* email
* facebook
* twitter
* linkedin
تعددت واختلفت استخدامات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يطرح ويناقش روادها من مختلف الأعمار والمستويات، مواضيع مختلفة، بعضهم اختار التخصص في المجال الصحي، وآخرون في التجاري، وبعضهم في الجمالي والتربوي والترفيهي، بينما اتجه البعض الآخر إلى اتخاذ مختلف الوسائط، كفضاء للتوعية والتحسيس ضد بعض الآفات الاجتماعية، ومنها السحر، للفت الانتباه إلى آخر الطرق المبتكرة في ربط السحر، والتنبيه منه ودعوة من تعرفوا على بعض الأشخاص الذين تم سحرهم إلى تبليغهم من أجل فكه.
نقف يوميا من خلال ما يعرض على صفحات مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ممثلة في «فايسبوك» أو «انستغرام»، على تسجيلات مصورة لأشخاص متطوعين صادفوا بعض أعمال السحر، فأبوا إلا أن ينشروه على صفحاتهم، لتجري مشاركته سريعا، بغية تنبيه رواد مثل هذه المواقع إلى أعمال السحر التي يتم رميها في بعض الأماكن التي أصبحت معروفة لدى العام والخاص، والتي تنتشر عادة في المقابر والشواطئ وفي الغابات، ومن هذه التسجيلات التي تصفحتها «المساء»، تسجيل لمواطن شاب من العاصمة، أبى إلا أن يصور ما عثر عليه، ممثلا في صورة رجل تحمل بعض الكتابات غير المفهومة وقفلا حديديا، وحسب صاحب التسجيل، فإن الغرض من نشر الصورة، هو الدعوة إلى من تعرف على صاحبها تنبيهه إلى أنه مسحور، حتى يفك السحر عنه، وأشار المتحدث من جهته، إلى أنه بعد التسجيل مباشرة، تواصل مع إمام لبحث إمكانية فك السحر من باب النهي عن المنكر، ومحاربة هذه الظاهرة التي لا زالت حسبه تعرف انتشارا كبيرا، رغم التطور الحاصل في المجتمع.
من جملة ما يتم عرضه يوميا عبر مختلف الوسائط التكنولوجية، عدد من الصور لأشخاص ودمى وأقفال حديدية، مرفقة بأوراق ورزم وملابس مكتوب عليها بعض العبارات غير المفهومة، والتي يتطلع ناشروها إلى تنبيه الغير إليها، على اعتبار أن مواقع التواصل الاجتماعي يتردد عليها العديد من المتصفحين، فإن لم يكونوا معنيين بها، يتم مشاركتها من باب «الدال على الخير كفاعله»، ورغم أن التعليقات التي تعقب ما يتم مشاركته من تسجيلات مصورة، كلها تنبذ هذه الظاهرة التي تعتبر من أوجه الشرك بالله جل وعلى، غير أنها لا زالت، حسبهم، منتشرة في مجتمعنا، نتيجة ضعف الوازع الديني، وتفشي الاعتقاد الخاطئ بإمكانية تغيير الأقدار بالتعاقد مع الجن والشياطين، نتيجة ما ينشره المشعوذون من أفكار مغلوطة تزرع في نفوس ضعاف الإيمان، فينساقون إليها.
حسب الإمام الأستاذ حسن نصير، في معرض حديثه مع «المساء»، عن نشر الوعي ضد أعمال السحر بالاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن السحر يعتبر واحدا من مظاهر الشرك بالله، الذي كان موجودا منذ القدم ولا زال منتشرا بكثرة، بالرجوع إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم «من أتى كهانا أو عرافا وصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد»، وهذه الظاهرة رغم التطور الحاصل وانتشار الوعي، لا زالوا يكيدون لبعضهم البعض من خلال التعاقد مع السحرة، مشيرا إلى أن بعض الناس الذين يتمتعون بنوع من الوعي الديني، يبادرون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تنبيه الناس إلى مثل هذه الآفات، وهو من المبادرات الحسنة، بل أكثر من هذا، يعتبر هذا العمل التطوعي من الأنشطة التي ينبغي أن نكون مأمورين ومكلفين بها شرعا، للتوعية والتشهير بهؤلاء السحرة، حتى وإن تطلب الأمر الإيقاع بهم، وعلى كل من يتقن القرآن والرقية الشرعية من أهل الاختصاص والعارفين بأمور الدين، أن يجتهدوا لإبطال هذا السحر من باب التطوع ومحاربة هذه الآفة الخطيرة.
أشار الإمام إلى أن التوعية من السحر لا ينبغي أن تقتصر على بعض المبادرات على مواقع التواصل الاجتماعي، إنما ينبغي الدعوة إلى محاربتها في المساجد، والتنبيه منها عبر مختلف وسائل الإعلام، والدعوة أيضا إلى إعادة النظر في النصوص الخاصة بمعاقبة هؤلاء السحرة، عن طريق تشديد العقوبات لحماية المجتمع من هؤلاء السحرة والمشعوذين، منبها في السياق، إلى أنه فيما يتعلق بما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالسحر، لابد أن يقف عنده المتصفح موقف المتأمل المتبصر الحذر، لأن البعض من الناس يصفون حساباتهم عبر هذه المواقع، حتى لا يتم الإيقاع برواد مواقع التواصل في نزاعات هم في غنى عنها، كما أن بعضها قد يكون غير صحيح، الهدف منه مجرد التشويش فقط.
من جهة أخرى، أوضح محدثنا أن التطورات الحاصلة في مجتمعنا اليوم، لم تمنع للأسف الشديد من القضاء على هذه الظاهرة، بسبب ضعف الوازع الديني، بدليل أن بعض الأشخاص وصل بهم الحد إلى الاعتماد على السحرة لبلوغ بعض المناصب أو المقاصد السياسية، ولم يعد الأمر مقتصرا على بعض الأمور العاطفية أو الاجتماعية، وهو ما يستدعي الحذر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/01/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رشيدة بلال
المصدر : www.el-massa.com