الجزائر

سؤال..جواب: أخطأت وندمت ولله عدت ولا أريد أن أعيش في قفص الاتهام.. فهل أعود ذات حياء؟



تحية طيبة سيدتي وبعد، لن أطيل في طرح مشكلتي، لأن الماضي ما عاد يعنيني، ولا أريد أن أقلّب في دفاتره.لأنه حقا إرهاق نفسي،وأنا والحمد الله الذي هداني إلى جادة الصواب بعدما كنت أتخبط في جهلي وارتكبت الكثير من المعاصي.
هذه والله ليست مجاهرة، بل ندم يعذّبني ليلا نهارا، والحمد لله أقلعت عنها.
سيّدتي،صدقيني إن قلت لك إن أكثر ما يمزّقني هي نظرات المجتمع،فمن كان يعرفني تقريبا لا يصدّق التغيّر الذي حصل معي.
كنت متبرجة،والله هداني للحجاب،كنت غير مبالية بما يقول الغير والآن صرت،أصرّ إصرارا على إرضاء المولى عزَّ وجل في كل أموري.
كنت بعيدة عن أسرتي واليوم صاروا قرّة عيني التي لا يمكنني أن أخطو خطوة من دون رضاهم عني.
أحتضن كل من يلجأ إليّ وأحب كل من يبدي لي الطيبة، فهل سيلازمني هذا الماضي طيلة حياتي؟،
سيّدتي.. السؤال الأهم، هل تعود الفتاة بعد توبتها النصوح ذات حياء، أم أن الكسر الذي كان بها لن يَنْجَبِر؟.
صونيا من الوسط
الجواب:
تحية طيبة حبيبتي، أتمنى أن تقرئي ما سأقول بتمعن كبير، وأنت مبتسمة لا منكسرة، بإيمان أن الله رحيم على عباده التوابين.
حبيبتي، سأجيب عن سؤال الخير الذي ختمت به رسالتك وأقول:نعم تعود، وبفضل الله تعود صافية نقية كأنّها لم تكن.
تعلمين لماذا؟، لأنّ المعدن أصيل والقلب مفعم بالخير، بل بإمكانها أن تعود أفضل من ذي قبل، صادقة شريفة مكسوّة بالحياء.
تستغفر ربها وتجدّد توبتها، وكأنّ في الفؤاد قلب آخر، ليس هو القلب الذي كان على ما كان عليه.
كيف يمرض الجسد فيعتلّ الوجه ويصفرّ، فإذا عادت العافية وسرت في الجسد، أشرق الوجه وأبهر.
فكيف بقلب تزول غشاوته ويعود إلى رشده ويتمسك بربّه؟.
حبيبتي.. لا تبالي بضعاف النفوس، فنظراتهم لن تهزّ ما أصلحتِه مع الله، وما أصلحتٍه مع نفسك.
لأنّك لم تلجئي إلى طبيب الأرض، بل إلى طبيب السماء، الذي يعفو ويفرح بعودة التّائب إليه.
فالله جلّ جلاله يخرج الحيّ من الميّت، ومخرج الميّت من الحيّ، أفلا يخرج السّوء من القلب الذي تَطهّر والمعاصي هَجر؟.
أختي الفاضلة، انتبهي إلى دربك الجديد ولا عليك بجهل الناس، فكرّي فقط كيف ترضي ربّ العباد.
وإن أحبك الله،فلا محال سيلقي محبته إليك في قلوب البشر، فمهمّتك اليوم هو الحرص على دوام الصّفاء في ذلك القلب.
حبيبتي.. حلّقي وارتقي وتمسّكي بالعروة الوثقى، وتأملي كيف أن الله يحيي الأرض بعد موتها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)