أعلن وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي، أمس، بلندن أن أحد أهداف زيارته إلى بريطانيا هو وضع آلية جديدة من أجل تشجيع الشراكة بين البلدين،وإقامة اتصال بين المؤسسات البريطانية والسوق الجزائرية. مشيرا إلى أن الهدف الأساسي للجزائر يكمن في ترقية القطاع خارج المحروقات.
وإذ أبرز اهتمام الجزائر بالتحويل التكنولوجي وإسهام الشركات البريطانية في مختلف المجالات، فقد أكد وزير الشؤون الخارجية قائلا "قمنا بتقييم العلاقات بين البلدين ونعتبر أنها (العلاقات) جيدة لسببين أساسيين وهما تطور العلاقات من حيث النوعية لاسيما منذ الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى بريطانيا في 2006 وازدهار التبادلات المسجلة بين البلدين في الميدان الاقتصادي".
من جهة أخرى، أشار السيد مدلسي في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية إلى أن التعاون خرج من القطاع التقليدي للمحروقات، ليشمل مجالات أخرى مثل إنتاج الأدوية وتحسين الإنتاج الفلاحي. كما أضاف يقول "توجد اليوم شركات بريطانية تعمل في هذه القطاعات بالجزائر".
في هذا السياق، أوضح السيد مدلسي "غير أننا نلاحظ أن وجود المؤسسات البريطانية ومساهمتها في المخطط الخماسي للتنمية 2010/ 2014 يبقى ضعيفا وهذا يعود حسب رأينا إلى غياب المعطيات والمعلومات (...). لهذا الغرض يجب وضع آلية جديدة تسمح بإقامة اتصالات مع المؤسسات البريطانية (...) بهدف تشجيع الشراكة بين البلدين".
وفي مجال مكافحة الإرهاب، أكد السيد مدلسي على توافق وجهات النظر بين البلدين موضحا أن العلاقة بين الجزائر وبريطانيا في هذا المجال "قوية" لأن "البلدين لديهما تصور منسق" وبخصوص الأزمة في مالي صرح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الأمر يتعلق بمعالجة المسألة ليس فقط من زاوية التدخل العسكري الأجنبي -الحل الذي تعارضه الجزائر- وإنما كذلك من زاوية وحدة الماليين التي تعطي معنى للوحدة الترابية لمالي. وأكد يقول في هذا الصدد "هذا الخيار هو خيارنا وسوف نتبناه مستقبلا". كما أشار السيد مدلسي إلى انه "يجب الملاحظة انه خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الأخيرة كان الحديث يدور أكثر حول تدخل أجنبي في مالي ولكن اليوم يتم التطرق أكثر فأكثر إلى المفاوضات ويتم تفضيل الخيار السياسي. هي نقطة مشتركة بين الجزائر والمملكة المتحدة".
وبشأن الوضع في غزة أوضح السيد مدلسي أن الحل موجود وهو متمثل في تأسيس دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود 1967 وتكون عاصمتها القدس. وذكر بأن هذا الحل متضمن في المبادرة العربية للسلام (قمة بيروت 2002)، مضيفا أن المشكل يكمن في غياب الإرادة في تطبيق هذا الحل.
وأضاف يقول في هذا الصدد "نأمل أن تكون هذه الأحداث بداية نظرة جديدة وحل حقيقي للمسألة".
وقد تميزت زيارة السيد مراد مدلسي إلى المملكة المتحدة التي اختتمت امس بزيارة للبرلمان البريطاني، حيث قدم عرضا عن المحاور الكبري للسياسة الوطنية والدولية، حيث استعرض رئيس الدبلوماسية الجزائرية امام النواب البريطانيين الاصلاحات السياسية التي باشرتها الجزائر منذ 1991 والانجازات الهامة التي تحققت في مجال ممارسة الديمقراطية مع تقديم طرق سير غرفتي البرلمان.
ففيما يخص العلاقات الثنائية مع بريطانيا، أكد الوزير أن طابعها ممتاز. مشيرا إلى "أن العلاقات الجزائرية البريطانية مافتئت تتأكد وتتعمق خاصة بعد استكشاف سبل جديدة للتعاون خارج الميدان التقليدي للمحروقات".
وأكد الوزير "أن التعاون البرلماني بين البلدين سوف يتعزز من خلال تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة"، مغتنما هذه المناسبة للحديث عن فرص الاستثمار المتاحة لرجال الاعمال البريطانيين في سوق تمتاز بنمو متزايد. كما ركز على الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الجزائرية لتسهيل الاستثمارات الاجنبية. وأثارت التجربة الجزائرية اهتماما خاصا للبرلمانيين البريطانيين. وتميز اليوم الاول من زيارة وزير الخارجية بالتوجه الى معهد الدراسات الاستراتيجية، حيث قدم السيد مدلسي عرضا حول الوضع في الجزائر. وأكد في هذا الصدد "ان هذا الوضع لم يسبق له ان بلغ هذا المستوى من الجودة على الصعيدبن الاقتصادي والاجتماعي".
وركز الوزير على الاستقرار الهيكلي الذي تنعم فيه الجزائر، موضحا "أن كل الحساسيات السياسية ممثلة في الحكومة وفي البرلمان". كما ألح على أولويتي الساعة بالنسبة للجزائر والمتمثلتين في محاربة الإرهاب ومشاركة فعالة للجزائر في حل الأزمة بالساحل و مالي. كما أشرف وزير الشؤون الخارجية، مساء اول امس، على تدشين المقر الجديد لسفارة الجزائر بالمملكة المتحدة بحضور العديد من الضيوف وشخصيات سياسية بريطانية وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد ببريطانيا. ويقع المقر الجديد بقلب لندن بالقرب من أكسفورد سيركس وهو عبارة عن مبنى من خمسة طوابق يتوفر على كل المرافق لموظفي الدبلوماسية.
وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن "هذه الفضاءات ستسمح بمرافقة التطور الذي تشهده العلاقات الجزائرية البريطانية في مختلف المجالات". مضيفا أمام جمع من الضيوف أنها "ستسمح كذلك بالإستجابة لحاجيات الجالية الجزائرية ببريطانيا".
ومن جهته تدخل اللورد ريسبي الذي عينه الوزير الاول البريطاني مؤخرا بصفة ممثل خاص لترقية الشراكة مع الجزائر ليبرز أهمية هذا الانجاز الذي سيسهم في توطيد العلاقات الثنائية. مشيدا بوجه الخصوص بجهود سفير الجزائر في لندن وسفير بريطانيا بالجزائر من أجل التقريب بين البلدين وأكد قائلا "مع الجزائر تربطنا شراكة حقة والمملكة تسعى لتوسيع هذا التعاون إلى كل الميادين وأود أن تسجل علاقاتنا مزيدا من التطور في المستقبل".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/11/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المساء
المصدر : www.el-massa.com