الجزائر

رداءة الطقس وراء إحياء التقليدالعائلات السطايفية تجتمع حول موائد العيش والحسوة


 
قررت غرفة الاستئناف المختصة في قضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بمدينة سلا المغربية تأجيل الحسم في ملف الاعتداء الإرهابي على مقهى ارقانا بساحة جامع الفنا الشهيرة بمدينة مراكش إلى غاية الخامس مارس القادم.
ووقعت عملية الهجوم على هذا المقهى الرمز في 28 افريل من العام الماضي وخلفت مصرع 17 شخصا اغلبهم من السياح الفرنسيين وإصابة21 سائحا آخر.
 ووجهت النيابة العامة المغربية الاتهام لتسعة من المشتبه فيهم بالتورط في عملية التفجير الذي ضرب الصناعة السياحية المغربية في مقتل وخاصة وأنها تشكل موردا رئيسيا للخزينة العمومية المغربية بالعملة الصعبة. 
وجاء قرار التأجيل بعد أن التمست هيئة الدفاع من المحكمة الأخذ بعين الاعتبار الوضع الصحي لبعض المتهمين الذين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على الأحكام الابتدائية الصادرة في حقهم وتراوحت بين سنتين والإعدام.
وسبق لمحكمة الجنايات أن أجلت النظر في هذه القضية خلال جلسة 23 جانفي الماضي بعد التماس تقدمت به هيئة دفاع المتهمين من اجل تمكينها من الاطلاع الجيد على حيثيات هذه القضية بهدف تحضير مرافعته.
 يذكر أن غرفة الجنايات الابتدائية بنفس المحكمة سبق وأن أصدرت يوم 28 أكتوبر الماضي أحكاما ابتدائية تراوحت بين سنتين والإعدام في حق المتهمين التسعة في هذا الاعتداء الإرهابي.
وقضت بإعدام المتهم الرئيسي عادل العثماني وبالمؤبد في حق حكيم الداح وبأربع سنوات سجنا نافذا في حق كل من عبد الصمد بطار وعز الدين لشداري وإبراهيم الشركاوي ووديع اسقيريبة  فيما قضت بسنتين حبسا نافذا في حق محمد رضا ومحمد النجيمي وعبد الفتاح الدهاج بعد أن ثبتت التهم الموجهة إليهم بالتورط في هذه العملية. 
ولكن المتهمين التسعة أنكروا التهم المنسوبة إليهم وأكدوا براءتهم من التهم التي كالها لهم الادعاء العام وأكدوا أنهم ليس لهم أية علاقة مع الفكر الجهادي والنشاط الإرهابي.
 
اشتد التوتر في اليمن عشية الانتخابات الرئاسية المسبقة المقررة اليوم في ظل تصاعد النداءات الداعية إلى تنظيم عصيان مدني ومقاطعة هذا الموعد الانتخابي الذي ترشح له عبد ربه هادي منصور والذي سيتم تزكيته اليوم على اعتبار أنه اختير من طرف كل القوى السياسية ليكون الرئيس التوافقي الانتقالي في اليمن.
وشهدت مدن جنوب البلاد الذي يطالب سكانه بالانفصال، تنظيم مظاهرات مناهضة لتولي عبد ربه هادي منصور السلطة في صنعاء وهو الذي كان نائبا للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن التي انتشرت بقوة بمدينة عدن، أهم مدن الجنوب، مما أدى إلى مقتل جندي وإصابة آخر إضافة إلى إصابة سبعة متظاهرين مسلحين.
واندلعت المواجهات عندما حاول مئات المتظاهرين الرافضين لتولي عبد ربه منصور هادي الحكم، اجتياز حاجز نصبته قوات الجيش بمنطقة دلح بمدينة عدن بالقوة.
وكانت اشتباكات مسلحة نشبت بين قوات الأمن ومسلحين بمنطقة منصورة بنفس المدينة عندما كان متظاهرون يستعدون لتنظيم تجمع احتجاجي للتنديد بانتخابات اليوم.
وتصاعدت حدة أعمال العنف في اليمن وخاصة بجنوبه مع اقتراب موعد الرئاسيات، حيث استهدف مركز للاقتراع بقذيفة صاروخية، مساء أول أمس، بينما أصيب ثلاثة جنود كانوا ينقلون صناديق الاقتراع إلى مركز انتخابي بمحافظة لحج الجنوبية.
ووسط هذا التصعيد الأمني وجه عبد ربه منصور الذي سيقود المرحلة الانتقالية في اليمن طيلة العامين القادمين خطابا للأمة حدد من خلاله الخطوط العريضة لسياسته بدءا بمطالبة دعم المجتمع الدولي لبلاده وتعهد باستعادة هيبة الدولة من خلال إحداث إصلاح جذري في البلاد.
ومد عبد ربه منصور يده إلى الانفصاليين الجنوبيين والمتمردين الحوثيين الذين أعلنوا مقاطعتهم لهذه الانتخابات وقال إن ''القضية الجنوبية وانعكاساتها إضافة إلى ما يحدث في صعدا معقل المتمردين الزيديين تبقى من بين أولى أولوياته التي يجب تسويتها سريعا بقلب مفتوح وبدون أية أحكام مسبقة''.
كما تعهد الرئيس اليمني القادم بمحاربة تنظيم القاعدة الذي يتخذ من المناطق الجنوبية والشرقية في البلاد معقلا له خلال فترة حكمه الانتقالية التي من المقرر أن تدوم عامين وتنتهي بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.
وأمام شبح المقاطعة الذي يهدد تنظيم هذا الموعد الانتخابي دعت ''جمعية علماء اليمن'' جميع المواطنين إلى التفاعل الجاد مع العملية الديمقراطية والمشاركة في الانتخابات الرئاسية.
ودعا بيان الجمعية كل اليمنيين إلى المشاركة في هذه الانتخابات بقناعة أنها تشكل المخرج من الأزمة التي تعصف باليمن طيلة الأشهر الماضية.

ارتدت الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لفنون الأهقار لباسا مرسوما في يوم اختتامها وهذا من خلال عرض ورشة الرسم وورشة المانغا (الشريط المرسوم بالتقنية اليابانية)، لحوصلة أعمالهما في هذه الدورة.
وقدم مؤطرا ورشة المانغا كمال بهلول ومحمد الطاهر عيداوي، هدايا للفائزين الثلاثين في المسابقة التي نظماها في هذه الطبعة، وجاء في المرتبة الأولى الفنان الشاب نويصر ناجم، الذي تعلم الرسم بنفسه وصرح لـ''المساء'' أنه يعشق الرسم ويعتبره ملاذه الكبير، مضيفا انها المرة الأولى التي يشارك فيها في مسابقة وهو سعيد بإحرازه للمرتبة الأولى والتي ستدفعه حتما إلى بذل المزيد من الجهود في الرسم، كما أضاف أنه سيعرض رسوماته يوم 16 أفريل بمناسبة يوم العلم في الثانوية التي يدرس فيها.
وتحصل بوخاري عبد الجليل على المرتبة الثانية وصرح لـ''المساء'' أنه كان يدرس الرسم في دار الشباب إلى حين مغادرة أستاذة الرسم للدار ومن ثم تم غلق قسم الرسم ليتابع تعليمه في دار الثقافة متمنيا - في نفس الصدد - أن تتوفر تمنراست على مدرسة للرسم، أما الفائز بالجائزة الثالثة، عيشوبي مراد؛ فقال لـ''المساء'' إنه تعلم أبجديات الرسم مع أخيه، مضيفا أن الرسم بالنسبة إليه موهبة ربانية، وأنه يرسم كل ما يعجبه وبالأخص المناظر الطبيعية الصحرواية، بالمقابل؛ تحصل الفائزون الثلاثون على ثلاثة أشرطة مرسومة ومجلة ''لاب ستور'' المختصة في المانغا وشهادة نجاح.
أما ورشة الرسم؛ فقد استقطبت في اليوم الأخير أطفالا كثرا جاؤوا لمشاهدة أعمالهم، حيث عرضت جهيدة هوادف، المكلفة بالورشة، رسومات الأطفال الجميلة التي شاركت في هذه الورشة وعلقتها في الخيمة المخصصة لهذا النشاط، كما قامت ببسط ورق كرافت بطول 15 مترا على الأرض كسجاد مزين برسومات الأطفال أيضا؛ فكانت الخيمة عروسا مزينة برسومات تحمل مواضيع مختلفة من أزهار ورمال وجبال وجمال وسيارات وغيرها.
في إطار آخر؛ قال محافظ المهرجان، السيد فريد ايغيل أحريز، إنه تم هذه السنة تقسيم نشاطات المهرجان على ثلاث مدن، هي تمنراست، عين صالح وأبالسة وهذا من أجل تحقيق أهداف المهرجان والمتمثلة في مس أكبر عدد ممكن من الجمهور في مدينة تزيد مساحتها عن خمسمائة كيلومتر مربع، مضيفا أن مخيم المهرجان عرف توافدا كبيرا للجمهور، خاصة ورشتي الرسم والمانغا، معتبرا أن هذه الطبعة من التظاهرة عرفت برمجة عدد كبير من الورشات، إضافة إلى فتح ورشة للأمزاد وأخرى للشعر، وتنظيم حفلات تجاوب الجمهور مع أداء الفنانين فيها.
وعبر ايغيل أحريز عن رضاه بسيرورة المهرجان، مضيفا أنه سيتم التفكير جديا في إقامة مهرجانات ثانوية في أكثر من منطقة من تمنراست مما سيزيد من توطيد العلاقة بين المهرجان والجمهور. 

شد انتباهي حشد هائل من الطلبة اِلتف حول جهاز للتصوير المطابق للأصل بمحل يحتل زاوية صغيرة في النفق الجامعي.. شبان وشابات اصطفوا في طابور طويل تهافتا على ''دروس مستنسخة''، يتم الحصول عليها دون عناء دخول قاعة المحاضرات، ليتم الإطلاع على محتوياتها في فترة الإمتحانات، دون الإكثرات بمدى صحة المعلومات الواردة فيها.. وهنا وقفة للنظر في مسألة ''الهروب الجماعي'' من مدرجات الجامعات!
بات تغيّب الطلبة عن الجامعات ظاهرة اجتماعية ملحوظة، وتمس مختلف التخصصات، حتى تلك المتعلقة بالطب والصيدلة وغيرها من التخصصات التي ترتبط بصحة وحياة الناس مستقبلا، ما ينذر بخطورة هذه الظاهرة التي لا ينظر إليها طلبة الجامعات بعين الجدية، وتراهم في سن التمرد والأحلام والموضة والتجوال، بعيدا عن الوعي بالإنعكاسات السلبية المستقبلية، خاصة وأنّها تزداد من سنة إلى أخرى، وتراها قد تحولت إلى عادة متوارثة في الوسط الجامعي..
والصورة العامة للظاهرة ترسمها مشاهد طلبة متغيبين ويحملون حقائبهم على ظهورهم، تجدهم يتسكعون في الشوارع والطرقات أو يملؤون قاعات الأنترنت أو الشاي، ومحلات الألبسة، أو يجلسون في ساحات الجامعات، لتمضية ساعات طويلة خارج أسوار المدرج يتبادلون أطراف الحديث، وعندما ينتهي وقت الدوام الرسمي، يرجعون إلى بيوتهم، وكأنّهم عائدون من جامعاتهم!
وبرؤية تأملية، تتوالى بعض الخواطر حول تأثيرات الظاهرة على مستوى الطالب وواقع عالم الشغل لاحقا، فلاشك أن حجم الخسارة كبير بالنظر إلى ما تصرفه الدولة لتكوين إطارات مستقبلية دون المستوى المطلوب؟!.. وهنا يكمن الإشكال الذي يستدعي البحث عن الأسباب.
وللنظر في ظاهرة غياب الطلاب بدون عذر، اقتربت ''المساء'' من بعض أفراد هذه الشريحة، وجاءت مجمل إجابات الطلبة المُحَاوَرين مقترنة بأسباب غير مقنعة، يبدو أنّها تفسر التكاسل والنفور من الدراسة..
أشارت طالبة (سنة أولى أدب عربي) كانت رفقة زميلتها في انتظار دورها لاستنساخ مجموعة من الدروس، إلى أنّه قليلا ما تطأ قدماها مدرجات الجامعة، حيث تفضل المكوث في البيت.. والسبب -برأيها- يتمثل في  ضعف أداء الأستاذ وأسلوبه الجاف في تقديم محاضراته، لافتة إلى أنّ تقديم الدرس دون أن يكون متبوعا بشرح، له دوره أيضا في نفور الطلبة. وشاطرتها الرأي صديقتها التي أضافت بأنها لا تجد داعيا لمتابعة المحاضرات المرتبطة بوحدات سهلة للإستيعاب.
أما الطالبة ''صوريا'' التي تدرس نفس التخصّص، فتبرر عزوفها عن متابعة المحاضرات، لكون التركيز وسط مئات الطلبة مهمة مستحيلة، ولهذا السبب، تتدبر أمر الحصول على الدروس ''الجاهزة'' من الطلبة الذين يتمكنون من الحضور.. وعن السؤال: هل يمكن الاعتماد على الدروس ''المستنسخة'' في الفهم؟ ردت بصراحة بأنّها لا تستوعب كل ما تقرأه في تلك الأوراق، لاسيما وأنّها كثيرا ما تكون محشوة بالأخطاء!
واستقبلت شلة من الطلبة الذكور بالقرب من الجامعة المركزية، سؤال ''المساء'' بالضحك.. وبكل جرأة سارع أحدهم (يدرس سنة أولى بكلية الإعلام والإتصال) للإجابة قائلا: ''لديّ مشكلة مع النوم، ولهذا أَتّخذ من الأيام التي برمجت فيها المحاضرات محطة للإستراحة من تعب حصص الأعمال التطبيقية''. وعن طريقته في استدراك ما يفوته من محاضرات، استكمل حديثه: ''ببساطة، أكتبي في مقالك أنني أستدركها وفق تقنية ''أنقل والصق''.
وفي اتجاه معاكس، ذهبت الطالبة ''شهيرة'' (السنة الثالثة ترجمة ولغات أجنبية) لتوضح بأنّها مواظبة على متابعة المحاضرات التي يلقيها الأساتذة في مدرجات الجامعة، ولا يمكن أن تعتمد على الزملاء، لاسيما وأنّهم مرشحون لنقل معلومات غير صحيحة..
وأردفت محدثتنا الطالبة بأنّه يمكنها أن تحذو حذو زملائها المتهربين من المحاضرات، ففي نهاية المطاف، الكل ينتقل إلى السنة الموالية، لكنّها ترفض الإتكالية، حيث يوجد فارق كبير في المستوى يضع حدودا فاصلة بين الطالب المجتهد والطالب المستهتر.
وللوقوف على حجم هذه الظاهرة، أكدت لنا الأستاذة ''حمدي''(من جامعة المدية) عند سؤالها عن الدوافع التي تجعل من الطالب متسربا عازفا عن المحاضرات، ومكتفيا بالأعمال التطبيقية كونها إجبارية قائلة: ''ما يجعل الطلبة أكثر استعدادا للتغيب في الأيام الخاصة بالمحاضرات، هو كون هذه الأخيرة غير إجبارية، كما هو الحال بالنسبة لحصص الأعمال التطبيقية، معتبرة تبريرات الطلبة المنقطعين عن دخول المدرجات مجرد حجج غير منطقية للتستر على ذهنية الإتكالية السائدة وسط عدد كبير منهم، ممن ينفقون نقودهم على آلة التصوير المطابق للأصل.
وعند السؤال عن الفارق في نسبة التغيب بين الذكور والإناث، أفادت الأستاذة ''حمدي'': ''ظاهريا، يبدو أنّ نسبة الإناث هي الأكثر، لكن في الحقيقة، تبقى النسبة متقاربة بين الذكور والإناث، وهذا راجع لكون عدد الإناث يفوق عدد الذكور في الجامعات الجزائرية''.
وواصلت حديثها معددة أسبابا أخرى للتغيب الحاصل لدى الطلبة، ومن أهمها أنّ بعضهم يعملون لأسباب مادية وغير مادية.. وهناك أيضا أسباب نفسية ترتبط بفقدان الطلبة الميل للدراسة بسبب التفكير في مشكلة النقل المؤرقة، حينما تكون المحاضرات مبرمجة في المساء. فيما تقاطعها بعض الفتيات لامتصاص غضب الأولياء الّذين لا يتقبلون عودة الفتاة من الجامعة في ساعة متأخرة.
وبرأي الأستاذة الجامعية، فإنّ الكثير من طلبة الجامعات لا يقدّرون أهمية المحاضرات التي يليقها عادة أساتذة لهم خبرة كبيرة، أو دكاترة يقدمون رصيدا ثقافيا مهما، وهذه الأهمية تظهر في ورقة الامتحان، حيث يظهر الفرق الشاسع بين مستوى الطلبة المجتهدين في متابعة المحاضرات وغير المجتهدين. ولهذا السبب، يتم التفكير حاليا في إيجاد حلول لهذه الظاهرة، من خلال تسطير جملة من الإجراءات الكفيلة باستقطاب الطلبة لدخول المدرجات والاستفادة من المحاضرات، نظرا لأهميتها القصوى في تثقيف الأجيال الصاعدة وتأهيلهم لعالم الشغل.
وأضافت أنّه وفقا لنظام الـ ''أل.أم.دي'' الجديد الذي يتميز بقلة عدد الطلبة في الأفواج، فإنه ينتظر أن يصبح حضور حصص المحاضرات إجباريا في خطوة نحو رفع مستوى طلبة الجامعات، فضلا عن إعادة برمجة توقيت المحاضرات بما يكفل عدم تزامنها مع وقت الغذاء أو مع ساعات المساء المتأخرة.

واجهت الكثير من العائلات في ولاية سطيف هذه الأيام المصادفة للنقص الكبير في عرض المواد الغذائية وعلى رأسها الخضر، جراء سوء الأحوال الجوية، انقطاع الطرقات ومعها شبكات تموين الأسواق بالعودة إلى الأطباق التقليدية التي تعتمد في معظمها على الدقيق، السمن والزبدة، في ظل توفرهما بشكل طبيعي في البيوت ومحلات التموين العام.وتأتي ''الشخشوخة الحارة'' أو ''الغرايف'' وكسرة الشحمة و''المحاجب''، على رأس قائمة الأطباق السطايفية بهذه الفترة.
أجمع عدد كبير من أصحاب محلات المواد الغذائية أن الإقبال على استهلاك العجائن تضاعف هذه الأيام، مقارنة بالفترة قبل رداءة الأحوال الجوية وعلى رأسها ''البركوكس'' و''لمحاجب'' التي تنفد كل الكميات المعروضة منه في لحظات، بالإضافة إلى بقية العجائن وكذا شتى أنواع السمن والزبدة.
وفي جولة بسوق وسط المدينة، وعباشة بحي بيزار، وقفنا على الإقبال الضعيف على سيدة الخضر؛ البطاطا التي تجاوز سعرها الـ70 دج، وقيل لنا أنها عرضت بأكثر من 80 دج في بعض المحلات، مما دفع تجار تجزئة الخضر والفواكه إلى مقاطعتها بعد عزوف المستهلكين عن شرائها جراء اِلتهاب سعرها.
وبأحد محلات التموين العام، وجدنا كهلا يحمل كيسا احتوى أنواعا عدة من العجائن، فسألناه عن سر ذلك، فقال لنا إنه ومنذ الصعود الفاحش لأسعار الخضر والفواكه، غيّرنا نمط استهلاكنا وعدنا إلى عادات أجدادنا في مثل هذه الظروف، على الرغم من رفض عدد من الأبناء لها، إلا أنهم رضخوا إلى ذلك مضطرين بعد أن تذوقوا طعم ''العيش'' أوبركوكس بالقديد (أي لخليع) و''بالتوابل وكذا ''المقرطفة أو الحسوة''، وقد أضفى عليها ''الفرماس'' (المشماش المجفف) نكهة اكتشفها أبناؤنا الذين غيروا عادات استهلاكهم بالوجبات الخفيفة والمقلي الضارة أكثر من أن تنفع.
فيما قالت لنا امرأة كانت تستمع لحوارنا، إنها اضطرت للعودة إلى الأطباق التقليدية لمجابهة الغلاء، وكذا فائدتها الغذائية في مثل هذه الظروف المناخية التي تتطلب أغذية تجابه البرد القارس، وقد عوّدت أبنائي هذه الأيام على العصيدة صباحا، وقد استساغ معظمهم طعمها، فيما أصبح أصغرهم يصر على إعدادها -كل صباح- بعد أن تضاعف حجم الاستهلاك تأثرا بغلق المدارس لأبوابها في وجه التلاميذ. كما يصر آخرون على إعداد ''كسرة الشحمة'' رغم غلاء البصل الذي وصل سعره إلى 65 دج، وهي أزمة عابرة يمكن التغلب عليها، ولكن يحز في نفسي لما أري مواطنين معزولين في المناطق النائية، وقد قلّت مئونتهم وانعدمت وسائل التدفئة في ظروف جد قاسية، فنحمد الله على ما نحن فيه، وهو ما أقوله لأبنائي عندما يحتج أحدهم على أطباق العجائن، تضيف ذات المتحدثة.
وفي نفس الصدد، وفي جولة لكل من قرية عين عباسة، الخربة والموان، التي لم تصلها بعد خدمة الربط بشبكة غاز المدينة، وجدنا رجال أمن دائرة عين أرنات يوزعون وجبات على بعض العائلات المعوزة في تلك المناطق النائية، وأوضح لنا السكان أن التموين بالغاز متوفر ولكن ليس بالشكل الكافي، وأن معظم العائلات عادت إلى عاداتها الإستهلاكية التقليدية، بإعداد الأطباق التي يدخل في إعدادها الدقيق المتوفر بشكل عادي، وعلى رأسها ''الكسرة والبركوكس''، مع بعض اللحم المقدد الذي مازالت بعض الأسر تحافظ على إعداده مع كل عيد أضحى، إضافة إلى الفلفل المجفف الذي يضاف إلى ''الحمص بزيت عرب''، وهو طبق تقليدي يعتمد على الحمص الذي ينضج في الماء المغلي ويخلط بكميات كبيرة من زيت الزيتون''.
كما صنعت رداءة الأحوال الجوية أيضا صورا أخرى أكثر إيجابية، ومنها سهرات الأحاجي والألغاز، وبذلك تعود الأسر الجزائرية إلى مورثوها الغذائي التقليدي والثقافي الذي كاد يختفي مع الإنغماس الكلي في العصرنة، والتغير الجذري في أنماط الاستهلاك الغذائي الذي عم المدن، كما الأرياف.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)