أفضل القربات إلى الله
رعاية اليتامى وكفالتهم.. الكنز الكبير
حرص الإسلام على التكافل ودعم الضعيف في المجتمع وإعانته حتى لا يتألم ويصير المجتمع قويا بمجموع أفراده.
ومن الفئات التي أولاها الإسلام عناية خاصة في المجتمع الأيتام لأنهم في أمس حاجة للرعاية والعناية لأنهم فئة ضعيفة فالابن بعد فقد الأب يصير ضعيفا ويحتاج لمن يحنو عليه.
منها كنت رعاية الإسلام لليتامى وحفظ حقوقهم واجب على المجموع وتتعين على من تلزمهم رعايتهم.
*فضل رعاية اليتامى:
وفي السنة النبوية المطهرة ما يدل على فضل وثواب رعاية اليتيم وأطيب المال ما أُعطي منه اليتيم قال عليه الصلاة والسلام: إن هذا المال خضرة حلوة فنعم صاحبُ المالِ المسلم ما أَعَطي منه المسكين واليتيم وابن السبيل .(متفق عليه) بل قد بشر صلى الله عليه وسلم كافله بمرافقته في الجنة فقال: أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين .(متفق عليه) وأشار بالسبابة والوسطى وفرَّج بينهما شيئاً قال ابن بطال: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجنة ولا منزلة أفضل من ذلك .
وفي هذا السياق مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- نساء قريش لرعايتهن اليتامى فقال: خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على يتيم في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده . رواه مسلم .
*المراد بكافل اليتيم:
والمراد بكافِل اليتيم من يقوم على أحواله ومطالبه وما يحتاج إليه في دنياه فيقومه ويجعله مطمئنا غير خائف فالكافل إذا هو القائم بأُموره من نفقة وكسوة وتأْديب من مال الكافِل وكذلك تربيته وحضانته وغير ذلك ممَّا يحتاجه اليتيم حتَّى يبلغ فكفالته تكون بضمّ كافِله معه في بيته والقيام بمصالحه سواء كان اليتيم قريبًا له. أم كان الكافِل أجنبيًّا عن اليتيم فعن أبِي هُرَيْرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: كافِل اليتيم - له أو لغيره- أنا وهو كهاتَين في الجنَّة وأشار بالسبَّابة والوُسْطى . رواه مسلم .
*رعاية اليتيم في القرآن:
جاءت آيات كثيرة من كتاب الله تعالى تحث على كفالة اليتيم وتحرص عليه وتحض على رعايته ومن يفعل ذلك فهو من الأبرار الذين يحبهم الله تعالى قال: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى} النساء:36.
وفقد جعل الله -تعالى- الإحسان إلى اليتامى قربة من أعظم القربات ونوعاً عظيماً من البر فقال: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} البقرة: 177.
*إكرام اليتامى طريقك للجنة:
وذكر الله تعالى في سياق كلامه عن أصحاب الجنة وما يوصل إليها من قربات هؤلاء الذي يحرصون على إطعام اليتامى قال عز وجل: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً}الإنسان: 8- 12.
*أكل مال اليتيم:
وفي هذا الاتجاه حذر الله تعالى من أكل مال اليتم بل مجرد الاقتراب منه قال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}(الأنعام: 152) وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}النساء: 10.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/05/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php