الجزائر

زيارة مدلسي إلى واشنطن فرصة للتشاور حول تعزيز العلاقات بين البلدين


أسهمت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية مراد مدلسي إلى واشنطن في تعزيز العلاقات بين الجزائر وواشنطن، كما أدت إلى تقريب الرؤى بين البلدين من خلال توضيح كل منهما وجهة نظره فيما يتعلق بمختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك ولاسيما التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب، وكذا توسيع مجال التعاون الاقتصادي.أنهي وزير الخارجية مراد مدلسي، أول أمس، زيارته إلى واشنطن، التي جاءت استجابة لدعوة من كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون، في إطار المشاورات المنتظمة بين الجزائر والولايات المتحدة والتي أتاحت الفرصة لعدة مسؤولين أمريكيين للقيام بزيارات مرارا إلى الجزائر.
وقد كانت هذه الزيارة فرصة لتقريب وجهات النظر الجزائرية والأمريكية حول عدة قضايا تهم هامة تشهدها الساحة الدولية حاليا، كالاضطرابات التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ومنها الأزمة في ليبيا التي من شانها أن تهدد امن واستقرار منطقة الساحل من خلال عودة الخلايا الإرهابية إلى النشاط مجددا بعد استغلالها للظروف في ليبيا، وهو ما يتطلب تكثيفا للتعاون بين الشركاء في هذا المجال.
وزير الخارجية مراد مدلسي، شرح لمختلف المسؤولين الأمريكيين السامين الذين التقاهم في واشنطن وعلى رأسهم كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون، والمستشار الخاص للرئيس باراك أوباما للأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب جون برينان، ومنسق مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية دانيال بنجامين، وجهة نظر الجزائر فيما يتعلق بالأزمة الليبية، ودعوتها المتكررة لحل سلمي وسياسي يقوم على أساس الحوار بين الأطراف الليبية في إطار خارطة الطريق الإفريقية، كما دعا مساهل فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الاجتماع الاستثنائي لمجلس قادة الأركان لشبه منطقة الساحل الذي عقد الأسبوع الماضي ببماكو بمالي والذي يندرج في إطار التشاور والتنسيق المتواصلين بين البلدان الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة» الجزائر والمالي وموريتانيا والنيجر« لمواجهة التحديات المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب والإجرام المنظم، موضحا أن الشراكة بين البلدان الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة والولايات المتحدة أو بلدان أخرى في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب يجب أن تقوم على التكوين وتقاسم المعلومات والتموين بالتجهيزات.
وتطرق مدلسي وكلينتون أيضا إلى العلاقات ما بين الجزائر وباقي الدول المغاربية، قائلا إن الجزائر تساند تونس التي توجد في مرحلة انتقالية، كما أنها تبحث مع المغرب منذ عدة أشهر مسائل تخص التعاون الثنائي من زاوية براغماتية، معلنا عن مساعي وزراء جزائريين ومغاربة إلى العمل من اجل تنمية التعاون الثنائي، أما فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية، فقد قال الوزير انه اتفق مع كلينتون على أن مستقبل هذا الملف يجب أن يكون بين أيدي الأمم المتحدة وأن كلا الطرفين يستمران في تشجيع ذلك.
مدلسي، شرح للمسؤولين الأمريكيين أيضا مضمون الإصلاحات السياسية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وآفاق تطبيقها، قائلا إن هذه الإصلاحات » جد مشجعة«، وهو ما أكده أيضا المسؤولون الأمريكيون خلال اللقاءات التي جمعتهم برئيس الدبلوماسية الجزائرية، حيث أكدوا أنها تستجيب لتطلعات الشعب الجزائري، وتهدف إلى ترسيخ الممارسة الديمقراطية، كما أشاد المسؤولون الأمريكيون في إدارة باراك أوباما بالتعاون الثنائي بين الولايات المتحدة والجزائر معتبرين أن الشراكة بين البلدين »ذات مصداقية وثقة«، وهو ما يتطلب تنويع مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين من أجل فتح المجال أمام الاستثمارات الأمريكية.
وفي ختام الزيارة تم الإعلان عن زيارة مرتقبة لكاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون إلى الجزائر قبل نهاية العام الجاري، بحثا عن مزيد من التشاور والحوار بين البلدين من أجل تعزيز العلاقات بينهما في مختلف المجالات.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)