يهربُ من النعش
تُرد روحهُ المسلوبة
يقف بقدميه يُدبدبُ السطور
يطلق بجناحيه رصاصات الانتصار
بصدر الصفحة
المتكِئة على عصا الصمت
يعتلي صهوة جوادهُ
ويُمسك بلجام الحقيقة
عندما ضربت أُذُنيه
كلمة وطن أفاق من القتل
وعاد يقبضُ على الأقلام الهاربة
نعم الوطن
نبتة الربيع تُلقح رحم الحياة
يخطف أبصار المدائن بهذي المحن
هوية الأطفال بصدر البراءة الحبيسة
تبللت أفكاري بندى المدينة
ملكت مفاتيح خزائنُه فلم يُفلس من المبادئ
روت السواقي عروقي الممتدة آلاف السنين !
نهض حرفي من ثُبات الجبال
يبتغي الانصهار
والتوحد بزيارة كبد الوطن
يحيكُ للزمن المكائد بالوصال
يرتشف كأس خطيئة الاغتراب
يغوص بشوارع الجراح ولا يُجيد حياك
تلك ناصية القدر
فضت غشاء بكارة الأحلام
نبتة سفاح ترتدي ثوب الضباب
ولكني أنتظر زخات المطر
تُبلل أجنحة الطيور المُهاجرة
وتنحر الاغتراب
تقشع ستائر النسيان
ويتذكرني الوطن
هممتُ أُلملم أشلائي بعتمة الأزقة
أُلقي نظرة للسماء
أُراقب أحلامي المصلوبة على أعتاب الطموح
تلقَّتْني سكرة النسيان
ويبدأ المشهد !
الفصل الأول بمسرح الأقدار
تسيل الدموع من مُقل الشوارع
يجتمع المارة على حافة الأرصفة
يُتمتمون وينتابني صمت العرايا
تنظر إلى المباني نظرة الوحشة من عين الأشتياق
يطولني التوتر يخلع عني ثوب الثبات
يتلعثم لسان الخطايا بحناجر الاقتراب
يلقاني الوطن
برفرفة الأعلام في قلوب الطفولة
أُقبلهُ بشفاه مُحترقة
لهفاً للثرى المتناثر بين نعال الأرصفة
وإذ بجُرح يلقاني في وهج السُكات
بكت أمي !
أنصهر الفؤاد
أشهرتُ سيف العشق أُغمدُه بقلب الاغتيال
وفجأة أمي رأتني
ذبُلت زهور ستائر النسيان
تتحسسني بكف الحقيقة
تتبع قسَمات وجهي
وقد طالها تشقُقات الأراضي الظمأى
تدور السواقي تجُرها أحبُل اللقاء
تتلاحم أوردة النيل بسنيَّني المنصرمة
فأسيرُ على صراط الارتواء
تُغربل جراحي تقابل ذاكرتي بسياط
تفرُ آلامي للقبور
يطيرُ قلبي يعتلي أشرعة المراكب
أسترد طفولتي من شبح الاعتقال
أتيقن بأن أمي تراني بعين الزمن الكفيف !
بقلم : أشرف صالح/شاعر مصري
تاريخ الإضافة : 31/12/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الصدمة
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz