لسنا هنا في هذه العجالة من الوقت والمساحة المحدودة من الجريدة بصدد تقديم تقييم وحصيلة لأهم أحداث العام الماضي -2020 –الذي ضغطته وشكلته جائحة فيروس كورونا و كل ما ترتب عن تلك الجائحة من ارتباك واضطراب لحياة الناس ، لكن تستوقفنا في هذا المقام ظاهرتان اجتماعيتان خطيرتان تعد من توابع زلزال كورونا العنيف ،و يتعلق الأمر بجريمة تهريب الأقراص المهلوسة و ظاهرة الحرقة حيث أننا طوال عام الجائحة تصدرت أخبار إلقاء القبض على مهربي تلك الأقراص والمخدرات ،و كذا عمليات إحباط محاولات الحرقة و توقيف المرشحين للهجرة السرية نشرات الأخبار في القنوات التلفزيونية والإذاعية ،وصفحات الجرائد خاصة محاولات الحرقة التي انتقلت إلى الفضاء الأزرق و شبكات التواصل الاجتماعي لتصنع الحدث نظرا للبعد الخطير حيث طالت عمليات المتاجرة بالبشر كل الفئات من كهول وشباب و شابات ونساء و أطفال وحتى النساء الحوامل الذين حملوا أرواحهم بين أيديهم و ركبوا أمواج الموت على متن قوارب الوهم من أجل العبور إلى ضفة الأحلام لكن شتان ما بين تلك الأحلام وحقيقة سراب الوصول مادامت الرحلة محفوفة بكل المخاطر بين أحضان بحر غادر لتتحول الأمنيات الجميلة إلى أخبار حزينة عن انقلاب زوارق الموت و وفاة و فقدان من كانوا على متنها و ما ينجر عن ذلك من مآسي وحسرة لأهاليهم و يعد ذلك مظهر من مظاهر الحياة في المجتمع الجزائري الذي أصبحت فيه الحرقة مسلسلا مؤلما من الواقع تتكرر حلقاته وتتابع يوميا متشابهة في كل التفاصيل ،باستثناء أسماء الأبطال و الأماكن التي تنطلق منها رحلات الركض وراء حياة أفضل. و غير بعيد عن الحرقة باعتبارها أحد أشكال الهروب من الواقع المعاش اخترقت مجتمعنا ظاهرة أخطر و أكثر تأثيرا على الصحة العقلية والنفسية للفرد وهي الإدمان على الأقراص المهلوسة التي أصبحت واسعة الاستهلاك وسط فئات من المجتمع على غرار المخدرات الأخرى من قنب هندي و كوكايين ،لكن ما سجل السنة الماضية من مصادرة لكميات كبيرة جدا من تلك الأقراص عبر كل أرجاء الجزائر في عمليات تهريب تقوم بها شبكات هدفها تسميم المجتمع بآفة على هذا القدر من الخطورة الصحية ذات التأثير العميق على مستقبل الأجيال ،فالإدمان على المخدرات المعروفة من كيف وغيره إن كان ظاهرة معروفة في بلادنا على غرار بلدان العالم كله قد تبعه الإدمان على الأقراص المهلوسة الذي يظل الأخطر لأنها اجتاحت فئات واسعة من المجتمع .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/01/2021
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ح زلماط
المصدر : www.eldjoumhouria.dz