الجزائر

رفاة رفيق بن بولعيد "مرمية" وسط خردة وأثاث قديم بأنسيغة



رفاة رفيق بن بولعيد
رفضت أسرة الشهيد مسعود تلية، بقوة، السماح للسلطات المحلية والأسرة الثورية بولاية خنشلة دفن رفاته بعد استرجاعها من مكان استشهاده .وضعت رفاة الشهيد في دهاليز مقر بلدية أنسيغة، منذ استخراجها من مكان الدفن الأول، في انتظار حلول يوم الشهيد لإعادة دفنه في احتفالات مخلدة بالمناسبة، وعند حلول المناسبة وتنظيم الحفل من طرف السلطات المحلية. وعند إقدام الأخيرة لإعادة دفنه بمقام يليق بالشهيد رفض أفراد أسرته إخراجها من المنزل، رغم محاولات عديدة لبعض رفقاء الشهيد، من الأسرة الثورية.واكتشف قبر الشهيد بعد أزيد من 56 سنة من استشهاده برتبة نقيب في إحدى شعاب جبال تراب بلدية المحمل، شرق مدينة خنشلة بنحو 20 كلم، وبقيت رفاته مهملة مدة زمنية معتبرة في إحدى زوايا دهاليز مقر بلدية أنسيغة، مسقط رأسه، وسط نفايات خردة وأثاث قديم، وهو ينتظر إجماع أسرته والعائلة الثورية على رأي واحد لتنظيم مراسيم إعادة دفنه وتكريمه بما يليقبمقامه ودوره في المنطقة الأوراسية في قيادة المعارك الأولى ضد الاحتلال الفرنسي، مباشرة بعد انطلاق الشرارة الأولى لحرب التحرير الكبرى. والسبب خلاف بين أسرته الممثلة في ابنته الوحيدة وزوجها، وبعض أفراد عائلته الكبيرة، مع السلطات المحليةوالأسرة الثورية، لاسيما ما تعلق بموضوع المكان المناسب لإعادة الدفن، حيث أصرت ابنته وزوجها على أن يدفن في مربع الشهداء بمقبرة العالية كغيره من الشهداء والقادة الكبار ورموز ثورة التحرير، وترى السلطات المحلية وأطراف في الأسرة الثورية بالمنطقة أن يدفن في مقبرة الشهداء بمسقط رأسه في بلدية أنسيغة. وقد تم تأجيل تنظيم مراسيم إعادة دفنه، ما يستدعي تدخل وزير المجاهدين لاتخاذ القرار المناسب.هذا الشهيد يلاقي اليوم ومنذ عام تقريبا، أسوأ أنواع الإهانة والاستهانة بشهداء الوطن، وكان أحد المقربين من رائد النهضة الجزائرية الحديثة الإمام عبد الحميد بن باديس، الذي نصحه في آخر لقاء معه بالبقاع المقدسة أن يتوجه للعمل العسكري، نظرا لذكائه، وما يتحلى به من صفات الشجاعة وحسن التدبير، وكان بمثابة الأخ الأكبر للشهيد عباس لغرور الذي تتلمذ على يديه ورافقه في كل تحركاته وتنقلاته والشهيد مصطفى بن بولعيد الذي كان يستشيره في كل صغيرة وكبيرة.وقاد الشهيد معارك ضارية ضد جيش الاحتلال الفرنسي، بلغت أزيد من 20 معركة في جبال الأوراس ومنذ اندلاع ثورة التحرير المظفرة، وكان شوكة في حلق المستعمر إلى أن تمت تصفيته في ظروف غامضة، ودفن في مكان مجهول في إحدى شعاب تراب بلدية المحمل أواخر سنة 1956، واكتشف قبره بداية سنة 2013 ونقلت رفاته ووضع بمقر البلدية، ومنها إلى بيت عائلته، في انتظارتنظيم مراسيم رسمية تليق بمقامه.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)