زياري أمر بوقف البث في بهو المجلس الشعبي الوطني مناقشة مشروع قانون المالية تجري وسط غياب ملحوظ للنواب

قامت المصالح التقنية بالمجلس الشعبي الوطني لأول مرة بإطفاء أجهزة التلفزيون ومكبّرات الصوت في بهو المجلس لإجبار البرلمانيين على دخول قاعة الجلسات لمواجهة ظاهرة الغياب المزمنة عن الجلسات العلنية للمجلس. وسجل في بداية جلسة اليوم الثالث من المناقشة حضور مجموعة من النواب فقط، قبل أن يقفز العدد إلى حدود ثلاثين برلمانيا، في حدود منتصف النهار. وجرى اللجوء إلى قطع البث الداخلي في البهو بقرار من رئيس المجلس عبد العزيز زياري على الأرجح، لحفظ ماء الوجه في ظل ارتفاع عدد النواب الغائبين، عدا الجلسة الأولى من المناقشات، وطبّق أغلب النواب مقولة ''أقولها وأمشي''، من خلال تلاوة تدخلاتهم التي تبث مباشرة على القناة الداخلية، ثم مغادرة القاعة. ويفضل عدد كبير من النواب متابعة النقاش عبر قناة البث الداخلي وأجهزة التلفزة أو مكبّرات الصوت المنتشرة في البهو. والإجراء الجديد الذي لجأت إليه إدارة المجلس هو الثاني، بعد قرار تجميد تقديم الوجبات إلى الساعة الواحدة، أي عند رفع الجلسة الصباحية من النقاش.  ويشتكي نواب من كثافة البرمجة، حيث لم تتوقف الجلسات منذ مطلع الشهر، ناهيك عن العمل القائم على مستوى اللجان، الذي يشكل، حسب قول بعضهم، جهدا مضاعفا. وتطرح مشكلة غياب النواب عن الجلسات العامة بحدة وسط مطالب بإعادة النظر في القانون الداخلي بشكل يحد من الظاهرة التي تسيء لممثلي الشعب. وطغت الانشغالات ذات الطابع المحلي على المداخلات في اليوم الثالث ما قبل الأخير من المناقشة التي حضر عدد من أعضاء الحكومة جانبا منها. ودعا نواب المعارضة في مداخلاتهم إلى ضرورة فتح تحقيق في مصير أموال الدعم الفلاحي، بينما شدد نواب حزب العمال على ضرورة إلغاء اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وانتقد نواب آخرون تأخر إصدار الحكومة النصوص التنظيمية المتعلقة بالصندوق الوطني للسرطان بعد سنة من موافقة البرلمان على اقتراح إنشاء هذا الصندوق. وطالبت برلمانية أفالانية فتح مصحات خاصة بكل ولاية للقضاء على ظاهرة الاكتظاظ بمراكز العلاج بالأشعة عبر الوطن.