زدت حر وعايش مملوك

ماذا ستخصر وزارة الثقافة ، لو انها انفردت بتكريم " عبدالرحمن المأمون "، المطرب الجزائري ابن مدينة تلمسان ( وهذا ما لا يعرفه الكثير) ، الى ان تطرق اليه في عدد هذا الخميس في جريدة يومية وهران الناطقة بالفرنسية الكاتب سليم بوعلي، الذي استعرض المسار الفني لهذا المطرب الذي جاهد بطريقته من خلال الاغاني الوطنية التي كانت تبثها الاذاعة السرية صوت الجزائر ابان الاحتلال الفرنسي، هذا المطرب الذي جعل رائد الحركة الوطنية ميصالي الحاج يذرف الدموع في احدى السهرات العائلية متأثرا بذلك المقطع الرهيب للفنان عبدالرحمن مأمون حين قال" زدت حر وعايش مملوك " وليس هنالك اعمق من هذه العبارة التي لخصت كل شيء، وعبرت عن مدى توق الجزائريين للحرية التي كان الثوار يكافحون عليها بالنفس والنفيس، في هذا الوقت ايضا كان صوت " مامون " يخترق جدران البيوت ليصل لكل آذان " تحيا الجزائر.. نبغيك يا بلادي " وغيرها من الاغاني الوطنية الذي اداها هذا الفنان، الذي عرف كيف يصوب كلماته بطريقة فنية الى افئدة الناس ويكسب تعاطف المستمعين من غير الجزائريين وتضامنهم مع القضية الجزائرية ...
عبدالرحمان مامون الذي ولد سنة 1924 بتلمسان و الذي توفي قبل سنوات في باريس، مرت وفاته وكانها لا حدث، لم نسمع بذلك من قبل الاعلام و لم يصلنا خبر رحيله، رغم ان آثاره لا تزال باقية توثق لما فعله ابناء الجزائر كل في موقعه لنصرة وتحرير الوطن من قبضة فرنسا الاستعمارية .
عبد الرحمان مامون المعروف في الاوساط الشعبية باغنية " طبيب الروح "، كان كاتب كلمات لا يشق له غبار وتمكنت كلماته من ان تخطف قلوب عديد المطربين على شاكلة محمد عبدالوهاب و فريد الاطرش...
تمنيت كاي مواطن جزائري ونحن في ستينية الاستقلال ان نعيد " وهج " هؤلاء الثوار الى مشهدنا الثقافي.. تمنيت لو ان وزارة الثقافة تلتفت لمثل هذه الاسماء الفنية التي ساهمت في تحرير الوطن.
تمنيت من الحركة الجمعوية ذات البعد الثقافي ان تتخلص من ذهنية " المناسباتية " وتعمل على التعريف بهؤلاء.. فرزسا ستدخل الموسم الادبي الفرنسي وفي جعبتها ما يزيد عن 450 كتاب، منها كتب مخصصة لفترة الاستعمار...
تمنيت على الاقل " نتمنى خير من نقع لياس "