أكد المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، أمس أن الحكومة السورية وافقت على تنفيذ الخطة التي تقدم بها للخروج من الأزمة والشروع في حوار سياسي، فيما يستمر اجتماع المجلس الوطني السوري وأطياف من المعارضة السورية في العمل على توحيد صوتها في اسطنبول بهدف التوصل إلى تشكيل جبهة موحدة ضد النظام وحضور مؤتمر أصدقاء سوريا بصوت واحد.
جاء إعلان قبول الحكومة السورية لخطة كوفي عنان في الوقت الذي أشار هذا الأخير من بكين إلى امتنانه للدعم الدولي الذي حظي به، حيث أفاد المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي بأن بلاده تدعم ''كل المساعي السياسية التي تحترم مواقف وسيادة الشعب السوري في قراراته''، مع الإشارة إلى أن الموقف الصيني جاء بالموازاة مع تجديد الرئيس الروسي المنتهية فترته الرئاسية، ديميتري ميدفيديف، تأييد بلاده لجهود كوفي عنان ما دام أن خطته لا تحيد عن احترام قرار السوريين، حيث صرح على هامش قمة الأمن النووي بعاصمة كوريا الجنوبية ''مصير الدولة السورية والمجتمع والنظام السياسي والشعب قرار يجب أن يتخذه الشعب السوري نفسه بكل طبقات المجتمع السوري وليس زعماء القوى العالمية وحتى من يتصرفون بحسن نية''، مضيفا أن روسيا لا تعتبر أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كفيل بحل الأزمة.
من جهته أشار المبعوث المشترك، كوفي عنان، إلى أن العالم بلغ مرحلة تأكد فيها أن الوضع في سوريا لم يعد يحتمل المزيد من التعقيد، وأن وجهات النظر الدولية تسير في اتجاه عقد تسوية لإنهاء الأزمة المستمرة منذ أزيد من سنة، مشيرا إلى أن كل الاحتمالات واردة، بما في ذلك احتمال ''رحيل الرئيس الأسد''، مضيفا أن مسألة ''الرحيل'' يحددها السوريون أنفسهم ''هذه واحدة من القضايا التي سيتعين على السوريين اتخاذ القرار بشأنها''، كما أضاف أن خطة الأمم المتحدة والجامعة العربية تقضي بوضع ''الفرقاء السوريين على طاولة الحوار''.
في هذه الأثناء أفادت وكالة الأنباء السورية ''سانا'' بأن الرئيس بشار الأسد قام بزيارة تفقدية لحي بابا عمرو بمحافظة حمص، في أول زيارة ميدانية للمدينة التي كانت مسرحا لمعارك واشتباكات ضارية طيلة أسابيع بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر المنشق عنه، حيث أشارت الوكالة إلى أن الرئيس الأسد أكد أن الحكومة ''فتحت مجال العفو ووضع السلاح أمام المنشقين، ولم يعد يمكن التساهل مع من يعبث بأمن الوطن''. من جانب آخر تواصلت اجتماعات أطياف من المعارضة السورية في تركيا، حيث حضر أكثـر من 300 معارض سوري للمشاركة في الاجتماع الهادف إلى توحيد صف المعارضة بقيادة المجلس الوطني السوري الذي يسعى إلى التوصل لوثيقة ''القسم الوطني'' التي تتعهد فيها كل أطياف المعارضة باحترام الديمقراطية والدولة المدنية عقب الإطاحة بالنظام، غير أن هيئة تنسيق الممثلة لمعارضة الداخل أبدت امتناعها عن المشاركة.
وعلى صعيد آخر أشارت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة من أجل الأطفال في النزاعات المسلحة، راديكا كوماراسوامي، أنها تلقت معلومات تفيد بأن الجيش السوري الحر قام بتجنيد أطفال، دون القدرة على تأكيد أو نفي هذه المعلومات في الوقت الراهن، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الاشتباكات والقصف المدفعي متواصل في مناطق متفرقة من سوريا، ما أسفر عن مزيد من القتلى قدرهم المرصد بأكثـر من 10 أشخاص.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: سامية بلقاضي / الوكالات
المصدر : www.elkhabar.com