ركب سيدي الشيخ: احتفال روحي وثقافي فريد

إرث حي
ركب سيدي الشيخ، المعروف أيضًا باسم "ركب ستتين"، هو موسم سنوي يُقام تكريمًا لسيدي عبد القادر بن محمد، الشخصية البارزة في التصوف ومؤسس الطريقة الشيخية. يُنظم هذا الحدث في الأبيض سيدي الشيخ (ولاية البيض)، وقد أُدرج ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو منذ عام 2013، مما يعكس أهميته الروحية والثقافية.

السياق التاريخي
سيدي الشيخ (1533-1616) يُحتفى به لما قدّمه من تعليمات وتأثيرات روحية في مجال التصوف. ويُعدّ ضريحه الواقع في الأبيض سيدي الشيخ المحور الأساسي لهذا الركب، حيث يجذب الحجيج من جميع أنحاء البلاد سنويًا. هذا الركب ليس مجرد احتفال ديني، بل هو أيضًا حدث ثقافي حيوي يحافظ على تراث غني للمجتمع المحلي.

أبرز محطات الركب
موكب الفرسان
يشهد الركب مسيرة مهيبة للفرسان والمشاة الذين يحملون الزاد والنذور، ويتجهون نحو الضريح. يرمز هذا الموكب إلى الامتنان لسيدي الشيخ وإحياء إرثه الروحي.

الطقوس الدينية
يتخلل الحدث لحظات من الروحانية العميقة تشمل تلاوة جماعية للقرآن الكريم (السلْكة) وإلقاء قصائد مدحية موجهة لسيدي الشيخ، ما يعزز الروابط بين المشاركين وتقاليدهم الدينية.

العروض الثقافية
ترافق الاحتفالات عروض الفروسية، خاصة "التبوريدة"، إلى جانب الألعاب التقليدية والعروض الفنية التي تُبرز العادات المحلية. هذه الفعاليات تعكس ثراء التراث الثقافي للمنطقة.

التواصل المجتمعي
يُعدّ الركب فرصة للتلاقي والحوار بين العائلات والأفراد، حيث تُحل الخلافات ويُعزز التضامن الاجتماعي، ليصبح الحدث رابطًا قويًا يوحّد المجتمع.

أهمية مستدامة
يعدّ ركب سيدي الشيخ جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية للمنطقة، حيث يجسد الإرث الروحي لسيدي الشيخ ويساهم في الحفاظ على التقاليد المحلية. بفضل استقطابه آلاف المشاركين سنويًا، يُعتبر الركب شهادة على استمرارية التراث الثقافي الحي واحتفاءً بوحدة المجتمعات المختلفة.

الخاتمة
ركب سيدي الشيخ ليس مجرد موسم ديني، بل هو لوحة تجمع بين الروحانية والتراث. يظل هذا الاحتفال مصدر إلهام وقوة تربط الأجيال ببعضها البعض، مع تكريم الإرث الروحي والثقافي لإحدى أبرز الشخصيات في عالم التصوف.