تزينت شوارع العاصمة في الآونة الأخيرة و قبيل المولد النبوي الشريف بطاولات المفرقعات و الألعاب النارية قصد الاحتفال بهذا اليوم ككل سنة، فرغم الحملات التحسيسية التي اطلقتها العديد من الجهات على غرار وزارة الصحة و الجمعيات و التي تدعو لتفاديها لتجنب مخاطرها خاصة على الاطفال الا ان هذه الاخيرة تلقى الاقبال من طرف الاولياء و اطفالهم وهو ما لاحظناه في جولتنا الاستطلاعية و التي قادتنا الي إلى أعماق شوارع العاصمة بساحة الشهداء و جامع ليهود اين لاحظنا ان المفرقعات و الألعاب النارية و الشموع سيدة الطاولات هذه الأيام فكثيرون هم الشباب الذين يمتهنون التجارة الموسمية لم يعد لاحتفالات المولد النبوي، مثل بقية المناسبات والأعياد الدينية، تلك النكهة التي كانت تطبعها أيام زمان. وتحولت مع مرور السنوات إلى مواعيد يتخوف منها المواطنون، تزدحم خلالها المستشفيات بالمصابين الذين أرادوا الاحتفال فوجدوا أنفسهم في غرف العمليات وقاعات العلاجو قد يرجع هذا و حسب العديد من المواطنين الذين التقتهم السياسي للاولياء و الذين بدورهم لايستغنون عن هذه الالعاب النارية و المفرقعات ومن جهته يضيف احمد اب لطفلين و الذي كان بدوره بصدد اقتناء البعض من هذه الالعاب ويؤكّد عدم قدرة العائلات على كبح هوس أطفالها بالمفرقعات، وأنه لا يمكن للجزائري أن يحرم أطفاله من المشاركة في الاحتفال، حتى وإن كانت عنيفة، لأن المجتمع برمته تعوّد على أن يحتفل بهذه الطّريقة، ليقول في هذا الصدد كريم اب ل 3 اطفال إن الجزائريين لا يمكنهم التفرج على البضاعة فقط فرغم ارتفاع أثمان العديد منها والذي قد يصل الى أكثر من 1000دج للواحدة، فقد تشتري عائلة واحدة ما قيمته 3 ملايين سنتيم، فالجزائريون لا يبالون بصرف مبالغ كبيرة من أجل المتعة والفرجة التي لا يمكنها أن تحدث دون إشعال المفرقعات والألعاب النارية المختلفة الأشكال والأحجام وعن الاخطار التي قد تترصد باطفالهم من جراء هذه المنتجات الخطيرة يضيف المتحدث يجب علينا الوقوف مع ابنائها لحمايتهم من اخطارها كما انه لا يمكننا منع حرمان اطفالنا من هذه الالعاب التي يعبرون من خلالها عن فرحتهم بالمناسبة وأضاف كريم قائلا لا يمكن توقع الاحتفال بالمولد النبوي دون العاب نارية ، فهي تمثل رمز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لكنّ البعض، ولو كان قليلا منهم، يفضّلون اقتناء الألعاب المضيئة لأبنائهم بدل المفرقعات الخطيرة. ابوس تحسس بمخاطر المفرقعات وفي خضم هذا الواقع الذي قد يتعرض فيه العديد من الاطفال الى عاهات مستديمة و اخطار جسيمة أطلقت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك حملة تحسيسية توعوية خاصة بالمناسبة للتقليل من اخطار هذه الاخيرة و تفادي الحوادث الناجمة عنها خاصة بالنسبة للاطفال ،وذلك عبر مكاتبها الجهوية الموزعة عبر ولايات الوطن .حسبما اكده اعضاء المنظمة ومن جهته نظم المعهد العالي التكوين شبه الطبي يوما تحسيسيا حول مخاطر استعمال الألعاب النارية والعواقب المنجرة عن ذلك بمشاركة أساتذة وأطباء مختصين و أعضاء وأئمة تابعين لمديرية الشؤون الدينية تزامنا مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف و أكد المتدخل آيت أوبلي كمال أخصائي في علم الأوبئة بالعاصمة أن هذه الحملة جد مهمة وتعتبر وطنية حيث ستستمر خلال الأيام المقبلة في مختلف ولايات الوطن لتوعية الأشخاص بمدى خطورة إستعمال هذه الألعاب و الحروق الخطيرة التي يكون ضحيتها الأطفال خاصة وان القانون يمنع استعمال وبيع هذه المفرقعات وفي السياق ذاته اكد بوخاري ان ولاية وهران سجلت خلال السنة الفارطة 190 ضحية بسبب المفرقعات تتراوح اعمارها بين 6 و40 سنة حيث أحصت مصلحة الحروق بمستشفى الاطفال بكناستال خلال نفس القترة 72 طفلا تعرضوا لحروق متفاوتة الخطورة على مستوى العين ومختلف أنحاء الجسم إلى جانب بتر الأصابع لاحد الضحايا في حين سجلت مصلحتي الطب و جراحة الحروق بمستشفى بن زرجب و أول نوفمبر أكثر من 45 حالة
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/11/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المشوار السياسي
المصدر : www.alseyassi.com