الجزائر

رضا مالك يُربك المغرب



رضا مالك يُربك المغرب
خلفت تصريحات رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك حالة من الارتباك في الأوساط المغربية، فقد شنت عدة وسائل إعلام مغربية حملة على الجزائر واصفة تصريحات رضا مالك بالاستفزازية خصوصا بعد تزامنها مع حملة ديبلوماسية تقودها جبهة البوليساريو في أوروبا لكسب اعتراف الأحزاب السياسية اليسارية الصاعدة كقوة جديدة في الغرب، مثلما حدث مؤخرا في السويد.وكان رضا مالك وهو من الشخصيات التاريخية السياسية والدبلوماسية التي عايشت مختلف مراحل التاريخ المعاصر لبلادنا قد أعلن أن: "الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد وعدت في سنة 1981 على لسان رئيسها جيمي كارتر بدعم استقلال الشعب الصحراوي وحقه في تقرير مصيره." حسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية، خلال فعاليات الاحتفال بيوم الدبلوماسية الجزائرية. وحسب المصدر فإن رضا مالك قال في مداخلة له بالمناسبة: "عند تسليمي سنة 1981 للرئيس الأمريكي جيمي كارتر أوراق اعتمادي كسفير للجزائر بالولايات المتحدة الأمريكية، طلب هذا الأخير تدخل الجزائر في حل أزمة الرهائن الأمريكيين الذين كانوا محتجزين خلال الفترة نفسها من طرف إيران، مقابل دعم بلاده لحق الصحراويين في الاستقلال وتقرير المصير".هذا التصريح أثار ارتباك وغضب المغرب الذي سارع إلى ممارسة أساليب القصف الإعلامي على الجزائر، معتبرا أن تلك التصريحات جاءت بالموزاة مع التحرك الديبلوماسي الذي تقوده جبهة البوليساريو في أوروبا لافتاك اعتراف رسمي وشبه رسمي بحق تقرير المصير.كما انتقدت بعض وسائل الإعلام المغربية لجوء وكالة الأنباء الجزائرية إلى توضيح بعض الخلفيات والحقائق منها أن المغرب هو آخر استعمار في إفريقيا وأنه اجتاح الصحراء الغربية قبل 40 عاما من انسحاب الاستعمار الإسباني.ويبدو المغرب أكثر حساسية لملف التحركات الصحراوية التي هزمت سياسته ودعايته في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، مما جعله يدير النقاش ويحرفه عن مساره الحقيقي في محاولة للزج بالجزائر في النزاع الثنائي القائم منذ عقود.هذا ونشير إلى أن عدة انتصارات سياسية ودبلوماسية حققتها جبهة البوليساريو في المدة الأخيرة في عدة دول من أوروبا منها السويد وإيرلندا وهولندا والنمسا، وبعض الدول من أمريكا للاتينية كالبرازيل. هذه الدول التي طالبت أحزابها وبرلماناتها بضرورة الاعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، بينما لايزال المغرب يرى في تلك الدعوات تحريضا جزائريا ضده، وهذا ما يخالف حقيقة المشهد السياسي والأوضاع التي تحكم العلاقات بين الدول، فالمغرب الذي يعيش على طرح ملكي تجاوزته الأحداث، مازال يعتبر الحكم الذاتي هو الحل الأمثل للقضية الصحراوية بينما يتمسك الشعب الصحراوي بحقه في تقرير المصير بعيدا عن الوصاية التي طال أمدها.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)