الجزائر

رسم على الرمل ..



فك الارتباط الأسري، قنبلة اجتماعية قلَّ الحديث عنها في الآونة الأخيرة رغم خطورتها وتداعياتها المدمرة للمجتمع عاجلا وآجلا، أرقام مرعبة بعشرات الآلاف تعالجها المحاكم يوميا، تعددت الوسائل – طلاق، تطليق وخلع – والنتيجة واحدة، عائلات مفككة وعلاقات مهددة وبراءة مشردة، هو حال واقعنا الأسري الذي ينزف بلا توقف ويبدو أن الإسعافات الأولية لم تعد تجدي نفعا ولابد من خبراء يحددون جيدا مكمن الداء لاستئصاله وعدم الاكتفاء بضمادات توضع موضع الجرح وفقط .إن إصلاح المنظومة الأسرية أضحى واجبا يتعدى بكثير ترف التنظير في الصالونات والملتقيات ولا بد من النزول إلى الواقع ، حضور جلسات المحاكم والإصغاء جيدا إلى الخلافات الزوجية والصراعات العائلية ، الانتقال إلى مصالح الطب الشرعي وتفحص شهادات العجز المقدمة للطرف المتضرر على يد شريك حياته وبعد تشريح دقيق وعميق لكل الأسباب والعوامل والقواسم المشتركة وجب قراءة الصورة من جميع زواياها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية ، وعدم الاختباء وراء شعارات فضفاضة وسطحية لدرجة السخافة ، فالداء لا يكمن لا في توزيع الحقوق ولا في الواجبات ولا حتى في مبدأ المساواة فقد حسم العقل الجمعي الجزائري هذه القضايا منذ سنين خلت .
المصيبة أن الأسرة ككيان اجتماعي مهددة بالزوال لانقلاب المفاهيم والانحراف عن المرجعية بل وإلغائها عند البعض ، ولانعدام الأمل في غد أفضل عند شريحة أخرى لم تعد تنظر إلى أرض أسلافها على أنها دار قرار ، ولقلة وعي ومسؤولية بماهية الزواج عند طرف ثالث وبسبب الفقر وقلة ذات اليد وما يترتب عن ذلك من مشاكل وأهوال عند نسبة كبيرة من المجتمع . نعم للمنشآت القاعدية و المشاريع القومية، نعم لشق الطرقات والعمران لكن لا تنسى الإنسان فهو أساس التنمية والاستثمار والإنسان بلا أسرة هو مجرد رسم على رمل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)