم مصير أحدهم الأحد القادم.وكانت آخر عملية سبر للآراء نشرت نتائجها مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الدور الأول أول أمس، منحت التقدم لفرانسوا فيون ب54 بالمئة من الأصوات خلال الدور الثاني مقابل 46 بالمئة لجوبي.وبنظر المتتبعين للشأن السياسي الفرنسي فإن فيون وعلى نقيض منافسيه حصل على ثقة الناخبين بفضل خطابه البراغماتي.وتمكن فيون بفضله من سحب البساط من تحت أقدام ساركوزي وجوبي في تناوله للملفات الانتخابية التي اعتمداها أوراقا رابحة في حملتهما الانتخابية وخاصة ذات الصلة بالإرهاب ونزع الجنسية عن الفرنسيين المتورطين في عمليات إرهابية والذين "جاهدوا" في صفوف تنظيمات إرهابية في الخارج، بالإضافة الى تأييده لفكرة المحاصصة في استقبال اللاجئين وكذا دفاعه عن فكرة جعل فرنسا دولة قوية وقادرة على توحيد الأوروبيين حول مسائل الأمن الأوروبي.كما عارض فكرة عزل روسيا وقال إنه سيراجع علاقات بلاده معها، وأنه يتعين على الدول الأوروبية أن لا تتعامل معها كعدو ولكن كدولة قوية لها كلمة تقولها في الترتيبات الإستراتيجية العالمية.وهي مقاربات التقى من خلالها مع تلك التي رافع من أجلها الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب، ومكنه من كسب تأييد الناخبين الأمريكيين والفوز بكرسي الرئاسة الأمريكية.ورغم ذلك فإن ألان جوبي، وأنصاره لم يفقدوا الأمل في قلب المعطيات من الآن وإلى غاية الأحد القادم، بقناعة أن فيون لا يمكنه أبدا أن يفي بوعوده وأن مرشحهم سيقارعه ملفا بملف خلال المناظرة التي ينتظر أن تتم بينهما مساء الخميس القادم.فهل ستكون مدة أسبوع كافية لهذا الأخير لقلب المعادلة الانتخابية لصالحه ويجعل من الصعود المدوي لفيون مجرد فقاعة انتخابية انتهى مفعولها، أم أنه سيكون حقيقة قائمة يتم تأكيدها الأحد القادم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)