الجزائر

رغم إبدائها تخوفها من تدويل الأزمة تنسيقيات الثورة السورية تعتبر فرض حضر جوي على سوريا ضروريا


تخوفات من صعود التيار الإسلامي بعد رحيل الأسد أكد عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بحوران، محمد خير الجهماني، أن تجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية غير كاف في ظل إصرار نظام الأسد على الحل الأمني، ما يستدعي فرض حضر جوي على سوريا لحماية المدنيين. وقال الجهماني، في حوار مع "الفجر"، أن المعارضة السورية بكل أطيافها ترفض وجود قوات عسكرية وتتخوف من مغبة ما سيحدث بالمنطقة، لكن في ظل عجز الجامعة العربية عن حماية المدنيين من نظام الأسد أصبح تدويل الأزمة السورية وفرض حظر جوي ضروريا "لحماية المدنيين من دبابات الأسد التي استباحت الشوارع السورية"، خاصة وأن المبادر ة العربية والأوروبية لم تجد آذانا صاغية. وحمل أبو مهند "بعض الأنظمة السياسية" مسؤولية التدخل الأجنبي ببلدانها، لأنه لا يعقل، حسبه، أن يعيث هؤلاء الحكام فسادا وتقبل الشعوب الموت ولا تطالب بحماية دولية"، مؤكدا أن المعارضة تأمل في حل عربي لكن في حال تعذره "الله غالب" سنطلب تحويل الملف الليبي من الجامعة العربية إلى مجلس الأمن الدولي. واستنكر محدثنا تهديدات الأسد "زلزال سيدمر المنطقة في حال التدخل الأجنبي"، واللعب على الورقة الكردية للضغط على تركيا لتقويض مواقفها الداعمة" للثورة السورية"، منبها إلى أن النظام السوري سابقا كما يقول تنازل عن مدينتي أنطاكية واسكندر السوريتين لتركيا لكسب ودها، مضيفا "أن نظام الأسد يستمد جبروته من إيران بحكم المذهب الديني المشترك"، مشيرا أن خطر إيران ونزعتها التوسعية في المنطقة على حساب جيرانها لا يقل عن خطورة الغرب "وهي تحاول أن تجر سوريا إلى حرب في حال قرر الغرب توجيه ضربة عسكرية بسبب برنامجها النووي. وبخصوص موقف الجزائر مما يحدث في سوريا، أكد أن العلاقات بين الشعبين تاريخية وكبيرة جدا وموقف الجزائر مفهوم ومحترم ولا نشك أبدا في نواياها تجاه السوريين، لكن تنتظر منها المعارضة دورا أكثـر إيجابية، حتى وإن كنا متأكدين أن الدبلوماسية الجزائرية حريصة على عدم اتخاذ إجراءات ضد النظام السوري تعود بالسلب على السوريين، خاصة وأن سوريا كما يعرف الجميع صمام أمان المنطقة العربية، ونحن نتفهم أن تتخذ الجزائر موقفا متأخرا خيرا من التسرع واتخاذ موقف تندم عليه مستقبلا، مشيدا بحكمة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وذكائه الكبير في حماية الجزائر من الأطماع الأجنبية. وقال محدثنا في ذات السياق أن دولة بحجم الجزائر على المستويين الإفريقي والعربي مؤهلة لأن تقود القاطرة العربية في الوقت الراهن، لكن لاعتبارات أخرى تبحث دول الخليج عن قيادة القاطرة وتحاول قطر أن تكون في الواجهة، باعتبار "أنها اصغر دولة عظمى"، لكن كما يؤكد دورها "مؤقت"، مستطردا أن الغرب لا يهمه المكانة السياسية أو الجغرافية أو التاريخية للدولة بقدر ما يهمه قدرتها على تنفيذ أجندته بالمنطقة والخضوع لإملاءاته. وبخصوص موقفها مع الجزائر، يرى أن لقطر أجندة تعمل وفقها ولا يمكنها تجاوز الحدود المرسومة. وكشف الجهماني أن المعارضة السورية كلفته سابقا، بحكم تواجده بالجزائر لسنوات طويلة، بالتواصل مع شخصيات سياسية وتاريخية جزائرية كعبد الحميد مهري، خاصة وأن حزب جبهة التجرير الوطني من صناع القرار، لكنه يقول أنه رفض وطلب من المعارضة ضرورة التواصل الرسمي مع النظام الجزائري، ولم يخف رغبته في التواصل معه ومع كمال بوشامة في القريب لكسب دعم الجزائر وخلق جسور التواصل بين الجزائر والمجلس الوطني السوري. وبخصوص التخوف من نزاع المعارضة حول الحكم في حال رحل نظام الأسد، قال محدثنا أن الجامعة العربية الآن ترعى في مصر محادثات للم الصف وتوحيد الرؤيا لتجاوز أي خلافات، خاصة في ظل التخوف من صعود الإسلاميين بالمنطقة بسبب تواجدهم بكثـرة بالمجلس الوطني السوري، ودعم تركيا لهم، كاشفا في ذات السياق أن بعض السياسيين يسعون إلى تشكيل تيار سياسي معتدل يجمع بين العلمانيين والإسلاميين. فاطمة الزهراء حمادي  
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)