الجزائر

زهرة الألمانية المثل الحي في الوفاء والتضحية للوطن



زهرة الألمانية المثل الحي في الوفاء والتضحية للوطن
نظمت المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، مساء أول أمس، بالصالون الدولي الواحدة العشرين للكتاب بالجزائر، حفل تكريمي خاص، على شرف مجاهدات ومجاهدين أجانب أعطوا كل شبابهم للثورة التحريرية وأيضا حياتهم للجزائر التي عاشوا فيها إلى يومنا هذا.وحضر حفل التكريم، العديد من الوجوه الأدبية إلى جانب مجاهدين ومجاهدات أجانب، رفقة وزير الاتصال حميد غرين وأيضا ممثلين عن المجلس الشعبي الوطني ووزارة الدفاع والوطني وأيضا مديرية الأمن، بحيث يعتبر إلى حد الآن، حدث تكريم المجاهدات والمجاهدين من أصل أجنبي، الأهم والبارز خلال الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، خاصة أنه تميز بتكريم أشخاص أعطوا للجزائر أغلى ما عندهم إبان ثورة التحرير الوطني، والتحقوا بجيش جبهة التحرير بدون أي انتظار، ولكن تأخرت الجزائر في تكريم بعضهم، على غرار المرأة الحديدية المعروفة في منطقة تكوت بالشاوية، بزهرة الألمانية، والتي ولا أحد كان يعرفها.وتعد زهرة الألمانية التي قدمت للجزائر العاصمة لأول مرة في حياتها، مناضلة من أجل القضية الجزائرية ومثلا حيا في الوفاء والتضحية، خاصة أنها كانت تقدم العلاج والإسعاف للمجاهدين بمداشر الشاوية، وكانت أيضا تقوم بتهريب السلاح إلى المجاهدين وإيوائهم في بيتها، وتحمل المجاهدة اسم فاندنابل ليوتين جراردة، وهي بلجيكية من أصول ألمانية من مواليد 10 ماي 1942، وانضمت زهرة الألمانية إلى ثورة التحرير من فرنسا بعد زواجها مباشرة من أحمد ضحوة الذي كان منخرطا في الثورة تحت لواء جبهة التحرير الوطني.وقررت زهرة الألمانية الالتحاق بالجزائر بعد سماع خبر اعتقال زوجها سنة 1959 ليودع في السجن، بعد ذلك فر زوجها من السجن والتحق بمقر الولاية التاريخية الأولى بنواحي كيمل بجبال الأوراس حيث التقت به والتحقت بالجبال، وهي مقتنعة أن مكانها إلى جانب زوجها لمواصلة خدمة ثورة التحرير وعمرها لا يتعدى 19 سنة.وفي سنة 1962 استقرت المجاهدة بمنطقة تكوت حيث واصلت تقديم العلاج للمدنيين تحت إشراف جيش التحرير الوطني، وعن قناعة خدمت قطاع الصحة لمدة 35 سنة بعد اعتناقها الإسلام واستقرارها بمنطقة تكوت.وكان التكريم رمزيا ومعنويا أكثر منه ماديا، بحيث قدمت المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار هدايا عرفانا وتقديرا لمجاهدين خدموا الجزائر في الصمت وبهوية مجهولة، بعيدة عن الأضواء. وانفردت مؤسسة anep بتصويرها شريط فيديو بمنزل الجاهدة زهرة الألمانية، وشهادتها عن نضالها في الثورة التحريرية، وأيضا عن معاناة الجزائريين إبان الثورة المجيدة.وكرمت المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار أيضا وجوها مجاهدة إبان ثورة تحرير الجزائر، نذكر منها فيليكس كولوتزي وجوليات أكومبورا وايليات لو، إلى جانب زهرة الألمانية، بحيث لم يكن قبل الحدث التكريمي هؤلاء المجاهدين من أصل أجنبي معروفين على الساحة، خاصة أن كلهم يحبب العيش بعيدا عن الأضواء.وقالت المجاهدة زهرة الألماني رفقة المجاهدين الذين اتفقوا كلهم على الالتحاق بدرب الثورة كل على طريقته، أنه إذا تطلب الأمر الالتحاق بأعالي الجبال والجهاد في سبيل الجزائر سيقومون بذلك بدون انتظار، باعتبارهم جزائريين متشبعين بالوطنية التي جاءت بالوفاء والتضحية في سبيل وطن مات من أجله ملايين من الجزائريين منذ 1830 تاريخ دخول الاستعمار الفرنسي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)