عشرون شخصية ثورية نوفمبرية من أبناء ولاية ميلة تناول تراجمها كتاب جديد أصدرته مؤخرا الأمانة الولائية للمجاهدين بذات الولاية بالتنسيق مع الجمعية الثقافية 20 أوت لحماية وتخليد مآثر الثورة بعنوان " رواد الثورة والتغيير بولاية ميلة من 1954 الى 2009" وقد صنفه الدكتور عبد الكريم بوصفصاف الذي تحول نشاطه بالولاية من أستاذ للأدب العربي الى مؤرخ فيما تم طبعه بدار " بهاء الدين للنشر والتوزيع" وحددت المنظمة سعر بيعه ب 1000 دج مثلما فعلت مع إصداراتها السابقة.
ومما جاء في مقدمة الكتاب أن رواد ميلة هؤلاء لم يكونوا علماء كبار ولا أدباء مبدعين ولافنانين مشهورين وإنما رجالا صناديد عاشوا بين أفراد الشعب وتخرجوا من مدرسته مزودين بفكر سمح لهم بالتخطيط والسعي لازالة كابوس الاستعمار الذي جثم على صدر الأمة قرن وربع قرن من الزمن وقد كانوا في حياتهم العادية إما فلاحين صغار أو تجار متجولين بين المدن والقرى والأرياف زادهم ذلك اطلاعا على حجم معاناة أبناء شعبهم وعن مستواهم التعليمي فهو لايتعدى المرحلة الابتدائية باللغتين العربية أو الفرنسية ولكنها كانت كافية لأن تعطيهم القدرة على التحليل والتدقيق وتحولهم الى اعلام مشهورين ومفاوضين متفوقين على خرجي المعاهد الكبرى في زمانهم هؤلاء الاخيرين لم يجدوا سبيلا أمامهم سويا لانصياع الى الحق والرضوخ لصوت البندقية والمدفع وإرادة الشعب التي لا تقهر والتي هي من إرادة الله وعن الرتب والمسؤوليات العسكرية التي تحملها رواد ميلة الذين ذكرهم هذا الكتاب فهي تراوحت بين قيادة الولاية الى قيادة الدوار حيث أن العقيدين بن طوبال وبوالصوف كانا قائدة عسكريين وأعضاء في الحكومة المؤقتة مثلهم مثل رابح بيطاط الذي عكسهما واصل المسيرة بعد الاستقلال ضمن دواليب الحكم في الجزائر المستقلة كوزير ورئيس للمجلس الشعبي الوطني ورئيس للدولة لمدة محدودة اما الرائدين العربي بن رجم وعزالدين بلمبارك فقد أكتفى الاخير بقيادة الناحية أيام الثورة فيما واصل الاول نشاطه بعد الاستقلال بقيادته للناحية العسكرية الخامسة اما باقي الشخصيات الثورية التي تضمنها الكتاب امثال علي زغدود والمختار بن شرطيوة والطيب بوسمينة وغيرهم فمسؤولياتهم أقل من الأوائل مثلما كان تأثيرهم كذلك أقل. كل شخصية في الكتاب تم تناول جوانب مهمة من مسيرتها النضالية وتكوينها السياسي والعسكري ومستواها التعليمي الاجتماعي بالاضافة الى تضمين الكتاب صور تبرز مستوى الحياة والمعيشة في ذلك الوقت.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/09/2010
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إ شليغم
المصدر : www.annasronline.com