الجزائر

زيارة حفتر ستمهد لعقد قمة بين الجزائر وتونس ومصر حول ليبيا



زيارة حفتر ستمهد لعقد قمة بين الجزائر وتونس ومصر حول ليبيا
اعتبرت دوائر سياسية ليبية قبول قائد الجيش الليبي خليفة حفتر زيارة الجزائر مؤشرا على بحث جدي عن اتفاق سياسي يختمر في الأفق، تتبدى ملامحه شيئا فشيئا مع توجه أممي وليبي داخلي بإدراج تعديلات في وثيقة 17 ديسمبر ستمهد لعقد قمة ثلاثية تجمع الجزائر ومصر تونس.كشفت مصادر ليبية موثوقة أن زيارة حفتر وقبله رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، سبقتها اتصالات قادتها الجزائر منذ أسابيع بحثا عن إعادة الثقة المفقودة بين كل الأطراف الليبية المعنية بحل الأزمة، وكان لقاؤه المفاجئ والأول من نوعه بمسؤولين جزائريين بدعوة رسمية منهم، كبادرة لإقناعه بالانخراط في مسار المصالحة الوطنية التي تدعو إليها الجزائر.وأكد المصدر أن الزيارة تحمل مغزى دبلوماسيا وليس أمنيا، باعتبارها تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف، خصوصا وأن الجزائر التي تتقاسم مع ليبيا أكثر من ألف كيلومتر من الحدود، استقبلت عدة جولات من الحوار السياسي الذي أفضى إلى التوقيع على اتفاق الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر 2015، وانبثقت منه حكومة الوفاق الوطني لكن بعد تعثره تسعى لإعادة بعث حوار ليبي ليبي يمهد لتجسيد المصالحة الوطنية.وفي الوقت الذي حل المشير حفتر في الجزائر كان رئيس حكومة الوفاق فايز السراج التي تحظى بتاييد جزائري ودولي تعلن استعادة مدينة سرت، معقل تنظيم ”داعش” الإرهابي، ويؤكد ملاحظون أن القضاء على داعش في سرت سيكون محفزا للجزائر على دعوة حفتر والسراج والأطراف المهمة إلى فتح حوار جاد قد يعقد بالجزائر أو القاهرة.وفي هذا الإطار، أوضح مفوض السلم والأمن في إفريقيا إسماعيل شرقي أن زيارة حفتر للجزائر تندرج ضمن سلسلة الزيارات التي قام بها القادة الليبيين للجزائر لأنها دولة جوار وينتظر منها جهد خاص لإعادة ليبيا للإستقرار والسلم والأمن كون التطورات الأمنية فيها تنعكس مباشرة على الساحل الإفريقي ومناطق أخرى من القارة وحتى على المستوى المتوسطي، وقال شرقي في تصريح بمدينة وهران الجزائرية نقلته الإذاعة الجزائرية أن زيارة حفتر للجزائر هي أيضا فرصة مهمة لحلحلة الأزمة في ليبيا عن طريق عودة مسار الحل السياسي لغاية الوصول لإنشاء حكومة توافقية وجيش وطني ليبي بمشاركة جميع الأطراف وبعث التنمية والاستقرار.وبالموازاة مع الانفتاح على الطرف الشرقي الليبي واعتباره طرفا هاما في رقعة الحلول، أقحمت الجزائر بقوة الأفارقة ودول الجوار في الملف الليبي، حيث أعلن بها إعادة بعث اللجنة رفيعة المستوى المكونة من رؤساء عدة دول ستجتمع قريبا بعد إجتماعها الأخير في 8 نوفمبر المنصرم وستزور طرابلس وطبرق أيضا والتحضير لإجتماع المصالحة الوطنية بين الفرقاء الليبيين. فيما ترتسم معالم علاقة ذات طابع جماعي بين دول الجوار وهي الجزائر وتونس ومصر حول الملف الليبي، ستدفع لا محالة إلى تقارب أكثر، ولعل الأنباء التي انفردت بنقلها بوابة الوسط الأسبوع الماضي حول قمة ثلاثية بين الدول الثلاث، بدأت تتجسد أكثر مع تحركات دبلوماسية تونسية في القاهرة هذا الأسبوع، وذكرت، وزارة الخارجية التونسية في صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي ”فيسبوك”، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل الاثنين بقصر الاتحادية بالقاهرة، وزير الخارجية خميس الجهيناوي الموجود بمصر في زيارة يرأس خلالها بصفته رئيسا لمجلس وزراء الخارجية العرب، الاجتماع الرابع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي الذي عقد بالقاهرة.وكان قايد السبسي، قد قام في منتصف الشهر الجاري بزيارة عمل رسمية إلى الجزائر، استغرقت عدة ساعات اجتمع خلالها مع الرئيس بوتفليقة، وعدد من كبار المسؤولين الجزائريين وهيمنت خلالها المسألة الليبية على محادثات الجانبين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)