الجزائر

‏... سؤال طرحناه على بعض الصائمين ‏مـاذا لو ''غـلبك'' رمضان؟




أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية السيد عبد القادر مساهل اول امس أن التنقل غير الشرعي للاسلحة من ليبيا إلى الدول المجاورة لدول الساحل تخص السلطات الليبية الجديدة، معربا عن امله في أن تكون هذه القضية ''من اولويات السلطات الليبية الجديدة''.
وقال السيد مساهل في ندوة صحافية مشتركة عقدها بمعية وزيري خارجية مالي والنيجر عقب اختتام ندوة الجزائر حول مكافحة الارهاب بالساحل ''علمنا أن القضايا الامنية ستكون ضمن اولويات السلطات الجديدة ونحن متفائلون لاننا انطلقنا من قناعة أن هذه السلطات ستعطي الاولوية لهذه القضية''، مؤكدا أن بعض الشركاء الذين شاركوا في الندوة ابدوا اهتماما بالموضوع الذي كان محل تشاور بين بعض الوفود التي شاركت في الندوة والتي هي معنية مباشرة بالوضع الليبي.
ودائما حول الشأن الليبي وعن سؤال بخصوص ''وقف حرب الحلف الاطلسي ضد ليبيا'' اشار الوزير إلى ان هذه المسألة تم التطرق إليها مع بعض الدول على حدة على هامش الندوة وأن ''الجميع ابدى الموافقة على ضرورة
توقيف كل نشاط عسكري في ليبيا وعودة الامن والاستقرار لهذا البلد''. مؤكدا في هذا الصدد ''الكل متفق على ضرورة الاسراع في وضع المؤسسات الجديدة لليبيا من اجل عودة السلم والاستقرار بالمنطقة''، ليردف في هذا الصدد ''ان موقف الجزائر يندرج في هذا المنطق''.
غير أنه شدد في المقابل على ضرورة ان يبذل الجميع الجهود من اجل ارساء مرحلة جديدة يعمها السلم والمصالحة والحوار لانشاء مؤسسات عصرية تستجيب للمعايير الدولية للحكامة في ظل المؤشرات القوية الموجودة من أجل ذلك.
من جهة اخرى، اكد الوزير المنتدب أن ندوة الجزائر حول مكافحة الارهاب بالساحل أبرزت أن دول الميدان (الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا) تمتلك استراتيجية حقيقية ورؤية موحدة في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والفقر.
وقال ان الندوة أبرزت الوعي بأهمية الأمن والتنمية في هذه المنطقة المستهدفة لظواهر الارهاب والجريمة المنظمة، مشيرا إلى وجود تكامل في الاستراتيجيات بين دول الميدان الأربع بدعم من شركائها على غرار الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي
وقصد استكمال الجهود واضفاء البعد العملي عليها، كشف السيد مساهل عن عقد اجتماع دولي حول الارهاب في غضون ستة اشهر في احدى بلدان الميدان لمنطقة الساحل من أجل تعزيز النتائج المحصلة في إطار ندوة الجزائر، كما انه تقرر تنظيم لقاءات قريبا تضم دول الميدان وشركائها على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي واليابان ودول الخليج. وحسب السيد مساهل فإن تجربة دول الميدان يمكن أن تتوسع لتشمل ''مجالات أخرى'' بالنظر إلى كون ظاهرة الإرهاب عابرة للحدود.
وفي معرض حديثه عن ظاهرة الارهاب أكد الوزير أن دول الميدان لمنطقة الساحل وضعت آليات للتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب تستجيب لانشغالاتها ولا تحبذ التدخل العسكري بالمنطقة، مضيفا في هذا الصدد بالقول ''عادة ما يفشل التدخل الاجنبي وقد يشجع على الفكر الجهادي المسلح''.
كما برر دوافع الجزائر الرافضة للمشاركة مباشرة في أعمال عسكرية لمكافحة الإرهاب بالمنطقة، كون ذلك ليس من تقاليد الجزائر وان ''هذا النوع من التدخل العسكري لا ينجح بالضرورة دائما''. غير انه ذكر في هذا الصدد بمساهمة الجزائر في إطار دعم جيوش دول الميدان في مجال التجهيز والتكوين''، حيث أعطى في هذا الصدد مثالا عن قيادة الأركان العملياتية المشتركة لبلدان الميدان لمنطقة الساحل، التي وضعت استراتيجية لمكافحة الإرهاب ترتكز -كما قال- على التكوين والتجهيز وتبادل المعلومات.
وحول هذا الموضوع اوضح الوزير المالي السيد مايغا ان قيادة الأركان العملياتية المشتركة حققت تقدما معتبرا في مجال التنسيق في مكافحة الإرهاب بين دول الميدان لمنطقة الساحل، مشيرا إلى أنه يبقى على هذه الهيئة ''إقامة روابط عملياتية حول المسائل ذات الصلة بالعمليات العسكرية المشتركة''.
وعن موضوع دفع الفدية التي تفشت في المدة الاخيرة بمنطقة الساحل مما عزز النشاط الارهابي، فقد اعتبر وزير خارجية النيجر أنه لا يكفي تبني اللائحة الاممية ,1904 بل لابد من الذهاب الى تجريمها، مقرا بالصعوبات التي تعترض هذه المسألة كون ظاهرة الاختطاف تستهدف رهائن الدول الكبرى، وفي المقابل دعا وسائل الاعلام الى عدم الترويج لظواهر الاختطاف كون ذلك يخدم الجماعات الارهابية التي يشجعها على السير في هذا المنحى.
وعن سؤال حول الاجراءات التي تعتزم دول المنطقة اتخاذها لتطويق الجماعات المسلحة بعد ''تهديدات المتمردين في شمال المالي للعودة الى النشاط المسلح بعد وفاة اغ باهنغا'' قال السيد مساهل ''اننا لم نسمع بهذه التهديدات وأن هذه القضايا تهم مباشرة الدول الجارة والصديقة في اطار حوار وطني وفي اطار تنفيذ بعض الاتفاقيات التي تمت بين هؤلاء''.

يطالب سكان منطقة سطورة التابعة لبلدية سكيكدة المطلة على البحر من خلال التحركات التي شرعوا فيها -مؤخرا- عن طريق جمعيتهم من الجهات المعنية المسؤولة على المستوى المركزي أساسا لترقية سطورة إلى بلدية وهذا حتى تتمكن من التكفل بكل ما يستلزم سكانها الذين أرهقهم غياب التهيئة على الرغم من المساعي التي تقدموا بها أكثر من مرة لمسؤولي بلدية سكيكدة التي تكون
حسب السكان ممن اتصلوا بنا- قد أدارت ظهرها لهم وما قامت به لا يعدو سوى عملية ترقيعية ناهيك عن الخطر الداهم الذي أضحى يهدد العديد من العائلات بسبب هشاشة سكناتهم التي يعود معظمها إلى الفترة الاستعمارية الأولى إضافة إلى ضعف الإنارة العمومية ورداءة الطرق الفرعية.وعلى الرغم من التوسع الذي شهدته هذه المنطقة بالخصوص على امتداد ''كورنيشها'' بداية من مدخل المدينة إلا أنها لم تحظ بما يليق بمقامها، خاصة وأنها تتوفر على العديد من المرافق والمنشآت منها ميناؤها الذي خضع لإعادة تهيئة وتوسيع من المتوقع تسليمه قبل نهاية السنة الجارية وكذا ''مارينة سياحية'' هي في طور الانجاز وفنادق وآثار تاريخية وشواطئها الساحرة إضافة إلى حقولها ومزارعها المتخصصة في زراعة مختلف الفواكه كالفراولة.

هل بلغت الأزمة الليبية مرحلة الحسم بوصول زحف المقاتلين المتمردين المدعومين بالطيران الحربي الأطلسي عسكريا والدعم الدولي سياسيا إلى مشارف العاصمة طرابلس التي تبقى مفتاح الحل لمعضلة ليبية طال أمدها؟
سؤال يطرح بقوة في ظل المعلومات التي أكدت، أمس، أن المتمردين الليبيين متمركزون الآن على بعد 20 كلم من العاصمة طرابلس التي عاشت ليلة السبت إلى الأحد على وقع عمليات تفجيرية وتبادل لإطلاق النار ومظاهرات مناهضة للنظام شملت عدة أحياء صاحبتها معارك عنيفة بين مسلحي المعارضة والقوات النظامية.
وأكد المتمردون أنهم تمكنوا، أمس، من الاستيلاء على غابة ''غدايم'' وهي منطقة استراتيجية على بعد 24 كلم غرب طرابلس بعد معارك ضارية مع القوات الموالية لنظام العقيد معمر القذافي.
غير أن احمد عمر باني المتحدث العسكري باسم المتمردين وإن أقر بأن المعارضة ليست في مستوى تقييم قوات القذافي أو القول كم بقي له من الوقت على رأس السلطة في طرابلس إلا أنه أكد وبلهجة الواثق من تصريحاته أنه مهما طال الزمن فإن سقوط نظام القذافي آت لا محالة.
من جانبه، أكد احمد جبريل المتحدث باسم المتمردين أن طرابلس تعيش حاليا على وقع عملية عسكرية أطلق عليها اسم ''عملية عروس البحر'' بهدف عزل العقيد القذافي إلى غاية استسلامه أو رحيله.
وتتم هذه العملية التي انطلقت، مساء أول أمس، بالعاصمة الليبية بتنسيق بين المجلس الوطني الانتقالي الذي أسسته المعارضة في بنغازي والمقاتلين المتمردين المتواجدين بالعاصمة طرابلس ومحيطها وبدعم من حلف ''الناتو'' الذي يشارك في هذه العملية، حيث توقع أن تستمر عدة أيام إلى غاية استسلام القذافي. وأوضح أن المعارضة ترى وجود سيناريوهين اثنين وهما أن يستسلم القذافي أو يفر من المدينة.
ولكن جبريل أضاف أنه ''في حالة أعرب القذافي عن رغبته في مغادرة ليبيا فإننا سنرحب بذلك وسنقبل بهذا الاقتراح''.
وبوصول عدوى المظاهرات المناهضة للنظام إلى قلب العاصمة طرابلس خرج الآلاف من المتظاهرين في مدينة بنغازي معقل المعارضة المسلحة للاحتفال بما وصفوه بـ''الانتفاضة'' الجارية في العاصمة ضد النظام.
وأمام هذه التطورات التي زادت من تضييق الخناق أكثر على نظام القذافي لم يجد نجله سيف الإسلام من وسيلة للظهور بمظهر القوي سوى التأكيد أن نظام والده ''لن يتخلى عن المعركة''. وقال''نحن على أرضنا وفي بلدنا وسنقاوم لستة أشهر أو عام أو عامين ... وسننتصر'' في إشارة واضحة إلى مواصلته المقاومة إلى آخر لحظة كما سبق وأعلن عن ذلك العقيد القذافي مرارا.
غير أن سيف الإسلام وفي خطاب بثه التلفزيون الرسمي الليبي صباح أمس عاد وجدد دعوة الحكومة الليبية المعارضة للحوار وقال ''إذا أردتم السلام فنحن مستعدون''.
وقد دعا القذافي في وقت مبكر، أمس، الليبيين إلى الخروج بالملايين لتحرير المدن التي دمرها المتمردون لإنهاء ما وصفه بـ''الحفلة التنكرية'' للنزاع الذي يعصف بالبلاد منذ منتصف شهر فيفري الماضي. ووصف القذافي المتمردين بـ''الخونة والعملاء والجرذان'' وأنهم يدنسون المساجد''.
وفي ظل هذه التطورات اعتبرت الدول الغربية الداعمة للمعارضة الليبية ان النظام الليبي على وشك الانهيار ولم يبق أمامه إلا أيام معدودة. وفي هذا السياق وصف أليستير بروت كاتب الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ''الانتفاضة التي تعيشها طرابلس بنقطة استثنائية وهامة''. وقال ''رغم أنه من الصعب معرفة حقيقة ما يحدث فإنه من الواضح جدا أن ما تشهده طرابلس انتفاضة''.
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن ''المأساة'' التي خلفها النزاع في ليبيا ''على وشك بلوغ نهايتها'' وأكد أن كل المعطيات تؤكد ذلك.

في كتابه ''التجارة في الزمن الكلاسيكي القديم''، أراد أستاذ التاريخ الاقتصادي القديم والنظرية التاريخية بجامعة بريستول أن يتناول التجارة في تلك العصور، فألقى أضواء على جوانب أخرى من السياق الاجتماعي والطبقي والتطور الحضاري والاستهلاكي، ويقول مؤلف الكتاب نيفيل مورلي أنّ العالم الكلاسيكي القديم لم يكن منعزلا عن جيرانه ولم تكن التجارة مقصورة على البحر المتوسط، وإن النخبة كان لديها شغف بالتجديد عن طريق محاكاة الغريب الوافد لكي تكون مميزة في طريقة استهلاكها عن الاستهلاك الشعبي، بل إن التحول من العصيدة إلى الخبز بدأ في منازل النخبة حتى أصبح الشعير -الغذاء الأساسي السابق- طعام الفقراء ثم أصبح مجرد علف للماشية.
ويستعرض قضية الاستهلاك وبخاصة ''الثقل الرمزي المرتبط بالخبز'' قائلا إنّ الحبوب قابلة للنقل، أمّا الخبز فكان يمكن غشّه أحيانا بالطباشير لتحسين بياضه، أمّا العصيدة فكانت طعاما لا يمكن تحسينه ولكنّها قوّت أساس سائل، في حين يتطلّب الخبز شرابا مصاحبا ''ونتيجة لذلك اقترح الانتقال من البقول إلى الخبز في أواخر عصر إيطاليا الجمهورية كسبب للتوسع في مزارع الكروم'' وحلّ القمح تدريجيا محلّ الشعير كمحصول رئيسي لكثير من مناطق البحر المتوسط، على الرغم من كون القمح أكثر عرضة لخطر الجفاف، ولكنّه كان تلبية لمفاهيم الاستهلاك الطبقية، ويقول إنّه بحلول القرن الرابع الميلادي جعلت الإمبراطورية الرومانية توريد القمح ''واجبا وراثيا'' نظرا لعدم كفاية واردات الدولة من القمح.
وتقع ترجمة الكتاب في 219 صفحة متوسطة القطع، وأنجزها المترجم المصري أحمد محمود الذي سبق له ترجمة أعمال بارزة منها ''قاموس التنمية.. دليل إلى المعرفة باعتبارها قوة''، ''طريق الحرير''، ''أبناء الفراعنة المحدثون''، ''تشريح حضارة''، ''مصر أصل الشجرةّ'' وكذا ''الأصول الاجتماعية للدكتاتورية والديموقراطية''، ''الفولكلور والبحر'' و''عصر الاضطراب.. مغامرات في عالم جديد'' للرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي في الولايات المتحدة ''البنك المركزي'' آلان جرينسبان.
والكتاب الذي صدر ضمن مشروع ''كلمة'' عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث يلقي أضواء على تحوّلات القيم الاستهلاكية والحضارية، كما يستعرض أنواع التجارة عبر البحر المتوسط وخارجه، إضافة إلى طريقة نقل البضائع، ويقول مورلي إنّ حفائر ودراسات أجريت عن ميناء بيزا الإيطالي كشفت عن استيراد حيوانات من أجل الألعاب في روما في القرن الثالث الميلادي. وفي القرن الثاني قبل الميلاد، كانت الأسود تستورد من شمال إفريقيا.
ويوضّح دلالة ذلك قائلا ''ليست شحنات الأسود إلى إيطاليا مهمة في حد ذاتها، بل باعتبارها مؤشرا على حجم حركة السلع الأكثر أساسية... فالمجتمع الذي ينقل الأسود باستمرار من إفريقيا إلى إيطاليا لا بد أن يكون مجتمعا تطورت التجارة فيه إلى درجة مبهرة عبر الإمبراطورية.
ويرجح أنّ تجارة الأسود لم تكن عملا ماليا صرفا، إذ يمكن فهم دوافع هذه التجارة ''في سياق التنافس الأرستقراطي الروماني'' الذي يصل أحيانا درجة الاستهلاك المفرط، ولكنّه يرى أنّ الألعاب والمهرجانات كانت تلعب دورا في التماسك الاجتماعي.
ويسجّل أنّ المعلومات والشائعات في تلك الفترة كانت ذات أهمية اقتصادية، خصوصا ما يتعلّق بأزمات الغذاء وما يترتّب عليها من زيادة الطلب على الواردات، حيث ''كان التجار يعملون في بيئة من عدم اليقين، إضافة إلى المخاطر التي ينطوي عليها السفر'' في حين كانت الأسواق الأكثر موثوقية توجد في المدن الكبرى ومنها أثينا والإسكندرية وروما والقسطنطينية، ويضيف أنّ بعض التجار كانوا يسافرون عبر البحر المتوسط مع تجارتهم ''وكان بعض الرجال يرسلون السلع من مصر'' دون الاضطرار إلى السفر على متن السفن، وكان بعض التجار ''يحققون معظم ربحهم من الأخبار التي تصل المدينة، يمكنهم بيع حبوبهم بسعر مرتفع ويسعدهم كثيرا أن يسمعوا عن كوارثك''، بل كانوا يقومون أحيانا بنشر الشائعات بأنفسهم.

مع حلول شهر رمضان من كل سنة نسمع الكثير من العبارات التي تتكرر ولعل أهمها ''وقيلا غلبك رمضان'' أو عبارة ''وقيلا أنت من لي يغلبهم رمضان'' لمجرد أن الشخص تصرف تصرفا ما نابع عن ردة فعل معينة، وإن كانت هذه العبارة لا تنطبق على البعض فإن البعض الآخر من الصائمين تكاد هذه الأخيرة لا تفارقهم لعدة أسباب، أهمها عدم قدرتهم على تحمل الجوع... أو لكونهم من الأشخاص المتعودين على التدخين... أو من المدمنين على القهوة أو لأنهم من الأشخاص الذين يصعب عليهم التكيف بحكم تعودهم على نمط معين من الحياة في الأيام العادية.
والسؤال الذي رغبت ''المساء'' في إيجاد إجابة له هو: ما الذي يفعله الصائمون الذين ''يغلبهم رمضان'' للتغلب على هذا الشعور الذي يرافقهم إلى ما بعد الإفطار؟
لم يكن من الصعب علينا ونحن نقوم بهذا الاستطلاع الوصول إلى هذه الفئة من المجتمع إذ تكاد معظم الأسر الجزائرية تحتوي على أشخاص يصنفون ضمن هذه الفئة إلا أن الاختلاف يكمن في طريقة التغلب عليه والتي نعرض لكم منها جانبا.
... أبحث عن أي سبب لأحدث شجارا لأن رمضان يغلبني!
افتعال الشجار والبحث عن أي سبب لإثارة الغضب هي عموما الصفة الرائجة عند عدد كبير من المستجوبين حول طريقة التي يتصرف بها الصائمون الذين يغلبهم رمضان وكأن الشجار هو الذي يجعل الصائم يزيح عنه نوعا ما التعب أو الجوع الذي يشعر به جراء الصيام فهذه الآنسة ربيعة عاملة بمؤسسة عمومية جاء على لسانها ان أخاها ووالدها بمجرد أن يحل عليهم رمضان حتى يبادرا إلى افتعال المشاكل من أجل الشجار لسبب بسيط وهو أنهما صائمان فمثلا قالت إن والدها لا يتحمل الجوع وبالتالي نجده طيلة اليوم يبحث عن أتفه الأسباب من أجل التعبير عن غضبه الناتج عن الجوع بسبب الصيام، ولكن بمجرد أن يفطر يتحول إلى شخص آخر، وكذلك هو الحال بالنسبة إلى أخي، تضيف، إذ تكثر مشاجراته مع أبناء الحي طيلة أيام رمضان، لأنها الوسيلة التي يعبر بها عن غضبه لأنه ببساطة من المدخنين وبالتالي حالة القلق والنرفزة التي تنتابه من جراء عدم التدخين يعبر عنها بافتعال المشاجرات لسبب أو دون ذلك ويظل على هذا الحال إلى غاية انتهاء شهر العبادة.
ونفس الرأي لمسناه أيضا عند السيدة فتيحة، عاملة، التي حدثتنا عن زوج أختها وقالت إنه من الصائمين الذين يغلبهم رمضان فلا يقوى على تحمل الجوع ولا يصبر على الصيام إذ يفرغ شحنة الغضب التي تنتابه بافتعال بعض المشاجرات إما مع زوجته حول ما لم تطبخه، أو مع أولاده، فيصرخ عليهم من دون سبب، إلا أن هذه الحالة تضيف قائلة ''سرعان ما تزول بمجرد أن يفطر وعندما يعاد سرد تفاصيل ما قام به خلال اليوم يبتسم ويقول كان غالبني رمضان!''.
...و ليس هنالك أحسن من النوم لمن ''يغلبهم'' رمضان
وإذا كان البعض من الصائمين يعبرون عن عدم قدرتهم التغلب على صوم أيام رمضان بالشجار فإن فئة أخرى من الصائمين أوجدوا لنفسهم حلا أسهل ويتمثل في النوم تجنبا للاحتكاك الأمر الذي يعكر مزاجهم وعلى الرغم من معرفة الفئة المستجوبة أن النوم ينقص من ثواب الصائم إلا أنهم يبررون ذلك بعدم قدرتم على التحمل لأن رمضان يغلبهم! ولعل من بين هؤلاء فاتح عامل بنادي الأنترنت الذي قال إنه يعشق النوم إلى درجة كبيرة ويزداد عشقه له برمضان، فهذه السنة تحديدا أحس أنه نام ثلاثة أيام في يوم واحد وعلق قائلا بحكم أن رمضان يقترن مع فصل الصيف الذي يعرف بطول أيامه أحسست أني نمت ثلاث أيام في يوم واحد بحيث رقدت في وقت متأخر من الليل وعندما استيقظت وجدت الساعة الحادية عشر، بعدها عدت الى نوم واستيقظت فوجدت الساعة الـ2 زوالا ونمت مجددا لأستيقظ وأجد الساعة الرابعة بعد الزوال فنهضت متعبا ومصابا بالدوار إلا أني لا أجد من حل آخر أتغلب فيه على أيام الصوم الشاقة من غير النوم عوض الدخول في نزاع مع أفراد أسرتي أو مع رفاقي.
بينما حدثتنا الحاجة خديجة عن طريقة أخرى للتغلب على رمضان، كان يلجأ إليها زوجها، حيث قالت إنه عند حلول شهر الصيام من كل سنة يغادر زوجها المنزل منذ الصباح الباكر ولا يعود أدراجه إلا بعد حلول موعد الإفطار لأنه يتحول إلى شخص لا يطيق من حوله إذ يتعكر مزاجه ويتحول إلى شخص قلق وعصبي وحتى لا يخطئ في حق من حوله الذين يتجنبون الاحتكاك به في رمضان ولأنه هو الآخر على دراية تامة أن رمضان يغلبه فيبتعد عن المنزل طول اليوم.
ويلجا آخرون إلى التزام الصمت وتجنب الحديث مع الآخرين، فتغير سلوك البعض مع حلول الشهر الفضيل لدليل على عدم قدرتهم على تحمل مشاق الصيام وحتى لا يدخلوا في عراك مع الغير يلتزمون الصمت وإن حدث واحتك بهم البعض يردون عبارة واحدة وهي ''ما تدناوش ليا خير... راني صائم''.
... وهناك من ''يغلبهم'' رمضان على المشتريات
يظهر على سلوك البعض الآخر من الصائمين شكل آخر من أشكال عدم القدرة على تحمل رمضان بحيث يمكننا أن نعرف من قد غلبهم رمضان من خلال التصرفات التي تصدر عنهم على مستوى المحلات والأسواق فهذا الشاب وليد تاجر يقول إن رمضان يغلبه من الطراز الأول بحيث يتجنب في بعض الأحيان الذهاب الى السوق لأنه يقتني كل ما تقع عليه عينه من السلع وبكميات مبالغ بها فمثلا قال بأن شعوره الشديد بالجوع وهو من محبي طاجين الزيتون دفعه إلى الذهاب إلى أحد المحلات واقتناء كل الزيتون الذي كان يباع لدرجة أن علق عليه البائع قائلا ''وقيلا راه غالبك رمضان''.
وإذا كان وليد قد غلبه رمضان على الزيتون فإن عبد الحميد موظف قد غلبه رمضان على الخبز وحدثتنا عنه زوجته سعيدة قائلة إنها عجزت من توجيه الملاحظة لزوجها الذي يشترى كل أنواع الخبز من غير أن يأكل منه وقت الإفطار.
وتضيف ''أنا على دراية تامة بأن زوجي يغلبه رمضان ولكني لم أعد قادرة على تحمل هذا الوضع الذي أعيشه طيلة أيام رمضان فأنا أعجن المطلوع لأني لا أحب الخبز وزوجي يشتري كل أنواع الخبز التي يقع بصره عليها وعند الإفطار يفطر على المطلوع الذي أعجنه''.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)