الجزائر

ركبت “قارب التغيير” سعيا لإعادة التموقع إصلاحات بوتفليقة تفتح شهية الأحزاب “المجهرية” وتوقظ الساسة “النائمين”



ركبت “قارب التغيير” سعيا لإعادة التموقع               إصلاحات بوتفليقة تفتح شهية الأحزاب “المجهرية” وتوقظ الساسة “النائمين”
أثار إعلان رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، عن إصلاحات سياسية شاملة، شهية الطبقة السياسية التي حركتها من قبل “احتجاجات الزيت والسكر” بداية جانفي، وأيقظت رسالة 19 مارس عدة أطرف من سبات اعتادت الركون إليه ولا تستفيق منه سوى على حرب تقاسم المصالح والمناصب خلال الانتخابات  واتجه الجميع نحو حركية تتماشى مع دعوات التغيير ونية الرئيس في المضي قدما في الإصلاح، دون أن يتحدث أحد عن مطالب المواطن الذي اختار موقع المتفرج على صراع المصالح و المسؤوليات، بشكل يؤكد استمراره في تطليق السياسة. إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن إصلاحات بشكل عام دون تحديد ماهيتها، أبقى على الغموض وفتح الباب على تساؤلات عديدة، أهمها “هل سيصب الإصلاح المنتظر في صالح الطبقة السياسية أم سيكون إنصافا للشعب وتخفيفا لمعاناته، أم إنه سيكون إصلاحا متوازنا يكسب الرئيس دعما شعبيا أكثر ويسكت الأصوات المطالبة بالتغيير؟”، وقد خرجت مؤخرا العديد من الوجوه السياسية، أحزابا وشخصيات وطنية عن صمتها بين الداعين لحل البرلمان وإنشاء مجلس تأسيسي وتعديل الدستور أو إعداد دستور جديد، أو مطالب أكثر تحديدا كتنحي الرئيس وإجراء انتخابات مبكرة، والتي جاءت على لسان من صرحوا  باعتزالهم العمل السياسي.ويبدو أن حديث رئيس الجمهورية عن الإصلاحات أعطى فرصة “ذهبية” للأحزاب من أجل التخطيط لإعادة التموقع بعدما خسرت ما خسرته، بين من يشتكي من هيمنة أحزاب التحالف الرئاسي وبين من لم يتمكن في التحكم في قواعده، وآخر قصمت ظهره الحركات التقويمية، غير أنهم أبانوا جميعا على امتلاكهم لقاسم مشترك، وهو الرغبة في الوصول إلى السلطة من خلال “قارب الإصلاحات”.وقد تكون الإصلاحات التي أعلن الرئيس عنها، هي نفسها محل مقاومة من الفئة التي تخشى خسارة الامتيازات التي تمنحها الدولة في ظل “وضع ترجح كفته لفائدة الانتهازيين”، وقد يظهر الأمر في محاولة الأحزاب السياسية ترجيح كفة الإصلاحات لفائدتها رغم أنها لم تكن “نظريا” المحرك الرئيسي لمسعى التغيير، ولكن الرهان الكبير يكمن في النجاح في وضع الشخص المناسب في المكان المناسب بالنظر إلى كون مشكل الإصلاحات السياسية أساسه وضع غير الأكفاء في مراكز اتخاذ القرارات، وهو سبب كاف لإفشال المجهودات الرامية لنجاح عملية التغيير.كما أن نصيب الشعب من الإصلاحات وتمكنه من لمسها على ارض الواقع، يشترط أحزابا تعطي أهمية لصوت القاعدة ولا تحصر جهدها في المصالح الضيقة وقادة تشكيلات يملكون الشجاعة على التشاور والحوار، للتوصل إلى اتفاق يعبر عن احتياجات الشعب وانشغالاته وفتح الباب للمواطن للتعبير عن آرائه في القضايا التي تهمه والتعبير عن انشغالاته، حتى لا يقصى من عملية الإصلاح و لا يتحول التغيير لفائدة رجال السلطة و السياسيين و كذا “ الانتهازيين”.  نسيمة. ع


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)