إذا كان أمسٌ من جبالنا طلع صورت الأحرارِ ينادينا للإستقلال
فاليوم صاحت الحشود في الشوارع بالحرية تُحَيينا
جزائر يا مطلع المعجزات وقت التحرر من كل القيود قد حان
جزائر حل بك الليل كي ترحل اليوم في عز الخفاء الثعبان
سكنتك معها أرواحٌ خبيثةٌ زَجت بك لظلام
إيادٍ مدمرة كل ما همها الخِربان
أَقعن بك في ثغرٍ يشْبَهُ البركان
وهأنتي اليوم تتخبطين من كثر الآلام
شُوِّهت فيك كل موازين الأمان
ترَأستكِ قِوى من طينة الخُوان
لاتعرف لا تقوى ولا إِحسان
طُغمٌ لا يأتِي في الحُسبان
رمينَ بكِ للهاوية قصد الإِيهان
شُوهت صورتك أمام البُلدان
وأصبحتِ حديثا على كُل لِسان
بعدما وُضِعَت في مجالسِكِ صورةُ العُميان
تِلك التي عَوَضت ذَاك الإِنسان
شَاءَ بِِه القدرُ لِيكونَ فيِ محلِ جبان
صَامِتٌ أَجْرصٌ ليسَ لَهُ عُنوان
قُصِفَ دستورك بلا بيان
ثم وضعن على رأسِك خرفان
لا تعرِفُ المشيَ سوى خلفَ الكِربَان
ظانتاً أَنها ستحكمُ عليكِ بالإعدام
كلابٌ تنبحُ مِن غيرِ إِعلان
متجاهِلتاً صوتَ الِوِديان
تِلك التي تسرّبَت في كُل ميدان
طالِبتاً رحيل الطُغيان
غريقةٌ أنتِ اليوم في وسطِ الطوفان
تَستنجِِدين بمن كنت عليهًِ فِي الحُسبان
رُمي بكِ بِبُحورٍ مِنَ الأحزان
وقُلن لكِ مصيرُكِ أن تَبقيْ لوحدكِ الآن
أمراض عدة حلت بك أَخطرُ من السرطان
لتستيقظي اليوم من كل هذه المِيحان
حزنك اليومَ بادٍ في كُلِ الأعيان
إِمسحِي دُموعَكِ ياحبيبتِي فالحُزنُ هان
زاد الوجع عليك فقد حان الأوان
داؤُكِ حلَ بِهِ الزمان
ودواؤك ابنائك أبطالٌ وشجعان
بلسمٌ على الجروحِ فُرجة ونسيان
أمَلٌ بغَدٍ قريبٍ مطلعهُ الإيمان
يكون فيهِ الشعبُ صاحِبَ المكان.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/04/2019
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
صاحب الصورة : دكتور نسرين محرزي