الجزائر

روراوة لن يخلد والجزائر تحتاج لمشروع كروي



روراوة لن يخلد والجزائر تحتاج لمشروع كروي
سيكون السابع والعشرين فيفري آخر يوم يرأس فيه محمد روراوة الإتحاد الجزائري لكرة القدم، بعد المصادقة بالإجماع على تقريره المالي والأدبي، ليحزم "الحاج " امتعته نحو الخارج لمواصلة حملته الدعائية لضمان عهدة ثانية في المكتب التنفيدي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم منتصف شهر مارس على الأاضي الإثيوبية، وبداية من الغد سيشرع في البحث عن الرئيس الجديد للفاف حتى وإن كان من حق روراوة الترشح لعهدة جديدة.دون شك سجل روراوة إسمه خالدا ، في الإتحاد الكروي، بعدما عمر فيه أكثر من 15 سنة محققا أشياء جميلة مع المنتخب الأول سيما في عهد المدربين رابح سعدان ووحيد حاليلوزيتش، و مخفقا في كثير من الأمور الفنية والتسييرية لأسباب موضوعية وأخرى تتعدى الجوانب الرياضية وظلت مرتبطة بحال سياسة الجزائر .وسيحتفظ التاريخ لروراوة بأنه أعاد الهيبة للفاف وسير شؤون الكرة بطريقته "الخاصة جدا" أغضبت الكثير من الرياضيين والإعلاميين والمسيرين ونالت إعجاب مؤيديه، بما تحمله من سلبيات، ومغادرة "الحاج" الفاف بعد كل هذه السنوات بات أمرا منطقيا، لأن روراوة لن يخلد في منصبه وإلا لما بلغ هو نفسه هذا المنصب في شتاء 2001.ولأن الكرة الجزائرية تشكو مرضها منذ ربع قرن أي قبل مجيء روراوة وستظل تعاني منه بعد رحيله، فإنه بات من المستعجل التفكير في مشروع كروي حقيقي للجزائر و التوقف عن سياسية "الماكياج" التي جعلتنا نرقص على وقع ما تجود به علينا مراكز تكوين فرنسا ، فهمشنا كل سياسات التكوين واصبحنا نستورد كل شيء مثل "الثوم والموز" الى درجة أن نوادينا تستنزف أكثر من 500 مليار سنويا دون أن تنجب مبولحي واحد، ليأتي معالي وزير الرياضة ويوزع ملايير الريع على نوادي تعيش تحت قبضة مسيرين "مافياويين" لأغراض أنتخابية ليس إلا.اليوم وجب على المسؤولين في أعلى هرم الدولة وقبل التفكير في خليفة روراوة وضع حد لسياسة شراء السلم في الملاعب بطرد رؤساء النوادي "الإنتهازيين واللصوص" كي تعود كرة القدم لأهلها، وإذا تحتم الأمر لاستنساخ برامج السبعينيات التي هيكلت بها الدولة قطاع الرياضة فلن نخجل من ذلك، لأن خبرة السوفيات والألمان واليوغسلاف الذين كونوا إطاراتنا في الرياضة أنجبوا لنا أجيال من اللاعبين والرياضيين الموهوبين على مدار ثلاثين سنة كاملة.رحيل روراوة ليس هو الحدث بل هو من تحصيل حاصل، و الأهم ليس في الرئيس الذي سيؤهلنا الى المونديال القادم أو كأس إفريقيا المقبلة بالكاميرون بل في الأشخاص الحاملين للمشروع الكروي الذي يعيد للنوادي الكروية مهامها الرياضية والتربوية والتكوينية بعيدا عن البزنسة بالألقاب المحلية و تذاكر الصعود والهبوط الملطخة بالرشاوي الممولة من عمليات النهب المنظم لإعانات الدولة، فالجزائر صرفت ملايير الدولارات طوال 15 سنة الأخيرة في الكرة ولم تنجب لاعبا واحدا ينافس على الكرة الذهبية الإفريقية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)