الجزائر - A la une

رواج مثير ل الشمة الإسلامية ! تنتشر في العاصمة ومدن كبرى وسط جدل عارم



رواج مثير ل الشمة الإسلامية !                                    تنتشر في العاصمة ومدن كبرى وسط جدل عارم
هو منتوج تقليدي محلي يطلق عليه لفظ “الشمة" هذه الأخيرة تلقى رواجا هائلا في الجزائر شبيه بسمعة نبتة القات في اليمن السعيد، أراد لها التجار أن يكسبوها مسحة إسلامية عبر إطلاق (ماركة) جديدة اصطلحوا عليها “شمة إسلامية"، وصحبوها بشعار
» آن لزوجتك أن تشم في فمك رائحة طيبة «، “السلام” استقصت الظاهرة، تابعوا:
بعد أن ظل كثير من الناس يستعملون في الجزائر، الشمة وهي نوع من التبغ، توضع كمية منه في الفم تحت الشارب وتتسبب هذه الشمة في أمراض خطيرة تؤدي إلى هلاك صاحبها، وعلى هذا أفتى جمهور العلماء بحرمتها وبأنها خبيثة، قام عدد من المتدينين مؤخرا، ممن يشتغلون في “طب الأعشاب” بابتكار “الشمة الإسلامية”، وقدموها على أنّها خلطة تتكون من نبتات طيبة تساعد في الاقلاع عن استعمال الشمة التقليدية، وتتكون هذه الخلطة من عشبة الزنجبيل، التي هي دواء فعال لمجموعة من الأمراض، وأضيف إليها مستخلصات من النعناع وزيت النعناع، إلى جانب عود الآراك، والزيزفون والينسون النجمي وخلاصة النعناع.
» مدوّخ «إسلامي
جاء في الفقرة التعريفية بهذه “الشمة” إنّها “نكهة البركة” بحسب ما هو مكتوب على ظهر عٌلبها وأكياسها، وهي مفيدة - استنادا إلى الطيب 27 سنة- للإقلاع عن الدخان والشمة العادية، تتركب أساسا، وينصح مستهلكوا هذه التقليعة الجديدة ببلع الريق خلافا للشمة الأخرى، سيما وأنها، بحسب مروجيها، تطيّب رائحة الفم بصفة دائمة، وتقوّي اللثة، وتساعد في الإقلاع عن الشمة والدخان، ولا تختلف طريقة استعمالها عن شقيقتها الشمة الأخرى. وفي استطلاعنا للوضع، تبين لنا أن المشرفين على توزيعها هم أنفسهم من يوزعون التبغ بأنواعه المختلفة، كما أن أسعارها تختلف من منطقة إلى أخرى، وتتراوح بين أقل من 60 دج إلى ما يزيد عن 120 دج، استنادا إلى معدلات جودتها، والغريب في أمر هذا المنتوج أنّه خال من أي إشارة إلى الجهة المنتجة، أو أي معطى يعين على الوصول إليها، وهو ما حال دون تحصيل معلومات أكثر الذي اكتسح الساحة فجأة، علما أنّ أحد المسؤولين البارزين في وزارة التجارة الجزائرية - طلب عدم ذكر إسمه- نفى علمه بتداول شمة إسلامية من الأساس في الجزائر!
أكد لنا أحد المتاجرين فيها رشيد38 سنة: “أنا ضميري مرتاح، ولا أستغل الفرص كما يفعل البعض”، بينما أوعز آخر يدعى الباجي 41 سنة: “منافع الشمة الإسلامية لا تعدّ ولا تحصى، فهي مثلما قال تقوي البصر وتعين على التركيز وهي أيضا من المقويات لأصحاب الضعف الجنسي، كما ركّز البائع نسيم 21 سنة أنّ بعضا من “السلفيين” يبتاعونها من عنده ويستهلكونها، خاصة الحديثي عهد بالالتزام لتساعدهم في الإقلاع عن التدخين والشمة المتداولة.
انقسام بين المتدينين
ينقسم المتدينون في رؤيتهم للتوليفة المبتكرة، يرى أحمد 24 سنة أنّه لا يجوز استعمال هذه الخلطة وبيعها، لأنّ بينها وبين الشمة تشابه في كيفية الاستعمال، وليس وضعها تحت الشارب أو فوقه ما سينقلها من الإباحة إلى التحريم، وهي وجهة نظر لا يشاطرها فريد 27 سنة الذي يناصر استعمال هذه الشمة، ويربط انتشارها ورواجها عند الناس لفعاليتها ونتائجها الكبيرة التي قضت على الشمة الخبيثة - مثلما قال -.
ويدافع قطاع واسع من الملتزمين حديثا على الشمة الإسلامية، بينما يصنفها مهدي 25 سنة ك«بديل”، يطلق عليها عبد الرحمان وبوعلام وإسماعيل اسم “الشمة السعودية”، ويبررون تسميتهم بكون كثير من العقاقير والأدوية المدمجة في هذه الخلطة، أتت من المملكة، في حين لا يتردد أبو بكر 28 سنة عن نعتها ب«الدواء” لثقة الناس فيها، وهناك من يسميها “الشمة الحلال”، ويقولون أنّها انتشرت في بعض المناطق باسم “الشمة السلفية” لأنّ من اخترعها “أخ سلفي” لذا صار السلفيون يبيعونها في الأسواق والمحلات. من جهتهنّ، تجمع الفتيات المتدينات والمتحررات على رفض هذه الشمة ويعتبرنها مقزّزة مثل نظيرتها، وتتساءل أمينة 24 سنة: “ما معنى أن يضع أحدهم هذا البتاع في فمه، أمر مقرف”، وتشترط زبيدة 22 سنة أن لا يكون من يتقدم لخطبتها يتعاطى هذه الشمة، وعلى المنوال ذاته، تبدي السيدة خديجة 30 سنة امتعاضا من الظاهرة: “لست أفهم سرّ هذا الاندفاع وراء خلطة لا تسمن ولا تغني، لن أغفر لزوجي إذا ما تعاطاها”.
توظيف تجاري
في وقت كثر التساؤل في الشارع الجزائري، عن الحكم الشرعي ل«الشمة الإسلامية”، أفتى الشيخ العلامة أحمد النجمي، بجوازها لكنه لم يفصل نهائيا في المسألة، بالمقابل جزم دعاة آخرون في الجزائر مثل الشيخ محمد الفيفي، والشيخ عزالدين رمضاني وعمر حمرون بجواز الأمر. على طرف نقيض، يتحفظ آخرون إزاء ما يسمونه “استغلال الدين للتكسب المادي”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)