الجزائر

ساحة رياض الفتح تتحول إلى روضة والإصدارات الفرنسية تفرض نفسها : الناشرون الجزائريون يعرضون كتب الطبخ رغم تهديدات محافظ المهرجان



ساحة رياض الفتح تتحول إلى روضة والإصدارات الفرنسية تفرض نفسها : الناشرون الجزائريون يعرضون كتب الطبخ رغم تهديدات محافظ المهرجان
[معرض كتاب]
بدا المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب في ثاني أيامه، تظاهرة خاصة بالأطفال بامتياز، حيث تحولت «ساحة رياض الفتح» في العاصمة، إلى ما يشبه «روضة كبيرة» أو «حديقة للتسلية» أو حتى «حظيرة ألعاب» امتلأت بأطفال من مختلف الأعمار قدموا رفقة عائلاتهم لزيارة العديد من الأجنحة والفضاءات التي خصصتها الطبعة الخامسة هذا العام من بينها ورشات خاصة بالتلوين والإبداع، إلى جانب فضاءات لقص الحكايات وأخرى لفنون «المانغا»، وهي رسوم متحركة يابانية. واستحسن الأولياء الذين كانوا يتابعون أطفالهم، حسب ما وقفت عليه «البلاد» في جولة قادتها إلى أجنحة المهرجان، مثل هذه النشاطات؛ معتبرين إياها «هامة جدا وتساعدهم على تنمية تفكير الطفل». وفي إحدى الزوايا؛ تمكن الراوي الكونغولي «جوروس مابيلا» من لفت انتباه الأطفال بقصته المرفوقة بالعزف على آلة الڤيتار على وقع الموسيقى الإفريقية، حيث نقلهم إلى أدغال القارة السمراء من خلال أساطير قديمة تشكل الموروث الثقافي الإفريقي. كما تمكنت القاصة حنيفة حموش من خلال حكايتها التي حملت معاني كثيرة منها المحافظة على الكتاب؛ أن تجعل الأطفال يستخلصون العبر من قصتها. في السياق ذاته، صبت غالبية الكتب المعروضة في مختلف الأجنحة في قالب الحديث عن الأدب من رواية وقصة وشعر بمختلف أغراضه وموضوعاته، بالإضافة إلى كتب القواعد والإعراب وكتب للأطفال وحتى كتب الطبخ رغم تحذيرات محافظ المهرجان للناشرين وحثهم على احترام طبيعة التظاهرة وعرض الكتب الخاصة بالأدب والشباب والأطفال فقط. وسجلت «البلاد» خلال جولتها غيابا ملفتا للعديد من دور النشر الجزائرية المعروفة عدا «الشهاب» و«الاختلاف» و«القصبة» و«البرزخ» و«دار الهدى» و«المكتبة الخضراء». وبين هذا وذاك، استوقفتنا مجموعة من العناوين من بينها رواية «الحراڤة» للكاتب المغترب المثير للجدل بوعلام صنصال مترجمة إلى اللغة العربية من طرف عياش سلمان والتي عرضت بجناح «منشورات سيديا» على اعتبار تصنيفه من الأسماء اللامعة في الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية، وذلك حسب اللافتة التي وضعت في واجهة الجناح.
وغلب على كتب المعرض وضيوفه الطابع «الفرانكوفوني» ما عدا بعض العناوين التي استوقفتنا باللغة العربية كان أهمها «شخصيات نموذجية في المقاومة والإصلاح» و«الحركة الوطنية والثورة التحريرية» لمحمد لحسين زغيدي وكتاب «جرائم الجيش الفرنسي في مقاطعتي الجزائر وقسنطينة»، بالإضافة إلى روايات لتوفيق الحكيم ودواوين لنزار قباني تضم أروع قصائده.
من ناحية أخرى، بدا واضحا غلاء الكتاب الفرنسي أو المكتوب ب«لغة موليير» مقارنة بالكتاب الناطق بالعربية، وكذلك هو الحال بالنسبة لقصص الأطفال التي كانت ترتفع أسعارها إذا كانت باللغة الفرنسية وتنخفض إذا كانت ب«لغة الضاد».




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)