الجزائر

روح الرسام المناضل عن القضية الوطنية روني سانتيس تعود في 30 لوحة



روح الرسام المناضل عن القضية الوطنية روني سانتيس تعود في 30 لوحة
تعرض برواق المركز الثقافي الجزائري بباريس، حتى الشهر الداخل، لوحات فنية أنجزها الفنان التشكيلي والرسام روني سانتيس، كتكريم له بعد وفاته وهو الذي يعرف برسوماته للقصبة إبان معركة الجزائر والكدمات التي خلّفها الجنون الإجرامي لمنظمة الجيش السري، عشية الإعلان عن الاستقلال الوطني. ويضم المعرض الفني الذي عرف إقبالا جماهيريا معتبرا، من الجالية المغاربية والجزائرية والفرنسيين والأجانب، يوم افتتاحه نهاية الأسبوع، 30 لوحة مختلفة ومنوعة عبارة عن مجموعة من الصور التي التقطها الرسام روني سانتيس من شرفة العمارة التي كان يسكنها، بالعاصمة، تبرز مناظر الطبيعة الجميلة وأزقة العاصمة التي ولد فيها، حملت معها عناصر الفرح والمتعة على غرار لوحات تعكس سعادته مع العائلة وأخرى تصور العاصمة إبان الاستعمار، حيث معالم الخراب والدمار ترافقها وترافق شعبها، مستعملا الألوان الذهبية والفاتحة لتصوير عديد المشاهد، التي جاءت في بعضها تداخلات طيفية للقصبة التي كان يبصر إليها من نوافذ عمارته بحي لامارين دون أن يفصلها باللون الأحمر الذي يرمز إلى الدم الذي كان يسيل في شوارعها، وبالتالي من هنا باتت القصبة بكل ما تضمه من جمال وتاريخ وحضارة مصدر إلهامه جسد ثلة منها في لوحات مثل ”لامارين” و”التهديد” و”حظر التجول”.في السياق، أخذت رسومات روني سانتيس بعدا عالميا، وتم الاعتراف بالطابع الذي ينتهجه في الرسم والتعبير عن الأشياء بالريشة، حيث سمح له بتنظيم معارض شتى بداية من 1960، شهدت نجاحات معتبرة من خلال نسبة إقبال الجمهور وعشاق اللوحة وكذا من حيث الإشادة والتنويه من قبل النقاد، فنشأته كانت بحي لامارين الذي كان يقطن به الفنانون الذين ميزوا تلك الحقبة إلى غاية الاعتداءين اللذين ارتكبتهما منظمة الجيش السري يومي 6 و7 مارس 1962 شهرين قبل اختطافه من قبل كوموندوس ”دلتا” التابع للمنظمة السرية، مما أدى إلى اختفائه بشكل نهائي عن عمر ناهز 29 سنة، وبالتالي لم يتم العثور على جثته وقد سبق أن عاد للجزائر بعد إقامته بباريس سنة 1957، التي عرفت اندلاع معركة الجزائر في خضم الثورة التحريرية التي انطلقت شرارتها في الفاتح نوفمبر 54، أين تزامن تاريخ عودته مع دوامة من العنف عاشها المواطن العاصمي، أبطالها مظليو الجيش الفرنسي الذين ارتكبوا مجازر يومية في حق مناضلي القضية الوطنية من أجل استقلال الجزائر.تجدر الإشارة أنّ الرسام روني سانتيس، ولد في الجزائر سنة 1933، من أب فرنسي وأم جزائرية، اختطف من منزله في الأبيار يوم ال25 ماي 1962، شهرين بعد الإعلان عن الاستقلال الوطني، وبهذه المناسبة، صرحت ابنته دومينيك التي حضرت هذا المعرض الذي سيدوم إلى غاية شهر مارس أنّ الحي الذي قطن به والدها يعد رمزا لمزيج الشعبين الفرنسي والجزائري، مؤكدة أنه لو كانت الصداقة قد وسعت لتشمل كامل الجزائر، لما اتخذ مجرى التاريخ منعرجا آخر.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)