هناك جماعات سلفية مسلحة في الأراضي السورية كشف تقرير منظمة ''هيومان رايس وتش'' أمس، عن انتهاكات لحقوق الإنسان تقوم بها الجماعات المسلحة
في سوريا بما في ذلك تلك المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر المنشق.
شددت روسيا خلال اجتماع أعضاء مجلس الأمن يوم أمس، على أنها لن تقبل أي قرار من مجلس الأمن يتضمن إنذارا للحكومة السورية، أو يضعها أمام مهلة أخيرة.
جاء تقرير هيومان رايس وتش ليدعم الموقف الروسي المطالب بتحميل مسؤولية العنف لكل أطراف المعارضة، على اعتبار أن الحقائق والشهادات التي نشرتها المنظمة الحقوقية الدولية كشفت وجود جماعات مسلحة لا تخضع لقيادة الجيش الحر وتقوم بعمليات انتقامية منها الطائفية، وأخرى بغرض الحصول على فديات مالية، كما كشف التقرير عن تكرار حالات التعذيب والإعدام واختطاف واحتجاز لمدنيين لكل من يُشتبه في أنه يوالي أو يساند النظام السوري، كما شددت المنظمة الدولية على ضرورة التحقيق في كل المعلومات القادمة من سوريا، مشيرة إلى أن أعدادا كبيرة من مقاطع الفيديو المتداولة مشكوك فيها. من جانب آخر، طلبت المنظمة من المجلس الوطني السوري التنديد بمثل هذه الممارسات، مع التأكيد على أن بعض عناصر الجيش الحر هم كذلك من المتورطين في العمليات الانتقامية. وقد أشارت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة إلى أن على المعارضة السورية تفادي تكرار أساليب قوات الأمن النظامي فيما يتعلق بخرق حقوق الإنسان ، كما كشف التقرير على وجود جماعات مسلحة سلفية، حيث أوردت مثال كتيبة النور غير التابعة للجيش الحر، والتي اختصت في خطف المدنيين مقابل فديات مالية، إلى جانب ارتكاب تصفيات على أساس طائفي.
على صعيد آخر، تسعى دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي لتمرير مشروع يؤيد مبادرة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، وهو مشروع البيان الذي تقدمت به فرنسا، ويهدف إلى تأكيد سعي الدول الأعضاء لإرساء أرضية مشتركة لدعم المبادرة الأممية، غير أن روسيا جددت رفضها الانحياز لأحد أطراف الصراع، مشددة على دعمها للمبادرة ما لم يتم تهديد السلطات السورية بمهلة محددة.
وقد اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن الأوضاع في سوريا بلغت درجة من الخطورة لم تعد تسمح بكثير من التماطل في الجهود الدولية، معتبرا أن كل دقيقة أو ساعة واحدة ستعني المزيد من القتلى .
من جانب آخر، نفت وزارة الدفاع الروسية الأنباء التي أشارت إلى وجود سفن حربية قرب السواحل السورية، وأكد بيان وزارة الدفاع الروسية أن السفينة الوحيدة الموجودة بالقرب من ميناء طرطوس تشارك في تأمين الملاحة في الخليج ويشرف عليها طاقم من المدنيين، فيما أكد قائد الأركان الروسي نيكولا ماراكوف أن روسيا لن توقف أي صفقات مبرمة تقضي بتزويد سوريا بالسلاح.
مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ الخبر
الانتهاكات موجودة وتسيء إلى ثورة السوريين السلمية
أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان السيد رامي عبد الرحمن، أن تقرير المنظمة الدولية غير الحكومية هيومان رايتس ووتش كشف عن حقائق كان المرصد أول من أشار إليها، وكانت السبب في تعرض المرصد والقائمين عليه لهجمة عنيفة، على اعتبار أنه الوحيد الذي ظل يتعامل مع الأحداث بحياد كبير من خلال رصد الحالات التي يتعرض لها أفراد من الجيش السوري النظامي للقتل، مضيفا أن المرصد سبق له أن أشار إلى وجود انتهاكات ترتكبها الجماعات المسلحة المنشقة.
كشف تقرير المنظمة غير الحكومية عن حقائق حول انتهاك الجماعات المسلحة المعارضة في سوريا لحقوق الإنسان؟
أعتقد بأن المرصد كان السباق في رصد كل الأحداث الدائرة في سوريا بكثير من الموضوعية والحياد، حيث كنا الوحيدين الذين يحصون القتلى في صفوف الجيش النظامي، الأمر الذي أغضب بعض المعارضين وشكك في مصداقيتنا، لأنه لا بد من التأكيد على أن هذه الانتهاكات تسيء إلى الثورة التي أُريد لها أن تكون سلمية وهذا السبب في التغاضي عنها من طرف بعض المعارضة والتعتيم عنها إعلاميا، حتى من يدافعون عن حقوق الإنسان اتهمونا بالإساءة إلى الثورة حين كنا نورد أرقام الضحايا في الجيش النظامي.
أشار التقرير إلى وجود جماعات سلفية لا تخضع لأي قيادة سياسية، وقد أورد أمثلة بأسماء هذه الجماعات؟
في الواقع لا علم لنا بانتماء الجماعات المسلحة أو انتماء بعضها للتيار السلفي، كل ما يمكنني التأكيد عليه أننا في تقريرنا نحرص على تسمية المجموعات المسلحة بالمنشقين، لأننا نأمل أن تكون الجماعات الموجودة في سوريا من المنشقين عن الجيش النظامي، لكن لا بد من التأكيد على أن الانتهاكات المرتكبة من كل الأطراف موثقة لدينا، ونحن حريصون على أن يحاكم كل من ارتكب هذه الانتهاكات.
تحدثتم عن التعتيم الإعلامي، لماذا لم يتحدث الإعلام العربي عن هذه الانتهاكات؟
لا أعتقد بأن هناك من يجهل وجود توجيه إعلامي فيما يتعلق بالملف السوري، نحن في المرصد نواجه مقاطعة الفضائيات الإخبارية الخليجية لأننا نتعامل بحيادية مع الأحداث، في وقت يبدو أنها تملك أجندة خاصة في الترويج لطرح معين وتلميع صورة معارضة بعينها بغض النظر عن الحقيقة في الميدان.
الجزائر: حاروته سامية بلقاضي
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: ب. سامية/الوكالات
المصدر : www.elkhabar.com