الجزائر

رياضيون يستعملون حقنا مقوية خاصة بالأحصنة



رياضيون يستعملون حقنا مقوية خاصة بالأحصنة
تعرف ظاهرة تعاطي المنشطات والمواد المكملة والبروتينات المعروفة في الوسط الرياضي ب"الميغاماس"، اتساعا وسط الشباب المقبلين على قاعات كمال الأجسام وممارسة كرة القدم للحصول على أجسام مفتولة في وقت قياسي، في غياب المتابعة الصحية وعدم توفر الشروط الضرورية أمام الخطر الكبير الذي يشكله تعاطي هذه المكملات الغذائية بطريقة عشوائية وبكميات كبيرة، مما يتسبب في انعكاسات صحية خطيرة قد تصل إلى درجة الموت، حسب الأطباء المختصين في وقت انتشرت خلاله حقن مقوية أصبحت تستعمل وسط الرياضيين، من بينها تلك الخاصة بالأحصنة.حذر مختص في الرياضة ومدرب وطني رفض الكشف عن اسمه، من تنامي ظاهرة تعاطي البروتينات والمكملات الغذائية بطريقة عشوائية انتشرت بشكل كبير داخل قاعات كمال الأجسام ولدى كل ممارسي الرياضات، خاصة كرة القدم التي انتشرت كالفطريات في ولاية وهران، حيث لا يخلو حي من أحياء المدينة دون العثور على قاعة لكمال الأجسام تخصص في أحد زواياها مكانا لعرض وبيع هذه المكملات الغذائية والمعروضة بكميات كبيرة على شكل مسحوق وأقراص مختلفة الأحجام، غير أن الظاهرة أخدت بعدا آخر تتمثل في تعاطي الرياضيين أنواعا مختلفة من حقن البروتين والتقوية والمنشطات التي قد تعرض الفرد لخطر الإصابة بأمراض خطيرة قد تصل إلى الموت، واصفا إياها ب"ظاهرة العصر في الوسط الرياضي" بسبب الإقبال الكبير على تعاطيها. ومن أهم الحقن المتوفرة حاليا تلك المعروفة بحقنة "G H" - "جي أش" التي تمنح مستعملها قوة خارقة وتستعمل في الأصل لمعالجة بعض حالات تأخر نمو العظام عند الأطفال، وهي موجودة بالصيدليات ومعروضة للبيع بين 6500 و8600 دج، حسب عدد الجرعات، مؤكدا بأن الحقنة قد تسبب أمراضا خطيرة للأشخاص العاديين، خاصة أن الرياضيين يعتقدون بأنها مفيدة لمحاربة الإجهاد، مؤكدا بأن بعض الصيادلة يقومون ببيعها دون وصفة طبية.أما حقنة TESTERSTRON" تسترسترون"، فتأتي في الدرجة الثانية من حيث المفعول، وهي تدخل عن طريق "الكابة" أو ما يعرف بتهريب الدواء عبر الموانئ والمطارات، كما تتوفر في الصيدليات بمبلغ 250 و600 دج. والغريب في الأمر يذكر المتحدث أن أنواعا من هذا المنتوج لا تحمل مصدر البلد المنتح ولا أية وثيقة طبية، مما يجعلها أكثر خطورة.وقد كشف المتحدث أن أخطر الحقن المقوية هي حقنة تحمل تسميةCLENEBUTEROL "كلانبيتيرول" التي تعرض للبيع بمبلغ مليون سنتيم، موضحا أنه لا يملك أية معلومات عن مصدرها، غير أنها تستعمل لتنشيط الأحصنة، حيث تستعمل وسط الرياضيين بطريقة عادية وعشوائية في غياب التوعية أو المراقبة، قصد الحصول على أجسام مفتولة أو الصمود خلال التظاهرات الرياضية.مستوردون يجلبون بروتينا مضرا بالصحة في غياب الرقابةكشف المتحدث كذلك عن أن بعض المستوردين المتخصصين قاموا باستيراد أنواع خطيرة على الصحة العمومية، على غرار منتوج LA CRIATINE "كرياتين" التي يتسبب تعاطيها بشكل كبير في وقف عمل الكلى، لأنه يحل محل المادة التي تفرزها الكلى أصلا بجسم الإنسان، إلى جانب مضاعفات صحية خطيرة أخرى، وتحدث أيضا عن منتوج L-CARNITINE المستعمل في إذابة الشحم بجسم الإنسان والذي وصفه بالخطير، خاصة أن مضاعفاته على القلب سلبية بسبب سرعة تدفق الدم.محلات بيع البروتين منتشرة كالفطريات وكل من هب ودب يتاجر فيهاحول الظاهرة، دعا المتحدث السلطات العليا للبلاد إلى التدخل، إلى جانب وزارة التجارة، قصد وضع حد لظاهرة منح سجلات الاستيراد وفتح محلات بيع منتوجات البروتين والمكملات الغذائية، حيث يمكن لأي كان أن يقوم بفتح محل وبيع هذه المنتجات في غياب المؤهلات، موضحا بأن فتح مثل هذه المحلات في أوروبا يستوجب حصول الشخص على مؤهل علمي، أو أن يكون مختصا في الصيدلة لأن مثل هذه المنتجات تدخل في شق المواد الصيدلانية، خاصة ما تعلق ببعض أنواع الحقن غير المعروفة في السوق الجزائرية، والتي تدخل سرا للجزائر وتباع في السوق السوداء، وتلقى إقبالا حاليا من طرف لاعبي كرة القدم، يضيف المتحدث.مسيرو قاعات رياضة لا يفقهون في الأمر شيئاقصد الوقوف على الظاهرة، تنقلنا إلى 3 قاعات لكمال الأجسام في ولاية وهران، التي تعرف إقبالا كبيرا من الشباب الباحثين عن أجسام مفتولة قي أقصر وقت، وكانت وجهتنا الأولى قاعة رياضة بحي شعبي معروف، تفاجأنا عند دخولنا بوجود واجهة كاملة من المنتجات الخاصة بالبروتين والمكملات الغذائية المختلفة، ومن مختلف الأحجام، تلقى إقبالا من طرف الشباب. والغريب في الأمر أن كل المنتجات وضعت عليها أثمانها، حيث تعتقد نفسك بأنك داخل متجر. كما لاحظنا وجود أقراص بلون بني معروضة للبيع بمبلغ 200 دج للحبة الواحدة، إلى جانب قارورات بلاستيكية موضوع بداخلها سائل بني اللون وأخرى بلون الشكولاطة. وأشار الشخص الذي كان يقف أمام المنتجات لدى سؤالنا عنها، بأنها مفيدة للجسم دون إعطاء تفسيرات أكثر، وخلال مناقشتنا معه، علمنا بأنه لا يحوز أية معلومات حول هذه المنتجات، كما أنه مجرد مسير للقاعة. كما تعرض بعض هذه المنتجات بأثمان باهظة تصل إلى حدود 8 آلاف دينار للكيس من 4 أو 5 كلغ، وتوجد عشرات الأنواع من البروتينات في أكياس معظمها مكتوبة باللغة الإنجليزية، كما أنها لا تحوي وسما باللغة العربية رغم أن قانون التجارة يفرض وجود الوسم باللغة العربية، مما يؤكد على أنها دخلت عن طريق السوق السوداء.تنقلنا إلى قاعة أخرى لم تكن تختلف عن سابقتها من حيث وجود هذه المنتجات المعروضة أمام الجميع، حيث يمكن لأي شخص يمارس الرياضة شراءها بكل سهولة، خاصة ما تعلق بالسوائل المعبأة داخل قارورات البلاستيك، والتي علمنا بأنها بروتين يتم بيعه بالكأس، لمن لا يملكون المال من أجل شراء كميات كبيرة أو أكياس، بمبلغ 50 دج للكيس الواحد. وقد كشف لنا أحد الرياضيين أنه يتعاطى هذا البروتين منذ أشهر، وهو عبارة عن مسحوق يقوم صاحب القاعة بخلطه بالحليب والشكولاطة، وقد ساعده كثيرا في نمو جسمه.في المقبل، لم نجد في القاعات الرياضية الأخرى وجود مثل هذه المنتجات معروضة للبيع، وقد أكد لنا صاحبها بأنه رياضي في الأصل، وهو يفضل عدم تشجيع الشباب على تناول هذه المكملات الغذائية، خاصة أن لها انعكاسات على الصحة مستقبلا بوجود مئات المنتجات المماثلة التي لا تعرف مكوناتها، داعيا الشباب إلى ممارسة الرياضة ضمن ما هو متعارف عليه، وأكد المتحدث بأن ظاهرة تعاطي المنشطات انتشرت بكثرة وسط لاعبي كرة القدم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)