من العناوين المشاركة في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة أواخر أكتوبر2018 نجد رواية « 257 « لرفيق طيبي، التي صدرت عن دار الماهر للنشر والتوزيع، وتعتبر العمل الثالث للروائي والشاعر رفيق طيبي بعد روايته «الموت في زمن هش» التي تحصلت على المرتبة الأولى بجائزة على معاشي دورة 2015. وكتابه « أعراس الغبار» الذي جمع نصوصا شعرية، وصدر عن المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار سنة 2017.257 نص يحاكي حادثة سقوط طائرة بوفاريك العسكرية بتاريخ 11 أفريل 2018. من خلاله حاول طيبي حسب تصريحه استجلاء حالات ووضعيات انسانية معقدة لم يتح لها التعبير. يقول : كان الموت أقسى من كل التوسلات والنداءات التي كتبتها بحزن. اخترت سبع شخصيات كنماذج من بين 257 ضحية فجعت فيهم الجزائر. انطلقت في الكتابة بعد الحادثة. دام العمل على النص أربعة أشهر، كانت كافية لإكماله وتقديمه للنشر، على أمل أن يكون بمستوى الأرواح التي استشهدت. أنا مؤمن أن هذا النوع من الكتابة يندرج ضمن المهام الأساسية للأدب. وعن دور النص والمنتظر من نشره يضيف : لابد أن يكون أي نص من وجهة نظري باحثا عن احتواء الأزمات وعن تقديم العزاء والأمل في نفس الوقت للأحياء الذين ينتظرون يدا تربت على أكتفاهم، الجرح عميق وكما يستحق الجزائريون المواساة، يستوجب تخليد الضحايا، أتمنى أنني قد قدمت ما يمكن وصفه بالمهم.
وفي سياق آخر يقول رفيق طيبي عن مهام الأدب داخل الأزمات : من المهام الأساسية للأدب إعادة ترميم الذوات البشرية بعد أي انهيار نفسي أو مادي، صحيح أن الأدب يحاول جاهدا أن يصنع الإنسان المقاوم لكل المحن، بتسليحه بوعي شديد وقدرة على المواجهة، لكن هناك مهام لاحقة أمام تعقيدات الحياة التي لا تنتهي. من شأن النص أن يرى الحادثة من زاوية أخرى، وألا يتوقف عند لحظة الموت، بل يتجاوزها بحثا عن قول أشياء أخرى. وفي محاولاتنا للبحث عن تفاصيل أكثر حول الرواية أصر طيبي على أنه غير مستعد للحديث أكثر عن النص باعتباره ملزما بدخول مرحلة الصمت، وترك المساحة للقراء والنقاد.
تجدر الإشارة إلى أن رواية 257 ستكون حاضرة بجناح دار الماهر للنشر والتوزيع وسيقيم الكاتب جلسة للقاء القراء والبيع بالتوقيع تعلن عن تاريخها دار النشر خلال الأيام القادمة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/10/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سليمة مليزي
المصدر : www.eldjoumhouria.dz