الجزائر

زيارة المرضى في المستشفيات تهدد بتفاقم الأزمة الوبائية


عرف عدد المصابين بفيروس كورونا في ولاية عنابة ارتفاعا كبيرا في الأسابيع الأخيرة وذلك وسط عدم احترام شريحة واسعة من السكان لتدابير الوقاية من هذا الوباء وهو ما لمسناها بشكل واضح في عدد من المستشفيات التي تعاني من ضغط كبير في أوقات زيارة المرضى من قبل ذويهم ما قد يفاقم من حدة الأزمة الوبائية وذلك رغم المحاولات التي تقوم بها الإدارة لفرض الالتزام بمختلف التدابير. تواجه مختلفات المستشفيات المنتشرة عبر تراب ولاية عنابة وعلى غرار مثيلاتها على مستوى الوطن تحديا صحيا كبيرا وذلك منذ تسجيل الحالات الأولى للإصابة بفيروس كورونا قبل حوالي أربعة أشهر وهو التحدي الذي زادت صعوبته ومخاطره بعد أن أصبح العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة المعلن عنها في حدود 350 إصابة وهو ما أنهك الطاقمين الطبي وشبه الطبي وحتى العمال المهنيين والإداريين، ففي الوقت الذي يقدمون فيه التضحيات يرون في المقابل عدم اكتراث شريحة كبيرة من سكان الولاية بتدابير الوقاية من فيروس كورونا ومكافحته وعلى رأسها ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وهو الأمر الغير محترم حتى في المستشفيات التي يتوافد عليها يوميا العشرات من المواطنين لزيارة المرضى دون يراعي عدد معتبر منهم لتدابير الوقاية، حيث وقفت "آخر ساعة" على هذا الوضع من خلال تنقلها لعدد من المستشفيات التي يلخص الوضع فيها طريقة تعامل المواطن العنابي مع فيروس كورونا الذي أصبحت تصرفاته تشكل عبء على العاملين في المستشفيات.مصلحتي الاستعجالات والتوليد في "ابن رشد" تتحملان الضغط الأكبر
وجهتنا الأولى كانت مستشفى "ابن رشد" التابع للمركز الاستشفائي الجامعي وتحديدا مصلحة الاستعجالات التي تعتبر أكثر المصالح معاناة من الضغط في قطاع الصحة بالولاية وذلك بالنظر إلى توافد عليها يوميا العشرات من المرضى حتى من الولايات المجاورة، هذا في الظروف العادية، أمام خلال زيارتنا للمصلحة التي كانت الأسبوع المنصرم، فوقفنا على تراجع الضغط على هذه المصلحة بشهادة عدد من الأطباء والممرضين الذين تواصلت معهم "آخر ساعة"، لكن رغم ذلك فإن الحركة كانت كبيرة داخل المصلحة وعدد من المرضى وذويهم لم يكونوا يرتدون الكمامات، أما التباعد الاجتماعي فيبدو أنه أمر لم يصل إلى مسامع أحد وهو ما يشكل خطر كبير على الأطباء، الممرضين، المرضى وذويهم الذين فضل بعضهم الجلوس عند مدخل المصلحة ولكن دون مراعاة تدابير الوقاية وكل هذه الممارسات زادت من إرهاق الطاقمين الطبي وشبه الطبي والعمال المهنيين، أما وجهتنا الثانية فكانت باقي المصالح الاستشفائية وذلك عند وقت الزيارة على الساعة الواحدة ظهرا، لكن قبل وصولنا إلى هذه الأخيرة، فوجئنا بالعدد الكبير للسيارات "المكدسة" عند مدخل المستشفى لرغبة أصحابها في الدخول بها إلى هذا الأخير لزيارة مرضاهم، غير أن أعوان الأمن رفضوا ذلك وأكدوا ل "آخر ساعة" بأنهم يعانون من هذا الأمر يوميا ويصطدمون بإصرار من أصحاب السيارات على الدخول وهم لا يرتدون حتى الكمامات، هذا وبتوجهنا إلى باقي المصالح في صورة مصلحة الجراحة العامة ومصلحة جراحة العظام فإن الوضع كانت تحت السيطرة من ناحية قلة حركة ذوي المرضى، رغم أن بعضهم لا يرتدون الكمامات، في الوقت الذي تحملت مصلحة النساء والتوليد الضغط الأكبر من حيث عدد ذوي المريضات الكبير وعدم التزام بعضهم بارتداء الكمامة الطبية واحترام التباعد الاجتماعي وذلك رغم توجيهات الأطباء، الممرضات وأعوان الأمن لهم، خصوصا وأن في ذلك تهديد لصحة الجميع في هذه المصلحة التي تشرف يوميا على توليد العديد من النسوة القادمات من ولاية عنابة والولايات المجاورة، كما وقفنا خلال تواجدنا في هذه المصلحة على قيام أحد الأعوان بعملية تعقيم لكامل المصلحة وحتى باقي المصالح باستعمال آلة رش وهي العملية التي تتم بشكل دوري في إطار تدابير الوقاية من فيروس كورونا ومكافحته، في الوقت الذي توفر فيه الإدارة مختلف وسائل الوقاية وعلى رأسها الكمامات الطبية وهلام التطهير.
الوضع مشابه في باقي المستشفيات و"الحكيم ضربان" يشكل استثناء
كما قامت "آخر ساعة" بزيارة مصلحة الاستعجالات بمستشفى "ابن سينا" التي لم يكن الوضع فيها مختلفا عن نظيرتها في مستشفى "ابن رشد" والأمر ذاته في باقي المصالح الطبية الموجودة في المستشفى المذكور وحتى في المؤسسة الاستشفائية المتخصصة "عبد الله نواورية" ببلدية البوني ومستشفى "سان تيراز" وبعض عيادات الصحة الجوارية، فرغم توفير بعضها المعقمات وفرض ارتداء الكمامة على من يدخلها، إلا أن بعضهم ينزع الكمامة بمجرد دخوله بحجة أنها تسبب له ضيق في التنفس وفقا لما أكدوه ل "آخر ساعة"، أما الوضع فقد كان مختلف في مستشفى "الحكيم ضربان" الذي تتواجد فيه مصلحة الأمراض المعدية التي تتكفل بمعالجة المصابين بفيروس كورونا، حيث أصبح اسم هذا المستشفى مرتبطا بهذا الأخير وهو ما جعل سكان الولاية يتفادون التوجه نحوه حتى لو تعلق الأمر بتواجد أحد أقربائهم المرضى فيه للاستشفاء في مصلحة أخرى وذلك خوفا من الانتقال العدوى لهم وهو ما خفف الضغط على هذا الطاقمين الطبي وشيه الطبي والعمال المهنيين في هذا المستشفى.
تنظيم زيارة المرضى في المستشفيات أصبح أكثر من ضرورة
في سياق ذي صلة، أجمع الأطباء، الممرضين والعمال المهنيين الذين تواصلت معهم "آخر ساعة" خلال تنقلها بين مختلف المستشفيات على ضرورة تحرك الجهات الوصية وعلى رأسها الوالي ومدير الصحة من أجل تنظيم عملية زيارة المرضى من قبل ذويهم وذلك من خلال تحديد عدد الأشخاص المسموح لهم بزيارة كل مريض في أوقات الزيارة بشخص أو شخصين على الأكثر مع فرض ارتداء الكمامة وذلك حماية للجميع من احتمال الإصابة بفيروس كورونا من جهة وتخفيف الضغط على مختلف المصالح الطبية من جهة أخرى، خصوصا وأن وزارة العدل اتخذت مؤخرا قرارا مشابه يقضي بدخول شخص فقط لزيارة السجين.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)