الجزائر - Abdelkader Mekaria


مع أني إكتشفتكَ في الذات

قبل اكتشاف الورق

مع أنك صيرتني بلبلا

ووضعت على القلب تاج القلق

مع أنك من ألف عام ترافقني

و ُتنقّط لي أحرفي

يصعب اليوم أن لا أجيئك

أو أن أجئ

كنت ياصاحبي

تتقبلني موغلا في الحنين

و مستسلما للغرق

كنت تمسح عن ذاتي المشتكاة

عناء السنين

و ترنيمها المهترئ

يوم ضيعتني

ضاع منك الطريق

و مني الموجة و المتكأ

إيه يا صاحبي

عادة تصبح الذات أثقل من جبل

و الزغاريد مسمومة

و اجتناب الخطايا

خطأ

ما الذي يحدث الآن

لو نتحول عن وجهة الشعر ؟

أو نتنكر للقافية ؟

أيقولون عنك غوى ؟

و يقولون عني صبأ ؟

هذه الأرض لا تلد الشعراء

لتزهو بهم

بل لتجعلهم عبرة للملأ

كنت قد قلت لي :

' شئت أم لم تشأ

قد تجاوزت حق الإرادة

يوم احترفت البكاء

أنت رغم احتجاجك

ضمن قائمة الشعراء '

و تناءيت

أخفتك عني السنون

و ألهاني عنك تقلبها المختبئ

هل أتاك النبأ ؟

مر عام

يحاصرني الإنتظار

و يأكل مني الصدأ

أنا في درب هذي الحياة

كلما سرت ميلا

أعود إلى المبتدأ

المؤكد أنا و من أول الإنطلاق

ارتكبنا الخطأ

إيه يا صاحبي

البلاد التي لا نحب

شمسها باردة

و المرافئ في أي أرض

عدا أرضنا

في رطوبتها واحدة

و النساء غواني

و التي يعشق القلب

في عرفنا – سيده

إيه يا صاحبي

النساء / القلوب التي

هذبت تربتي

و النساء / الجسوم التي

أفسدت نيتي

و النساء / النساء

يتشابهن في أي شيء

عدا في اختلاق دواعي البكاء

خضت أكثر من ألف حرب

هزمت الجميع

أبدا لم أنهزم

غير قدام بعض الدموع

و العجب !

أنها دون أي سبب

مرة نمت في جفن مومس

صدقت كل الكذب !

القصائد كالأرض تخضر فصلا

و تيبس في غيره كالقصب

نحن لا نستمد الكتابة من عبث اللاوجود

و لا نتسلى بأكل الكتب

و الكتابة لا يأتها

كل من هب ودب

و السلام …


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)