رغم استلامه تعليمة من وزير التضامن مدير دار الشيخوخة بعنابة يرفض إيواء سيّدة مسعفة

 تنتظر السيدة آمال خير الدين من عنابة، التفاتة وزارة التضامن الوطني من أجل إيوائها في مركز الطفولة المسعفة، بعدما رفض مدير مرفق الشيخوخة بالصفصاف استقبالها، رغم حصولها على ترخيص من الوزارة ذاتها.
تقول آمال إنها تعيش التشرد والحرمان منذ 1996 بعد أن وعدها المدير السابق للنشاط الاجتماعي بعنابة بسكن يأويها رفقة رضيعها، بعد أن طلقت من زوجها، وتم حينها وضعها مؤقتا في مرفق الطفولة المسعفة، غير أن وعد المدير لم يجد طريقا للتنفيذ. وأضافت أنه أمام هذه الوضعية الصعبة، اضطرت إلى التخلي عن حضانة صغيرها، الذي كان يبلغ من العمر وقتها أربع سنوات، لوالده.
وذكرت أنه منذ ذلك اليوم وهي تعاني الأمرّين، وقامت بمحاولة انتحار بقطع أوردة يديها.. وعاشت طيلة 16 سنة على أمل الحصول على سكن يأويها ويأوي طفلها، مثلما وعدتها بذلك مديرة النشاط الاجتماعي، بعد أن ساعدتها بمنصب عمل مؤقت في أحد المراكز التابعة لقطاع التضامن الوطني بتوصية من الوزارة.
وتعيش أمال يوميا حالة التشرد، حيث تنتظر كل مساء من إحدى زميلاتها بالمركز أن يحنّ قلبها عليها في ذاك اليوم وتأخذها معها لتبيت عندها، وقد اشتدت عليها الحياة قسوة، ففاجأتنا ذات يوم وهي تزور مكتبنا برسالة كلها دموع وألم وتصميم على الانتحار للتخلص من حياتها، تضمنت ما جعلنا نحاول معها ونقنعها بعدم جدية ما ستقدم عليه. من جهتها، تذكر مديرة النشاط الاجتماعي أنها تقدمت، خلال الأشهر الأخيرة، بطلب رخصة مؤقتة لوضع آمال في مرفق الشيخوخة إلى غاية حصولها على سكن، على اعتبار أن المديرة ذاتها أكدت لنا أن اسم آمال يتصدر قائمة المسعفين دون مأوى، الذين سيتحصلون على سكنات في الحصة التي ستمنح للمديرية. وأضافت المديرة أن مدير مرفق الشيخوخة رفض رخصة الوزارة، مبرّرا ذلك بأن الرخصة لا توافق النظام الداخلي للمرفق، تاركا إياها عرضة لأخطار الشارع والمرض في هذا الفصل البارد. وتناشد آمال، حاليا، وزير القطاع ووالي عنابة ليتخذوا قرارا بإيوائها على الفور في مركز الطفولة المسعفة إلى غاية حصولها على سكن، واستعادة طفلها الذي أصبح شابا إلى أحضانها، والعيش حياة مستقرة.