الجزائر

سائق الحافلة التي أعدت لنقل أبطال الفريق الوطني، السيد حشايشي السعيد لـ''الفجر'' ''لو طلبوا مني نقل الفريق الوطني على قبعتي لفعلت، فهذا شرف لي ولمشواري المهني''



 مشيرا إلى أنه يعمل كسائق في المؤسسة العمومية للنقل الحضري والشبه الحضري لمدة 26 سنة، بالإضافة إلى شغله منصب رئيس مصلحة السائقين ومكلف بحوادث المرور منذ سنة 1994 إلى غاية يوما هذا•   قال حشايشي السعيد، البالغ من العمر 53 سنة، وهو أب لأربعة أطفال، 2 ذكور و2 إناث، في حديث لـ الفجر ، أن المهمة التي كلف بها كسائق خاص هي الثانية من نوعها، بعد العملية الأولى التي كانت في 5 أكتوبر ,1988 حيث كلف بمهمة نقل الأطباء والممرضين بالإضافة إلى الصحافة إلى مستشفى مصطفى باشا، مضيفا أنه في ذلك الوقت، كان من الصعب العمل كسائق حافلة، والسياقة في مثل هذه الظروف التي أعقبت مباراة الجزائر ومصر، من جهة، الأحداث التي عاشتها الجزائر عقب فوز الفريق الوطني، في مثل هذه الظروف، كان لابد من توفر شخص كفؤ يتمتع بخبرة في السياقة ويكون ذا أقدمية في المهنة ويستطيع قيادة حافلة الأبطال• وأضاف السيد حشايشي، الذي يشغل منصب رئيس مصلحة السائقين في مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري للجزائر، أن المدير العام للمؤسسة استدعى 6 سائقين وكان هو من بينهم، مشيرا إلى أنه ولصعوبة الأمر والمهمة، تم إصدار قرار من طرف المدير بعدما وقع عليه الاختيار بأداء هذه المهمة• وأوضح المتحدث أنه لم يتردد، ولو للحظة، في قبول قرار الإدارة، من منطلق حبه للجزائر وأهمية المهمة التي أسندت إليه، وقال: لو طلبوا مني أن أنقل الفريق الوطني على قبعتي لفعلت، فهذا شرف لي ولمساري المهني ، مؤكدا أنه تلقى تعليمات صارمة من طرف المدير بضرورة الحرص على سلامة أفراد الفريق الوطني، وذلك من خلال تفادي المرور تحت الجسور وداخل الأنفاق، حيث من الممكن أن تتسبب في إصابات، بالإضافة إلى الانتباه لكوابل الكهرباء والهوائيات المقعرة المنصوبة على الشرفات من أن تصطدم بها الحافلة أو بأحد الراكبين فيها من عناصر التشكيلة الوطنية• وقال: ومن الصعوبات التي واجهتها عند مروري بساحة أول ماي، كان نفق تقاطع الطرق على مستوى مصطفى الجامعي حيث كان ارتفاعه لا يسمح بمرور الحافلة، وقد تنبه للأمر سريعا وغير الاتجاه في اللحظة الأخيرة • وأضاف حشايشي السعيد أن المهمة كانت جد صعبة وعبر عن ذلك بالعامية حين قال: رافد الجزائر من فوقي والجزائر من حولي في إشارة إلى الشخصيات التي كانت على متن الحافلة ومنها وزير الدولة عبد العزيز بلخادم، مشيرا إلى أنه كان يتصبب عرقا طوال مشوار القيادة الذي امتد لساعات انطلاقا من المطار إلى قصر الشعب• ولولا رجال الأمن، الذين كانوا على متن السيارات أو راجلين، على يمين وعلى يسار الحافلة وكذا رجال الحماية المدنية لتسهيل مرور الحافلة وسط الجماهير الغفيرة، التي كانت حاضرة لتحية عناصر الفريق الوطني، لوجدت صعوبة كبيرة في قيادة الحافلة وسط سيل من الجماهير يقدر بالآلاف، حيث لم تتجاوز سرعة الحافلة 5 إلى 10 كلم / سا، مؤكدا أنه قضى 1 سا و50 د من المطار إلى الدار البيضاء والوقت الكلي لرحلة فرحة الجزائر بلغت 5 ساعات• وأشار المتحدث إلى أنه بعدما مر بمنطقة الدار البيضاء كان يظن أن المسار، انطلاقا من حي 5 جويلية بباب الزوار، لن يكون مكتظا بالجماهير مثل الوضع الذي كانت عليه المسافة التي قطعها، مضيفا أن مشهد مجموعة من النسوة اللائي كن جالسات وسط الطريق بهذا الحي، واللاتي كن ينتظرن وصول الحافلة لتحية عناصر التشكيلة الوطنية، ولم تبال النسوة للخطر الذي قد يتعرضن له، وكان من بين النسوة شابة تبلغ من العمر حوالي 26 سنة، طلب منها أن تبتعد عن الطريق حتى تستطيع الحافلة المرور، فكان ردها أن حيته رفقة عناصر الخضر بحرارة كبيرة، تركت الأثر البالغ فيه قال أنه لن ينساه طول حياته• وأوضح السائق حشايشي أنه كان يجتهد لألا يصيب أي مكروه أبطال الجزائر خلال هذه الرحلة المشرفة والشاقة في آن واحد خاصة عندما كان طاقم الفريق الوطني يتجاوب مع الجماهير وكانوا يرددون معهم الأغاني والهتافات ويقفزون، حتى ظننت أن شاوشي أو أحد عناصر الفريق سيسقط على رأسه • وأفاد عمي السعيد أنه تلقى تشجيعات كبيرة ومتواصلة من طرف الشخصيات التي كانت على متن الحافلة، خاصة من وزير الدولة عبد العزير بلخادم، حتى وصول الموكب إلى مقر قصر الشعب، حيث قرأ الفاتحة وشكر الله على أنه وفق في هذه المهمة التي أوكلت إليه، مشيرا إلى أن هذه التجربة منحت لأولاده حافزا إضافيا للافتخار به والتباهي به أمام الجيران والأصدقاء وحتى الأهل• وأضاف المتحدث، في ختام حديثه إلينا، أن مؤسسة النقل الحضري، التي أنشئت سنة ,1882 لديها رصيد كبير ومشرف في تقديم الخدمة العمومية، ولها أيضا عدد من السائقين ممن استشهدوا إبان الثورة التحريرية، وآخرون كانوا ضحايا العشرية السوداء• وفي الأخير تقدم عمي السعيد حشايشي بالشكر إلى الفريق الوطني وعلى رأسهم المدرب رابح سعدان ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، وإلى جميع السلطات التي منحته الثقة لنقل أبطال الجزائر•  وهيبة فلفل       


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)