الجزائر

ساركوزي المرشح الأكثر سوءا في سباق الرئاسة نحو قصر الإيليزي



ساركوزي المرشح الأكثر سوءا في سباق الرئاسة نحو قصر الإيليزي
عدد القراء 1
أصبح الآن أمام الجزائريين إمكانية المفاضلة بين مرشحي الرئاسة في فرنسا، بعد أن انحصر السباق بين مرشحين اثنين، وهما مرشح اليسار، فرانسوا هولاند، ومرشح اليمين، نيكولا ساركوزي، الباحث عن عهدة ثانية رغم الهزيمة المنتظرة التي تلقاها على يد غريمه الاشتراكي.
فالجزائر وعلى مدار خمس سنوات كاملة، أصبحت على معرفة جيدة بمرشح الاتحاد من أجل حركة شعبية، وبسياساته تجاه الجزائر وتجاه رعاياها من المهاجرين، وهو ما يؤهلها لبلورة موقف براغماتي يخدم مصالحها ومصالح جاليتها المقيمة بهذه الدولة، والتي يحصيها البعض بما يقارب الثلاثة ملايين نسمة.
ويتفق المحللون والدبلوماسيون على أن فترة حكم الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، نيكولا ساركوزي، هي الأكثر عنصرية وتضييقا على الرعايا الجزائريين، وفوق ذلك، تعتبر سياساته وتوجهاته، أكثر عدوانية تجاه المصالح والقيم العليا للجزائر، وليل أدل على ذلك من النفق الأسود الذي دخلته العلاقات الثنائية، بسبب ممارسات كرسها ساركوزي، منذ أن تولى سدة الحكم في فرنسا.
أما مرشح اليسار، فرانسوا هولاند، وإن لم يختبر بالشكل الكافي لأنه لم يمارس أي منصب سياسي في هرم الدولة الفرنسية، إلا أنه يبدو أقل ضررا على الأقل، بالمقارنة مع خصمه في الدور الثاني، بالنظر لتصريحاته ومواقفه التي سبق له وأن عبر عنها.
ما يجب التسليم به هو أن مواقف اليسار الفرنسي لا يمكن المفاضلة بينهما عندما يتعلق الأمر بالمواقف المتعلقة بالجزائر، وهذا الأمر يعود حتى إلى الثورة التحريرية، إلا أن تطرف ساركوزي وعدوانيته تجاه كل ما هو جزائري في الآونة الأخيرة، يجعل السياسي الحاذق المدرك لمصالح بلاده، يدرك بأنه إذا كان الساسة الفرنسيون سيئون عندما يتعلق الأمر بالجزائر، فإن نيكولا ساركوزي يوصف بأنه أكثر سوء.
آخر حادثة يمكن أن تقودنا إلى التمييز بين الرجلين، ليست بعيدة ويتعلق الأمر بموقفهما من خبر وفاة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، ففي الوقت الذي سارع فرانسوا هولاند إلى تعزية الجزائريين في وفاة فقيدهم، الذي وصفه بالرمز، سارع نيكولا ساركوزي على معاقل الحركى والأقدام السوداء، ليجدد لهم موقفه الداعم لهم. القضية هنا لا تتعلق بإعلانه اعتذار فرنسا للمرحلين (الأقدام السوداء والحركى)، لأن هؤلاء مواطنين فرنسيين ومن حقه مغازلتهم جريا وراء اصواتهم، لكن غير المقبول من الناحية الأخلاقية والسياسية هو أن تتجاهل تعزية دولة يوجد ما يقارب ثلاثة ملايين من رعايا على أرض فرنسا، في وفاة رمز من رموزها !
ليس كل هذا فقط ما يدفع لانتقاد ساركوزي، فالرجل أبان عن أقبح ما يخفيه تجاه الجزائر في بداية حملته الانتخابية، عندما زار إحدى المناطق الفرنسية المعروفة بارتباطاتها الاستعمارية، وهناك قال واحدة من أخطر التصريحات، إنه وضع الجرائم الفرنسية التي أودت بما يقارب سبعة ملايين جزائري، طيلة 132 سنة حسب بعض المؤرخين، مع بعض الأفعال المعزولة التي نسبت لجبهة التحرير غداة وقف إطلاق النار، في حق الحركى والأقدام السوداء..
لكل ما سبق، يمكن القول ومن دون ترد إنه يتعين على الجزائر أن تساهم بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ لهزيمة ساركوزي، بغض النظر عمن سيخلفه حتى ولو كان فرانسوا هولاند، الذي ورغم مسائه إلا أنه سوف لن يكون أكثر سوء من ساركوزي، ولحسن الحظ فمعاهد سبر الآراء تشير إلى هزيمة مرشح اليمين.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)