الجزائر

رمي القمامة وتلبية دعوة زفاف من بين الحجج عائلات تبرئ أبناءها الموقوفين في أحداث السكر والزيت



ما ذنب ابني الذي خرج لتعبئة رصيده ولم يعد الى البيت؟ . لماذا أوقفت الشرطة ابني الذي ذهب ليبحث عن شقيقه وسط جموع المتظاهرين هي  صرخات جاءت على لسان عائلات ما زالت تعيش على الأعصاب بعد توقيف أبنائها عقب أحداث الشغب والتخريب التي طالت مؤسسات عمومية وخاصة.
 لم تتقبل الكثير من عائلات الموقوفين عقب أحداث السكر والزيت فكرة وجود أبنائها وراء القضبان، بحجة أنه صادف خروجهم من المنزل لقضاء حاجة وقوع المواجهات.
الخبر نقلت شهادات بعض العائلات لازموا أبناءهم من خارج أسوار المحاكم خلال تقديم المتظاهرين أمام  قضاة التحقيق، على غرار بئر مراد رايس، الحراش وحسين داي بالعاصمة.
وكانت أعين العائلات مركزة على الباب الخلفي لهذه المحاكم، فمنها من قضت اليوم كاملا لتصطدم بوضع ابن لها أو قريبها رهن الحبس المؤقت، بينما تبدد خوف البعض منها عند طلة موقوف لها أطلق سراحه في ساعات متأخرة من الليل. غير أن أغلب شهادات العائلات التي تحدثت لـ الخبر برأت أبناءها، وليس لهم يد في أعمال الشغب، أو كما عبر عنه والد أحد الموقوفين راح المحرم في المجرم .
اقتربنا من والدة أحد الموقوفين كانت بصحبة  قريبة لها، تجلسان على الرصيف بعد أن أخذ منهما التعب وهما ينتظران منذ الساعة الثامنة صباحا وصول الشاحنة التي تنقل الموقوفين الى المحكمة .
استفسرنا الوالدة عن سبب قلقها الزائد، فقالت إنني قلقة جدا على مصير ابني، 22 سنة، لقد خرج من البيت بحي لاكونكورد  ببئر مراد رايس  بالعاصمة مساء الجمعة الماضي لزيارة خاله بتقصراين، إلا أنني تفاجأت عندما علمت أن الشرطة أوقفته . لتواصل وهي تضغط على يديها لقلقها أعرف ابني جيدا خاطيه المشاكل ، ولكن صادف وصوله الى تقصراين اندلاع أعمال الشغب والتخريب .
غير بعيد عن قلق هذه السيدة  على ابنها، كان والد شاب أوقف بدالي ابراهيم  بالعاصمة يوم انطلاق الأحداث الأربعاء الماضي  يمسك بجذع شجرة، استند إليها  لإصابته بالإرهاق، وكان يراقب عن بعد الجو المحيط بالمحكمة.
اخترقنا هدوء هذا الرجل، إلا أنه ثار كالبركان عندما علم أننا من الصحافة وراح يحدثنا عن لحظة توقيف ابنه، عندما خرج من مكان عمله بمحطة غسل وتشحيم السيارات بدالي ابراهيم في حدود الساعة التاسعة. وواصل الوالد غاضبا تركت عملي اليوم من أجل ابني الذي أوقف خطأ، فهو من بين أبنائي الهادئين جدا، ولا يحب الضوضاء، فتوقيف المتظاهرين كان بالجملة، واختلط الحابل بالنابل، ليدفع الثمن من هم في وضع فلذة كبدي .
وبمحكمة الحراش التي عرفت تقديم أكبر عدد من المتظاهرين أمام قاضي التحقيق، أكدت لنا إحدى السيدات أن ابنها خرج بعد صلاة الجمعة لتعبئة رصيده  بحي باش جراح قبل أن توقفه الشرطة .
أما شقيقة شاب آخر، فقالت أنه  تم توقيفه عندما كان في طريقه لحضور حفل زفاف ابن عمته بحي العافية ببوروبة يوم الخميس الماضي، وهو ما سبّب لوالدته ارتفاعا في الضغط الدموي.
وتنوعت حجج العائلات لتبرئة أبنائها أيضا بمحكمة حسين داي التي لم تختلف الأجواء فيها عن سابقاتها، حيث قالت والدة قاصر موقوف أن ابنها خرج في العاشرة ليلا بطلب منها لوضع كيس القاذورات في مزبلة بحي  باش جراح الذي تقطنه.
نفس الحجة تقريبا قدمها شقيق قاصر أوقفته الشرطة ليلة الجمعة، وقال أنه أرسله لشراء سيجارة من محل بالقرب من مقر سكناهم  بالحراش.   


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)