الجزائر

رفضت عرض "ميشال ليفي" ولست نادما على العالمية



رفضت عرض
يعتبر أحد أعمدة الراي الذين صنعوا اسما في سماء الفن الجزائري، عاصر نجوم الأغنية في صورة الكينغ خالد والراحل حسني وغيرهما من العمالقة، هو الشاب عبد الحق، اغتنمنا فرصة وجوده بالجزائر لزيارته في بيت شقيقه عبد الحميد بحي ليسكير بوهران.
كنت أحد نجوم الراي لكن اختفيت في ظروف غامضة.. لماذا؟
-صحيح أني ابتعدت عن الساحة الفنية، لظروف كثيرة دفعت بي إلى الاختفاء والتفرغ لحياتي الخاصة، لكن أتابع باهتمام ما يحدث في الساحة الغنائية بالجزائر.

ما الذي تغير بين عصركم الذهبي وطابع الراي في يومنا هذا؟
أمور كثيرة تغيرت ويجب أن أوضح لك أنه في وقتنا كانت الإمكانيات الصوتية التي يملكها المطربون قوية، وهو ما خلق منافسة شديدة بين من صاروا اليوم رواد الراي في العالم، بينما اليوم ظهر هذا النوع الجديد الذي يتحمل سبب انتشاره الجمهور بالدرجة الأولى لأنه هو من يتابعه ويستقبله بحفاوة من دون نفاق.

صنعت في فترة ما لنفسك مكانة مهمة حتى رشحك بعض المختصين لتكون ملكا للراي، كيف كنت تعيش تلك المرحلة؟
تمكنت من التربع على سوق الكاسيت، في مرحلة معينة، حيث تفوقت على عدة نجوم لم يجدوا طريقة إلى منافستي سوى إعادة بعض أغانيّ الناجحة، كما كنت أول مغن جزائري أدخل الموسيقى الشرقية على الراي في أغنية "يا الله بينا يا الله"، وأغان أخرى ناجحة، فكنت ملكا للراي بلا منازع بشهادة العمالقة، وهي المعطيات التي جعلتني محل اهتمام الكثير من المنتجين.

لماذا لم تشق طريقا إلى العالمية مثلما فعل خالد ومامي؟
يجب أن أكشف للجمهور عن سر، حيث عرض علي المناجير اليهودي ميشال ليفي فكرة التعامل معه، وذلك سنة 1988 حين اغتنم فرصة إحيائي حفلة بباريس ليدعوني إلى اجتماع في اليوم الموالي بمكتبه، وعرض أن يتبناني فنيا، لكن بعد تفكير وأمور أخرى رفضت العرض وراحت الفرصة الذهبية التي يتمناها أي مغن ليتنقل بعدها إلى مامي ويعرض عليه نفس الفكرة.

هل توضح لنا السبب الحقيقي الذي منعك من قبول العرض بصراحة؟
رفضت العرض بعد عودتي إلى الجزائر حين عارض والداي الفكرة رحمهما الله، حيث قالا لي: "يا بني إن كنت ترغب في "دعوة الخير" مدى حياتك إياك والتعامل مع اليهود، فضحيت بمستقبل وردي من أجل الوالدين ولست نادما على قراري.

لكن لا يعقل أن ينسحب مغن يملك إمكانيات صوتية مميزة، في أوج عطائه من دون سبب...
سأكون صريحا، باغتيال حسني فقدت الرغبة في الغناء، وهجرت الوطن ومع ذلك كنت أسجل بين الحين والآخر بعض الألبومات، لكن بعد وفاة والدي كانت الصدمة الكبرى التي جعلتني أنسحب نهائيا من الساحة لأنني كنت أرى فيهما مصدر حياتي وسعادتي واجتهادي في العمل لكن بعد رحيلهما كرهت كل شيء وفضلت العزلة في صمت بفرنسا.

تحدثت عن الراحل حسني.. كيف كانت علاقتكما؟
برحيل الشاب حسني ظهر الآلاف من أصدقائه سواء من المغنين أم مديري الأعمال.. الكل يتحدث عن صداقة خرافية وزمالة مثالية، وأنا أقول لك إن حسني لم يكن صديق أي فنان مثلما كنا أنا وهو، حيث تعرفت عليه قبل 1986، ومنذ ذلك الحين ونحن أصدقاء بدليل أنني الوحيد الذي شاركه في أغاني ديو، من الرجال، ويجب أن أخبرك بسر آخر لو سمحت؟

تفضل؟
يوم ظهورنا على شاشة التلفزيون لأول مرة في الحفلة التي احتضنها قصر الرياضة حمو بوتليليس بوهران سنة 1986، لم توجه الدعوة إلى الشاب حسني، لأنه كان لا يزال مجهولا عند العامة، فما كان أمامي سوى اصطحابه معي خاصة أنني كنت في تلك الفترة نجما بلا منازع وهو ما سهل إقناع المنظمين بمنح حسني فرصة الصعود على الخشبة، وبالفعل انطلقنا من بيتي العائلي بحي "مارصو" وتمكن حسني من الغناء لأول مرة أمام الجمهور.

بعد كل ما قدمته للفن هل تم تكريمك من طرف الوصاية مثلا؟
تضحكني مثل هذه الأسئلة. ففي كل البلدان التي تحترم فنانيها وشعبها، يرفض مسؤولوها التخلي عن الفنانين حتى في تقاعدهم بل يستغلون خبرتهم للتكوين والتأطير إلا في الجزائر التي يموت فيها الفنان تلو الآخر ليس بالمرض فقط بل بحسرة التهميش والأمثلة كثيرة من الراحل بلقاسم بوثلجة، إلى عمارنة راينا راي وصولا إلى صهري هواري عوينات وغيرهم، وعلى كل حال أنا صنعت شهرتي في الماضي وتم تكريمي من طرف جمهوري الغالي ولا أنتظر صدقة من أحد اليوم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)