ماذا يعني أن يخاطبنا وزير العدل حافظ الأختام، ويقول لنا بأن نوابا ومسؤولين من مختلف المستويات والمناصب يتوسطون لدى القضاة من أجل إطلاق سراح فلان، أو تعديل موقف العدالة من قضية ما، دون أن نسمع عن أي متابعة أو مساءلة في حق هؤلاء الذين استغلوا مناصبهم لقضاء مآربهم على حساب مبادئ العدالة التي هي أساس المُلك؟
وأين نصنف تصريح وزير الداخلية، الذي يطلع علينا في كل مرة ليقول لنا بأنه لو تم تطبيق القانون بحذافيره لتم إلغاء وجود 05 بالمائة من الأحزاب في الساحة السياسية بسبب خرقها للقانون، أو لشقاقات داخلية بين زعاماتها، أو لأن مسؤوليها مجهولون لدى السلطات الوصية؟ أليس هذا اعترافا صريحا من السيد الوزير بأن السلطة التي من المفروض أنها تسهر على احترام القوانين تعمد إلى تعطيلها وخرقها جهارا نهارا؟
وبالله عليكم، كيف يمكن أن نتجرع رد فعل وزير الصحة، الذي جاء مهرولا ذات يوم في زيارة طارئة إلى وهران، بعد أن تم العثور على مريض ميتا داخل دورات المياه التابعة لمصلحة الأمراض الصدرية لمستشفى وهران والجرذان تنهش جثته، وفي النهاية، هنأ الطواقم الطبية والإدارية على المجهودات التي تبذلها؟ أبهذه الطريقة يمكن لوزير جمهورية أن ينجح في تحسين المنظومة الصحية وضمان العلاج للجزائريين؟ وهو الذي فشل حتى في ضمان ميتة طبيعية وكريمة لهم داخل مستشفيات صرفت عليها الدولة أموالا لا تعد ولا تحصى.. أبضرب الأطباء حتى نزفت أجسادهم، وتجويعهم بعد الخصم من أجورهم يمكن أن نحلم مجرد حلم بأن نقضي على المرض الذي أصاب جسد قطاع الصحة؟
وما ظنكم بعميد الوزراء الذي يحق له اليوم أن يمد رجليه في وجه خصومه، وينتشي فرحة بتحطيمه الرقم القياسي في عدد الفائزين بشهادة البكالوريا بنسبة لم يبلغها غيره من الوزراء، وهو يعلم تمام العلم أن هناك أساتذة يضطرون إلى إجبار التلاميذ على القيام بحركات رياضية داخل الأقسام لتسخين أجسامهم من شدة البرد، بسبب انعدام التدفئة التي أقسم السيد الوزير بأغلظ الإيمان قبل سنوات بتعميمها على كل مدارس الوطن دون أن يفي بذلك.. يحدث هذا في الوقت الذي تعيش بلاد هؤلاء التلاميذ الأبرياء بحبوحة مالية كان من المفروض أن تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، وتُغنيهم عن مشقة قطع مسافات بالكيلومترات مشيا على الأقدام للالتحاق بمدارسهم.
وكيف لعاقل أن يهضم كلام الوزير الأول أحمد أويحيى الذي قال لنا وقوله يُجانب الحقيقة، ليست لدينا أزمة سياسية في البلاد، وهو يرى شبابا في عمر الزهور تأكلهم الأسماك في عرض البحر، ويرى آخرين يُضرمون النار في أجسامهم، ويُعاين خروج الشارع من احتجاجات السكر والزيت، إلى ثورة الأجور، ففتنة السكن ثم مؤخرا انتفاضة انقطاع التيار الكهربائي.
على كل، السطور لا تكفي لكتابة زلات مسؤولين لا أدري إن كنا قدرهم أم كانوا قدرنا، فإن كنا قدرهم فنسأل العلي القدير اللطف، وإن كانوا قدرنا فالله المستعان.
derkimed@yahoo.fr
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/07/2011
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : محمد درقي
المصدر : www.elkhabar.com