الجزائر

ريفية رفضت تجربة لعطاء إمرأة ناجمة


ريفية رفضت تجربة لعطاء إمرأة ناجمة
تحدّت بنورة حورية التقاليد والأعراف التي تجعل من المرأة سجينة في قفص ضيق لا يتعدى جدران المنزل الذي تعيش داخله، تسلبها إرادتها في اتخاذ القرارات المصيرية في حياتها، تمرّدت على هذا الواقع وأثبت للجميع أنه باستطاعتها صناعة مستقبلها بكل قوة وإيجابية.التفاصيل ترويها ل«الشعب» في هذه الوقفة والاعترافات.حورية التي عاشت كل حياتها في الريف، فتحت عينيها على الدنيا والبلاد تعاني المأساة الوطنية، التي مست منطقة الونشريس بشكل ملفت للانتباه. مثل هذه الظروف الصعبة مكنت حورية من صنع مستقبلها بعدما أجبرتها الظروف الأمنية على مغادرة عين طارق والاستقرار ببلدية وادي ارهيو رفقة عائلتها.كانت طالبة في الثانوية عندما أغرمت بالتصاميم والرسوم، وزادها ذلك حبّا للخياطة، فآثرت أن تتعلم هذا الفنّ على يد امرأة اسمها «خيرة» كانت سندا لها في بداية ممارستها لهذه الحرف، اشتهرت بتصاميم مميزة ورسومات لمختلف الألبسة التقليدية.رغم قضائها لفترة وجيزة مع عالم التفصيل والخياطة، إلا أن أفكارها الرائعة في مجال التصميم والخياطة فاق كل شيء، وهو ما أهّلها لخياطة ملابسها بنفسها وهي لا تزال طالبة في الثانوي. إبداع متميز صنع الإعجاب وسط زميلاتها، جعلها تقطع وعدا على نفسها لإحياء هذا التراث المندثر من تاريخ ولاية غليزان، فتخصصت في خياطة الألبسة التقليدية، لكي تواجه موضة الألبسة العصرية.توسّعت تجربة حورية بنورة بالتحاقها بقناة خاصة تهتم بشؤون المرأة واهتماماتها، أين عرضت تصاميمها وما تخيطه على سيّدة الخياطة في الجزائر السيدة سميرة صاحبة القناة، التي استضافتها وأعطت لها الفرصة لكي تنقل تجربتها عبر الشاشة للمرأة الجزائرية ممّا زادها ذلك إرادة وقوة.ومن ريف عين طارق، أصبحت السيدة حورية تطل على جمهورها عبر الشاشة، وتنشر تصاميمها في مجلة خاصة لذلك، فزادها ذلك إصرارا وتحديا على مواصلة الدرب، فأصبحت سيدة مشهورة في هذا المجال بعدما كانت تقتني أدوات الخياطة من محلّ «الحياة» بالحي الذي تقطن فيه بالدفع المؤجل وينتظر صاحبها التسديد بعد أن تبيع ما تخيطه.لم تكتف حورية بذلك، بل فتحت الآفاق لتجربتها في هذا الفنّ التقليدي، بالتحاقها بإذاعة غليزان الجهوية، من خلال حصة سمتها «خياطة وديكور»، طرحت فيها أفكارها الرامية لإحياء الألبسة التقليدية، وكسبت حقا جمهورا عريضا، ساندهاوشجّعها على مواصلة العمل وتحقيق المزيد من النجاح حفاظا على عاداتنا وتقاليدنا وثراتنا الشّعبي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)