يكتسي إحياء ذكرى تأميم المحروقات الموافقة ل24 فيفري هذه السنة أهمية بالغة تتجاوز الإطار التقليدي للمناسبة في ظل ما تواجهه البلاد من تحديات ترتبط مباشرة بالمكاسب الوطنية ذات الصلة بالسيادة الوطنية وعلى رأسها قطاع المحروقات الذي واجه في الفترة الأخيرة هجمة إرهابية نفذها مجرمون من عدة جنسيات استهدفت مصنع الغاز بتيقنتورين لعين اميناس والتي سحقتها قوات الجيش الوطني الشعبي في تصد سريع أجهض المخطط الإرهابي الدولي.
وتحتل تيجنتورين اليوم صدارة المشهد الوطني ليس فقط بفضل صمود القلعة الصناعية لإنتاج الغاز حيث تتجسد مشاريع شراكة مع متعاملين أجانب وجدوا في الجزائر الوجهة الاستثمارية الأكثر أمانا والأوفر ضمانة، وإنما أيضا بفضل العزيمة القوية للرجال القائمين على شؤون إعادة تشغيل المصنع ومن ثمة توجيه رسالة بالغة الوضوح للعالم اجمع بان الجزائر اكبر بكثير مما يعتقده البعض ولما يتعلق الأمر بمصير استراتيجي لا تقبل التردد في معالجة الخطر مهما كان ترجمة لإرادة الشعب الجزائري المدرك للرهانات الإقليمية والدولية.
وليس من مناسبة أعظم من يوم تأميم المحروقات في 24 فيفري 1971 لما أعلن الرئيس الراحل هواري بومدين القرار التاريخي باسترجاع ملكية الدولة للمحروقات من اجل توظيفها في التنمية الوطنية على مر الأجيال، وبنفس الصرامة والثقل وضع رئيس الدولة عبد العزيز بوتفليقة النقاط على الحروف في رسالته بالمناسبة مبرزا الدور الاحترافي والحاسم للجيش الوطني الشعبي في إنهاء العدوان الإرهابي وحماية حرمة الأرض والخيرات الوطنية بشكل لا يقبل التأويل لتواصل البلاد مسيرتها في خوض التنمية باستثمارات وطنية وبالشراكة مع متعاملين يعترفون بجدوى الساحة الاقتصادية الجزائرية وجدية وثقة الجزائر ووضوح الموقف الشعبي الرافض للمساس بمقدراته أو المهدد لأمنه واستقراره مهما كانت الشعارات براقة مدركا لما يحاك في الخفاء ولن تنطلي عليه المؤامرات.
وعلى مستوى تلك القلعة الشامخة يتم فتح صفحات تاريخ 24 فيفري الذي يرمز أيضا لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين سنة 1956 بزعامة عيسات ايدير واضعا الاحتلال الفرنسي الجاثم على خيرات البلاد وصدور العباد حينذاك بينما كانت نار الثورة التحريرية المجيدة تلتهب لتحرق الوجود الغريب وأذنابه حتى نيل الحرية والاستقلال الذي يمثل بحق الإرث المقدس للأجيال غير القابل للتصرف أو الإهمال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/02/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سعيد بن عياد
المصدر : www.ech-chaab.net